الشريط الاخباري

لغتنا العربية ... إبداع وإمتاع

نشر بتاريخ: 01-10-2017 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د.حنا عيسى 

أستاذ القانون الدولي

اللغة العربية عنوان الحضارة والثقافة تعلموا العربية وعلموها الناس (علي بن ابي طالب ) (نحن – أبناء يعرب –أعرب الناس لسانا وأنضر الناس عودا) البحتري ان المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب ، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً)طه حسين)

اللغة:-

مظهر من مظاهر الابتكار في مجموعة الامة او ذاتها العامة فاذا هجمت قوة الابتكار توقفت اللغة عن مسيرها وفي الوقوف التقهقر وفي التقهقر الموت والاندثار(جبران خليل جبران) . وهناك تعريف آخر يقول بان اللغة: نسق من الانشارات والرموز, يشكل اداة في المعرفة, وفي حفظ واستعادة منتجات الثقافة الروحية والمعشرة البشرية. اما عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

"اما بعد" فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية واعربوا القران فانه عربي واضاف كذلك قائلاً: فتعلموا العربية فأنها من دينكم وتعلموا الفرائض فأنها من دينكم. ويضيف ابن مالك – رضي الله عنه قائلاً ومن تكلم في مسجدنا بغير العربية اخرج منه. وعلى ضوء ذلك نستطيع ان نعرف من هو العربي:

هو ذلك الانسان الذي يعتبر بأنه ابن حضارة معينة وثقافة معينة تعبر عن نفسها باللغة العربية. ويمكن القول كذلك بان العرب يحسون بانتمائهم الى لغة واحدة وتاريخ مشترك ونمط متشابه في الحيا ة والتقاليد ويجمعهم عامل الوحدة ذو الطبيعتين الثقافية والعاطفية في آن واحد. ان تكون عربياً فهذا لا يعني بالضرورة ان تكون مسلما, كما ان هناك مسلمين غير عرب.

ففي ظل الصراعات الدولية القائمة .. تحاول بعض الدول ان تسوق لغاتها علينا خاصة في دول العالم الثالث بذرائع مختلفة ... الا ان جوهر الاستعمار يكمن بالسيطرة السياسية, الاقتصادية والثقافية على هذه البلدان .. علماً في الوضع الطبيعي – السلمي للعلاقات بين الدول يتطلب معرفة اللغات والثقافات والحضارات .. ولكن الملفت للنظر بان الجيل المعاصر يعرف اللغات الاجنبية ويتعلمها على حساب اللغة الام "العربية". وبهذه النتائج تفقد الامة تراثها الحضاري لغياب معرفة اصول وقواعد اللغة العربية .. حيث جرت العادة في السنوات الاخيرة, بان معظم المؤسسات الرسمية وغير الرسمية تشترط من اجل الحصول على الوظيفة ان يتقن الشخص قراءة, محادثة, وكتابة اللغة الانجليزية على سبيل المثال: متجاهلين معرفة اللغة العربية ... حيث كان بالاجدر من هذه المؤسسات ان تشترط معرفة اللغة الام للحفاظ على تقدم اللغة واستمراريتها في مختلف انواع العلوم (العلمية والادبية) وعكس ذلك ستفقد الامة مخزونها الحضاري والثقافي وبالتالي ستتعرض للاندثار.

فالمطلوب من كافة المؤسسات الراعية للغة العربية في بلدنا فلسطين التركيز على تعليم اللغة العربية وتثقيف المجتمع بلغته من اجل الحفاظ عليها كلغة رسمية حسب ما ورد في القانون الاساسي المعدل لسنة 2003 وتعديلاته المادة 4 الفقرة 3 اللغة العربية هي اللغة الرسمية.

المقالة تعكس وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة أن تعكس وجهة نظر شبكة فلسطين الاخبارية PNN

شارك هذا الخبر!