الشريط الاخباري

امرأة تقود دراجة في غزة .. يا للهول

نشر بتاريخ: 07-07-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم : حمدي فراج

قرار منع ركوب النساء للدراجات النارية في غزة ، ملفت للنظر ، رغم انه لم يبق لهذا النظر الفلسطيني ولا العربي ما يمكن ان يلفته ، بعد استحواذ سوريا والعراق وليبيا واليمن عليه ، وصولا الى قطر التي تتم محاصرتها من اقرب مقربيها ، وانتهاء مهلتها الممنوحة ، البالغة عشرة ايام ، تم تمديدها بوازعات الاخوة والعروبة وروابط المصاهرة والمزاوجة والعيش المشترك ، ثمانية واربعين ساعة ، انتهت ، لكن ليس على خير ، كما يقول المثل .

ليتهم امهلوا اسرائيل مرة واحدة عشرة ايام او عشرة اشهر او حتى عشرة اعوام ، لقد "امهلوها" وقتا مفتوحا امتد لسبعين سنة ، وماتوا كلهم والبعض مات ابناؤهم ورثتهم في الحكم ، وكانوا يؤدون فروضهم الدينية ولا يقوموا عن سجاجيد الصلاة امام الكاميرات ، و يكثرون الدعاء الى ربهم ان يهزم اسرائيل ويجعلها غنيمة للمسلمين ، خاصة نساءهم ، واخيرا ها هم اليوم يهادنونها ويصالحونها ويحالفونها عينك عينك .

ثم جاءت الثورة لتسالم اسرائيل المحتلة قبل حوالي ربع قرن ، وحصدت ما حصدت من فشل وخيبات امل وصلت الى ان يطلب اسير من زوجته عرض منزلهم للبيع بعد ان تم قطع مخصصاته ، كي لا يجوع ابناؤه الثلاثة على مذبح السلام ، فترد "الثورة على الثورة" من غزة على لسان رئيسها الجديد ، "بأننا سنتقاسم معكم لقمة عيشنا" ، وذلك على هامش المصالحة مع مصر وفتح المعبر وامداد القطاع بالكهرباء المقطوعة والمياه الملوثة والدواء المفقود ، كي لا تظل قطر متفردة في قرار غزة وثورتها ، فتزاحمها الامارات المتحدة . وفي حقيقة الامر ، لا هذا ولا ذاك – الثورة والثورة على الثورة - يملك قرار المخصصات ، لأنها تأتي من هناك ، ومرسلها من يملك قرار التحكم الى اين تذهب ، ويبدو ان اوان صدور هذا القرار ، قد حان .

قرار منع ركوب النساء الدراجات النارية ، له علاقة بفتوى سعودية يبرر منعها من قيادة السيارة ، حيث جلوسها على مقعد السيارة يعرضها الى خطورة اخصابها وحملها ، فما بالكم بركوبها على مقعد الدراجة النارية حيث تضطر الى تنزيل ساقيها من على يمين المقعد و يساره .

كثيرون في غزة ، وأكيد في حواضر العرب التي ما زالت بوادي وعشائر ، رحبوا بالقرار ، رغم انه صادر عن ادارة المرور ، وليس تشريعا من برلمان ، ولا مرسوما من رئيس ، خاصة ازاء الحادثة بعينها التي ضبطت فيها امرأة تركب الدراجة خلف رجل ، هذه كبيرة من كبائر الزمن الغزي ، رغم تبين ان المرأة الراكبة كانت والدة الرجل الذي يقود الدراجة ، فما بالكم لو كانت المرأة هي التي تقود والرجل هو الذي يجلس خلفها ؟

شارك هذا الخبر!