الشريط الاخباري

تقرير PNN: جبل الفرديس الاثري ببيت لحم : مزيد من الخطوات التهويدية لضمه وتوسيع رقعة التهويد من حوله وصولا الى البحر الميت

نشر بتاريخ: 14-07-2020 | سياسة , PNN مختارات , PNN حصاد
News Main Image

بيت لحم/PNN/ نجيب فراج – اقدمت قوات الاحتلال ومن خلال سلطة الاثار الاسرائيلية على تسييج محيط جبل الفريديس او ما يعرف جبل هيرديون الاثري لتعزله بالكامل عن التجمعات الفلسطينية المجاورة له.

وقال حسن بريجية مدير هيئة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم في حديث مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN ان موقع الجبل خاضع لسيطرة سلطة الاثار الاسرائيلية وقوات الاحتلال وهناك معسكر للجيش بجواره بالضبط ولكن الجديد هو تسييج نحو كيلو متر مربع يقع بمحيط الموقع واقامة بوابات حديدية حوله الامر الذي سوف يعزل على الاقل ستة منازل فلسطينية تقع بالجوار عن محيطها ومن بينها منزل المواطن سعيد السيوري الذي اوضح ان من الان فصاعدا سوف يخضع هو وعائلته الى مزاجية جنود الاحتلال اثناء الخروج من المنزل او العودة اليه بفتح البوابة الحديدية واغلاقها كما يشاؤون.

اغلاق طريق البحر الميت القديمة

وقال بريجية ان الاجراءات الاسرائيلية ايضا شملت اغلاق طريق تاريخي يشق المنطقة وصولا الى البحر الميت والمسمى بالطريق القديم ليتم تضييق الخناق على المواطنين اكثر فاكثر، مشيرا الى ان هذه الاجراءات تاتي في سياق التمهيد لخطة الضم الاسرائيلية ولهذا فهي اجراءات تقام على قدم وساق من اجل قضم المزيد من اراضي المواطنين والاستيلاء عليها وهي اجراءات خطيرة للغاية لا بد من الوقوف في وجهها.

موقع الجبل

ويقع الجبل على بعد عشرة كيلومترات إلى الشّرق من بيت لحم حيث يضم ما تبقى من القصر المبهر لهيرودس الكبير، وسُمّي الجبل باسم هيروديون نسبة الى بانيه هيرودس، حيث تم بناء القصر في نهاية القرن الأوّل قبل الميلاد كقلعة محصّنة تحتوي على قصر في داخلها. الاسم العربي جبل الفرديس مشتق من الكلمة العربية ""الفردوس"" والتي تعني الحديقة الرّائعة والتي كانت موجودة في سفح التل. كان قصر هيروديون من القصور الفخمة والفاخرة في تلك الحقبة، اذ كان داخل مدينة دائرية محصّنة بسور وحصن يشمل غرفًا للمبيت وحمامات وحديقة جميلة.

يرتفع الجبل سبعمائة وثمانية وخمسين مترًا فوق مستوى سطح البحر ويطلّ على كل من بيت لحم والقدس، بالإضافة الى البحر الميت وصحراء القدس.

يعتبر جبل الفرديس من أعظم البنايات التي شيّدها الملك هيرودس الكبير، وفي أسفل الجبل حيث تعرف المنطقة باسم الهيروديون السفلي كشفت الحفريات عن العديد من الآثار مثل مجمع البرك الذي كان كان يغذّي البركة الكبيرة من خلال القنوات الموصولة بقرية أرطاس قرب برك سليمان، كما وُجدت آثارٌ لثلاث كنائس بيزنطيّة، وتم الكشف أيضا عن أنفاق سريّة كانت تستخدم للهروب في حالة الخطر، وحمامات كاملة تعود الى الحقبة الرومانيّة، وكنائس ومبانٍ وغيرِها من الآثار التي تعود لعصور زمنية مختلفة وخصوصًا الفترة البيزنطيّة.

التصعيد المتواصل

وضعت قوات الاحتلال الاسرائيلي يدها على المنطقة من احتلال ما تبقى من اراضي فلسطين خلال عدوان 1967 ومنذ ذلك الحين اجرت العديد من الخطوات الالحاقية ومن بينها انها سلمته لدائرة الاثار الاسرائيلية التي اصبحت مسؤولة عن الموقع الذي تحول الى منطقة سياحية يرتادها الاف السياح بقسط يبلغ اليوم نحو 30 شيقل للشخص الواحد من بينهم الفلسطينيين اصحاب الارض والمكان، كما اقامت الى جانبه معسكر لجيش الاحتلال يستخدم لاغراض عديدة من بينها نقل اسرى يتم اعتقالهم في حينه وابقائهم لعدة ساعات قبل نقلهم الى مراكز الاعتقال المختلفة وهو مكان لانطلاق قوات الاحتلال لتنفيذ الاقتحامات المختلفة للقرى المجاورة، اضافة الى اقامة عدد من البؤر الاستيطانية من بينها مستوطنة نيكوديم المتميزة بالفلل والتي يقطنها وزير الدفاع الاسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان.

موقع سياحي فلسطيني بامتياز

ويؤكد حسن بريجية ان كل هذه الاجراءات سواء الجديدة او القديمة هو من اجل تهويد هذا الموقع الاثري والسياحي الهام وضمه الى الكيان الاسرائيلي وقطع الطريق على الجانب الفلسطيني كي يطالب به كموقع سياحي فلسطيني هام اذ ادرجته وزارة السياحة الفلسطينية على قائمة المواقع السياحية الفلسطينية التي لا زالت اسرائيل متمسكة بها بقوة الامر الواقع، وان هذه الاجراءات الجديدة هي من اجل كسب مزيد من الوقت ليصح الموقع اسرائيليا وليقطع الطريق على الفلسطينيين لاستعادته والاخطر اكثر تهويد مزيد من الاراضي والمواقع من حوله.

شارك هذا الخبر!