الشريط الاخباري

ابواب جهنم هل تفتح

نشر بتاريخ: 20-01-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج بصراحة ، فأنا غير مصدق للشعارات الفلسطينية والعربية النارية من ان ابواب جهنم لسوف تفتح للرد على وعد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترمب نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس . إذ لم نفهم من تهديدات فتح الابواب الجهنمية ، منذا الذي سيفتحها ، ولا على من سيتم فتحها ، على امريكا ام على اسرائيل ام على النظام العربي ، صحيح ان القدس ليست اي مدينة فلسطينية او عربية او اسلامية ، بل هي مدينة ذات مسمع عالمي وانساني لتاريخها وآثارها وحضارتها ، ولقد سقطت لمن لا يعرف ، قبل خمسين سنة ، اعقبتها بيروت قبل خمس وثلاثين سنة ، ثم بغداد قبل خمس عشرة سنة ، واليوم تصرخ عشرات المدن العربية في العديد من الدول الممتدة على مساحات القارتين الاسوية والافريقية ، بواقع التدمير الذاتي والقتل اليومي ، مرة في هيئة ثورات ربيع عربي ، ومرة احلاف عربية تشن حربا على شقيقاتها ، ومرة سنة وشيعة ، ومرة تفجير كنائس وردم آثار ومعابد ومساجد ، ومرة امريكا صديقتنا الوفية ، ومرة عدوتنا التي تخلت عنا لصالح روسيا وايران ، ومرة معارضة ارهابية واخرى معتدلة ، كل ذلك واكثر على مدار سنوات طويلة ، ولا يلوح في الافق المنظور موعدا لوقف هذا التدمير ، ولا العد النهائي بالتالي لبدء الاعمار الذي سيستغرق وقتا

طويلا آخر ، تكون بالتالي حواضرنا قد فرغت من انسانها نزحا وتهجيرا الى بلاد الصقيع ، الاكثر دفئا من اوطاننا . الحال الفلسطيني ، حيث القدس اكثر بكثير من مجرد عاصمة جوفاء لدولة لم تقم بعد ، هو عبارة عن تكثيف لواقع الحال العربي ، فالانقسام الذي ضربنا قبل عشر سنوات ما زال قائما وقاطعا ، وطال الشعب والارض على حد سواء ، و رسخ حكومتين في ارض ما زالت محتلة ، تدعي كل منهما ان القدس عاصمتهما ، هذا الانقسام وصل حد التشرذم ، وبات الناس يتهكمون من كل محاولة لرأبه ، حتى لو كانت مخلصة و جادة ، بما في ذلك لقاء موسكو الاخير الذي حث على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، فيتندرون : من سيمسك وزارة التنسيق الامني ، وقبله بأيام لقاء بيروت الذي كرس من اجل المجلس الوطني الجديد / القديم . لقد أظهرت مشكلة الكهرباء في غزة بعضا من حقيقة هذه القيادة ، ليس فقط في كيفية انفجارها ، ولا في طرائق حلها بقمع المحتجين واعتقالهم ، بل في التراشق بين غزة ورام الله من الذي كان له الفضل في احضار المنحة القطرية .

قبل خمسين سنة قال نزار قباني لفيروز ردا على اغنيتها "الان الان وليس غدا ، اجراس العودة فلتقرع" ، قال : من شرم الشيخ الى سعسع/ عفوا فيروز ومعذرة / اجراس العودة لن تقرع / فالعودة يلزمها مدفع / والمدفع يلزمه اصبع .

شارك هذا الخبر!