الشريط الاخباري

المرأة الكفيفة شريك في بناء المجتمع والتنمية الفلسطينية وتعزيز بناء قدراتها الوطنية

نشر بتاريخ: 22-05-2018 | محليات
News Main Image

بيت لحم /PNN/ حسن عبد الجواد - شاركت جمعية الأهلية للمعاقين بصريا – مدرسة الشروق للمكفوفين، ببيت جالا، في أعمال مؤتمر الدوحة الدولي الثالث في قطر، الذي عقد تحت عنوان " المرأة الكفيفة شريك في بناء المجتمع والتنمية، والذي استمر ثلاثة أيام، بحضور 17 وفد من الدول العربي.

وهدف المؤتمر إلى تعزيز أهمية الدور الداعم والمساند لجميع قضايا ذوي الإعاقة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص، وإتاحة الفرصة للمرأة الكفيفة لتعريف المجتمع بقضاياها وحقوقها، والتعرف على أسباب تهميش الجمعيات النسائية للمرأة المعاقة بصفة عامة والكفيفة بصفة خاصة.

وتركزت محاور المؤتمر حول تعزيز بناء القدرات الوطنية من خلال تكريس النهج التنموي الداعم والقائم على الحقوق، والعوائق والتحديات التي تواجه المرأة الكفيفة في سياق العملية التعليمية الاجتماعية والمهنية والاقتصادية. كما بحثت أعمال المؤتمر الحياة الزوجية للمرأة العربية الكفيفة بين الواقع والمأمول، واستجابة التقنيات الحديثة لنجاحات المرأة الكفيفة في هذا المجال، ومسألة "المرأة العربية الكفيفة والشراكة المجتمعية وتوظيف الإعلام المناصر لخدمة قضاياها"، وموضوع "المرأة العربية الفلسطينية الكفيفة بين العزوبية القسرية ومحدودية حالات الزواج"، إضافة إلى موضوعات أخرى، من ضمنها تعزيز بناء القدرات الوطنية للمرأة الكفيفة، من خلال تكريس النهج التنموي الداعم والقائم على الحقوق.

وقد شارك وفد الجمعية الأهلية للمعاقين بصريا الذي ترأسته مديرة مدرسة الشروق السيدة ربى أبو ردينة بورقة عمل تحت عنوان " المرأة العربية الفلسطينية الكفيفة بين العزوبية القسرية ومحدودية حالات الزواج "، تطرقت فيها إلى أسباب عدم تقبل المجتمع العربي الفلسطيني لفكرة زواج الكفيفات، ومصادرة حقهن في بناء الآسرة الفلسطينية.

وقالت أبو ردينة في ورقة العمل التي قدمتها، أن الأسرة تلعب الأسرة دوراً فعالاً منذ الطفولة في شخصية الكفيفة الفلسطينية، وقد يكون الدور هذا ايجابياً أو سلبياً في بناء شخصيتها واندماجها في المجتمع، وتأثير ذلك في مستوي الوعي الأسري، وكيفية التعامل مع إعاقة الابنة البصرية على طبيعة وتركيبة شخصيتها في المستقبل.

وقالت أبو ردينة، فإن الشعور السائد في المجتمع الفلسطيني حيال ولادة الأنثى يتسم بالحزن والأسى، بالإضافة إلى خيبة الأمل، وعليه يمكننا بكل بساطةٍ تصور مدى السلبية والحزن الذي تشعر به الأسرة عند ولادة أنثى معاقة بصرياً.

ولفتت إلى أن الجهل والمواقف السلبية إزاء الكفيفة تكون اشد وقعاً عليها من إعاقتها بحد ذاتها في كثير من الأحيان، فلقب كفيفة "عمياء" يعبر عن تجاهل المجتمع لها ، ناهيك عن صعوبة حصول الكفيفة الفلسطينية للخدمات والرعاية المناسبة، مما تؤدي إلى تحويل إعاقتها إلى حالة عجز نفسي واجتماعي مما يضعها في خانة عدم الفاعلية أو الإنتاجية.

وأشارت إلى إن التهميش والتمييز الذي تفرضه العادات والتقاليد على الكفيفة الفلسطينية يؤدي إلى مضاعفة الإعاقة لديها، فهي تبقى حبيسة الأحكام المسبقة، ويتم وضعها في إطار محدد لا يرتقي لمستوى بقية أفراد المجتمع، وان أساس هذا التمييز أو التوجه للكفيفة يعود إلى أن الخدمات المقدمة لها قليلة، وكذلك فرص وصولها لبرامج التأهيل قليلة، هذا بالإضافة إلى أنها لا تتلقى الدعم الكافي من أسرتها أو من مجتمعها المحلي الذي تتواجد فيه. كما وتزيد وصمة الإعاقة والمعتقدات الخاطئة والتخوف منها من عزلتها الاجتماعية.

ودعت ابو ردينة إلى إنشاء جمعيات متخصصة في مجال تزويج الكفيفات، بحيث تساهم في مساعدة الكفيفة على إيجاد الشريك المناسب لها، وتدار هذه الجمعيات جهات ذات خبرة في المجال الاجتماعي تراعي خصوصية واحتياجات الكفيفة، والى تنفيذ برامج توعية لأسر الكفيفات لما لها من دور أساسي في صقل شخصية الكفيفة منذ نعومة أظافرها وتصقل مواهبها حتى تغدو امرأة ناضجة ومنتجة ومنطلقة نحو الحياة، وإعداد وتنفيذ برامج تأهيلية لتطوير مهارات الكفيفات في مجال الإدارة المنزلية ، والمهام الزوجية، وطرق رعاية الأطفال.

و دعت الأخصائية الاجتماعية في مدرسة الشروق سنابل عبد الجواد إلى تنفيذ برامج الدعم النفسي التي تقدم خدمات التأهيل النفسي والاجتماعي للكفيفة، وتوفر لها الدعم والتعزيز لتخفيف من وطأة الضغوطات الاجتماعية، والى نشر نشرات توعوية بالتعاون مع رجال الدين لزيادة الوعي في المجتمع الفلسطيني والعربي حول حقوق الكفيفة ودورها بالإضافة إلى تعريف الأفراد بحقيقة جوهر الدين الداعي لتمكين العدالة الاجتماعية لكافة أفراد المجتمع دون أي استثناء وبيان مكانة المرأة الراقية في التعاليم الدينية، والعمل على تطوير البرامج الأكاديمية والتعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة في فلسطين لتسليط الضوء على حقوق واحتياجات الكفيفة وبذلك يتم تقبلها بشكل ٍ حقيقي كفرد له قدراته واحتياجاته كحال بقية أفراد المجتمع.

وأكدت على أهمية توفير فرص تعليم حقيقية للكفيفة تحتوي عل كافة المواد والوسائل المساعدة لتسهيل العميلة التعليمية للكفيفة، وتعزيز دور المؤسسات والجمعيات التي تعنى بمجال الإعاقة البصرية كونها الجهة التي ترعى الكفيفة في المراحل الأولى من تأهيلها وتعليمها. هذا وقد اعتبر مؤتمر الدوحة الدولي الثالث "المرأة الكفيفة شريك في بناء المجتمع والتنمية"، "المرأة الكفيفة شريك في بناء المجتمع والتنمية"، ودعا إلى تفعيل التشريعات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بضمان حقوق أشخاص ذوي الإعاقة، وتفعيل التشريعات والاتفاقيات الدولية الضامنة لحقوق الأشخاص ضمن هذه الشريحة المؤثرة في المجتمع.

ودعت التوصيات الختامية للمؤتمر، الحكومات العربية بالعمل على تفعيل التشريعات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة الكفيفة وضمان حقوقها المدنية كاملة، وإطلاق طاقاتها الإبداعية وضمان كرامتها وحريتها كما طالبت بإزالة الفجوة بين التشريع والمصادقة على الاتفاقيات والبروتوكولات والقواعد الدولية، والتي تعني بالمرأة الكفيفة وتطبيقها بشكل عملي ومجد.

كما شددت على ضرورة إيلاء العناية وتوفير الحياة الكريمة للمرأة الكفيفة، بما يضمن تغيير واقعها نحو واقع ايجابي من خلال العناية بالمجالات الصحية، والتعليمية والتربوية فضلا عن مجالات التدريب والتأهيل وغير ذلك من المجالات، وضمان حقوقها المدنية كاملة وإطلاق طاقاتها الإبداعية التي تضمن لها حقوقها وكرامتها وتدحض النظرة الدونية الموجهة لها، فضلا عن سن القوانين والأنظمة الجديدة التي توسع مشاركتها في مجالات الحياة الأخرى.

وحضت التوصيات منظمات المجتمع المدني، وخاصة النسوية منها على أخذ دورها الحقيقي في بناء خطة تواصلية ناجحة تصل المرأة الكفيفة بمحيطها الخارجي وتساهم في تنمية وعيها، وذلك بإنشاء نواد ومراكز ثقافية دامجة تجمع بين كل مكونات المجتمع وتجمع النساء الكفيفات بشقيقاتهن المبصرات، الأمر الذي من شأنه أن يبرز مدى أهمية دور المرأة الكفيفة في بناء المجتمع وتطويره.

شارك هذا الخبر!