الشريط الاخباري

داعش وما هي بداعش ولكن شبهت لهم

نشر بتاريخ: 28-10-2016 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

يقول البعض ان الرئيس الامريكي اوباما يريد ان ينهي ولايته ويدخل التاريخ بالقضاء على داعش في الموصل ، وكأن دخول التاريخ مقتصر على جغرافيا صغيرة مختزلة في مدينة ، او انه يتم ضغطه في بضع سنوات هي عمر هذا التنظيم الارهابي الذي اعلن عن تغيير اسمه او اسم خليفته كحالة من "الاسلام الغاضب" وفق الغنوشي . فماذا بعد القضاء عليه في الموصل ، هل ينووا القضاء عليه في الرقة وحلب السوريتين ، اكيد هنا سينتظروا ترامب او كلينتون لكي يدخلا التاريخ بدورهما ، ويحصلا على جائزة نوبل للسلام كما حصل اوباما ، رغم عدم فهم أحد كيف ولماذا حصل عليها . لا يختلف اثنان على الدور الامريكي الحقيقي في انشاء داعش كتطور مقبول ومحسّن على تنظيم القاعدة ، التي كانت قد أنشأتها امريكا كارتر وريغان لمحاربة الخطر الشيوعي والتدخل السوفياتي في افغانستان نهاية سبعينيات القرن الماضي ، ولما انقلبت عليهم حاربوها كمنظمة ارهابية ، وكانوا يعرفون انها ستنقلب عليهم ، تماما كداعش التي اصبحوا يعرفون انها ستنقلب ولسوف يحاربونها كمنظمة ارهابية . وهو ما يحدث الان مع النصرة التي غيروا اسمها الى فتح الشام لكي تصبح معارضة معتدلة . عندما احتلوا العراق بدعوى احتضانه للقاعدة ، وامتلاكه اسلحة دمار شامل ، كانوا يعرفون انهم يكذبون ، ولكنهم كانوا يعرفون ايضا ان هذا الكذب لسوف ينكشف بعد وقت طال ام قصر ، لكن خلاله يكونوا قد احتلوا العراق واطاحوا بنظامه وجيشه وعتاده ووحدة اراضيه وشعبه . ان الدور الذي لعبه كولن باول وكونداليزا رايس في حقبة ولاية جورج بوش الصغير ، هو نفسه تقريبا الذي لعبته هيلاري كلينتون في خلق داعش والنصرة كتنظيمات اسلامية سنية في محاربة الخطر الشيعي هذه المرة ، وليس الخطر الشيوعي الذي مضى وانقضى . وفي الحالتين ، كان النظام العربي هو الضحية والمجرم على حد سواء ، فالفاتورة مهما ارتفعت ارقامها ودخلت خانة مئات المليارات ، يقوم هذا النظام المتخلف بتسديدها دون ان يكون له رأي . واذا كان ميدان الحرب في خلق القاعدة افغانستان وبعض من الساح العربي ، فان ميدان اليوم هو الوطن العربي بدءا من سوريا ليبيا اليمن مصر السودان ، وهذا لايعني ان البقية الباقية في مأمن وحرية ورخاء وسلام . والتكالب عليه لا يقتصر على امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل ، بل تركيا ايضا التي تريد ان تحرر الموصل والرقة لاسباب ليس لها علاقة بداعش ، لا ولا ما يسمى بالحلف العربي الذي يريد تحرير اليمن من حوثييه ، مقدمة لتحرير لبنان من ثورييه ، وفلسطين من مقاومتها كي يصبح احتلالها شرعيا . بعد ايام يكون قد مضى على قرار انشاء اسرائيل ووطنها القومي في فلسطين مئة عام .

شارك هذا الخبر!