بيت لحم /PNN/ نجيب فراج- استعرض معهد الابخاث التطبيقية "اريج " لصل مفصل مشاريع الاحتلال الاسرائيلي في العام المنصرم 2020 ووصفه بانه عام للتصعيد الاستيطاني الكبير الذي بدأته إسرائيل بخطوات أحادية الجانب في تنفيذ مخطط ترامب اذ شهد اكبر حملة للتوسع الاستيطاني منذ بدء الاحتلال للعام 1967.
واشار التقرير الى ان خطة ترامب تعتبر هي الاسوأ للقضية الفلسطينية على الاطلاق، حيث ان من خطط ورسم معالمها هم الاسرائيليين بعينهم. فالتفاصيل التي احدثت الفرق ما بين ما يمثل الحق الفلسطيني والاطماع الاسرائيلية لاستمرار احتلال الارض، لن يدركها او يعرفها بالشكل المنصوص عليه بالخطة الا من يحتلون الارض ويعرفون تفاصيلها. ولبيان الخطوط العريضة لخطة ترامب ومفادها بأن الاحتلال الاسرائيلي سيستمر في السيطرة على ما مساحته تقريباً 32% وهي نسبة تمثل المنطقة المعزولة ما بين الجدار الفاصل وخط الهدنة لعام 1949 (الخط الاخضر) وهي مساحة تبلغ حوالي 12.5% (705 كيلومتر مربع) من مساحة الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وبالإضافة الى منطقة الاغوار والاراضي المشاطئة للبحر الميت وهي مساحة 18.5% (1058 كيلو متر مربع) من اراضي الضفة الغربية، هذا بالإضافة الى وجود ممرات تعمل على ربط مناطق السيطرة الاسرائيلية مع بعضها وفصل الجغرافيا الفلسطينية عن بعضها.
ومن هذه الممرات هي ثلاثة تعمل على ربط ما بين منطقة العزل الغربي (المنطقة المعزولة ما بين الخط الاخضر والجدار) ومنطقة العزل الشرقية (منطقة الاغوار والاراضي المشاطئة للبحر الميت) الاول عند التجمع الاستيطاني كرني شمرون (شرق محافظة قلقيلية) والثاني هو تجمع آرائيل الاستيطاني (شرق محافظة سلفيت) والثالث هو تجمع بيت ايل من وسط محافظة رام الله حتى منطقة الاغوار.
بالإضافة للممرات الـثلاث هناك ممر رابع والذي يبدأ من جنوب الضفة الغربية من مستوطنة بيت يائير عند الخط الاخضر جنوب بلدة السموع وبلدة يطا حتى المنطقة المسماه الـ ( H2) شرق مدينة الخليل حيث تقبع مستوطنة كريات اربع ومجموعة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية والتي يتم العمل حاليا على ربط التجمع الاستيطاني من خلال طريق التفافي العروب مع تجمع غوش عتصيون الاستيطاني جنوب غرب بيت لحم.
هذا وستكون هناك شبكة مواصلات خاصة بالمستوطنين من خلال طرق خاصة والتي ستشكل فاصل جغرافي على الارض حيث سيتم انشاء عدد من الجسور او الانفاق ( 14 بحسب خارطة ترامب) لتجنب تعارض شبكة الطرق الفلسطينية مع شبكة الطرق الاستيطانية.
وعليه يمكن الاستنتاج بأن المساحات التي ستضحى تحت سيطرة الاسرائيليين من الضفة الغربية تزيد في الواقع عن الـ 40% (اقرب الى 42% ±) لانها ستضم مساحات الممرات والمناطق الامنية المحاذية لمسار الجدار وشبكة الشوارع الالتفافية وهو في حقيقة الامر ما يشكل المساحة التي يصنفها الاحتلال “اراضي دولة”، والتي ستبقي على ارض الواقع اراضي الضفة الغربية متناثرة واقرب الى جزر معزولة أشبه بالجزر المكونة لدولة الفليبين.
والمناطق التي تم الاشارة اليها بأنهاء ستبقى تحت سيطرة الاحتلال بحسب خطة ترامب تضم في طياتها جوهر البرنامج الاستيطاني برمته فمنطقة العزل الغربية تضم في طياتها 108 مستوطنات اسرائيلية بالاضافة الى 68 بؤرة استيطانية يستوطنها 80% (650 الف) مستوطن على الاقل، هذا بالاضافة انها تضم مدينة القدس الشرقية المحتلة ومخططاتها التوسعية لتصبح ما يطلق عليه اسم “القدس الكبرى”.
أما على الجانب الشرقي من الضفة (منطقة الاغوار والاراضي المشاطئة للبحر الميت) فهي تضم 38 مستوطنة (هي زراعية وسياحية بطبيعة نشأتها) و30 بؤرة استيطانية يستوطنها قرابة الـ 15 الف مستوطن. وبشكل عام ستضم الاراضي المقتطعة (المخطوفة) بحسب خطة ترامب ما مجموعه 340 الف دونم (17%) من مجموع الاراضي الزراعية الفلسطينية (منها 89 الف دونم في منطقة الاغوار) هذا بالاضافة الى عدد من التجمعات الفلسطينية التي ستأسر تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، منها، 33 تجمع فلسطيني ضمن مناطق مصنفة “ب” بحسب تعريف اتفاقية اوسلو (على ما مساحته 23 الف دونم)، وايضاً 52 تجمع فلسطيني ضمن مناطق تحمل تصنيف “ج” هذا بالاضافة الى الـ 20 تجمع الفلسطيني الموجودة ضمن الحدود الغير قانونية للقدس الشرقية بحسب الاحتلال الاسرائيلي، هذا بالاضافة الى 56 تجمع بدوي منتشرة ما بين منطقة الاغوار والقدس واخرى في مناطق “ج” منها سوسيا (جنوب الخليل) وغيرها. بالاجمال فقد اختطفت خطة ترامب ما مجموعه 161 تجمع فلسطيني يقطنها ما يزيد عن 400،000 فلسطيني لتبقيهم رهن سياسات الاحتلال العنصرية.
المخططات الاستيطانية الصادرة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2020
خلال العام 2020, أصدرت حكومة الاحتلال الاسرائيلي ممثلة بوزارتها المختلفة (دائرة أراضي إسرائيل, ووزارة البناء والاسكان الاسرائيلية, ووزارة الداخلية الاسرائيلية وبلدية القدس الاسرائيلية) 85 مخططا استيطانيا للبناء والتوسع في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها تلك في القدس الشرقية المحتلة, استهدفت 50 مستوطنة اسرائيلية.
وقد شملت هذه المخططات بناء أكثر من 31,000 وحدة استيطانية على مساحة تزيد عن 18,000 دونما من الاراضي الفلسطينية هذا بالإضافة الى عددا من المناطق الصناعية ومحطات لمعالجة المياه العادمة وغيرها من المباني والمرافق العامة.
وتجدر الاشارة الى أن قرابة ال 14,000 وحدة استيطانية تم ايداعها في المستوطنات الإسرائيلية داخل حدود بلدية القدس الإسرائيلية التي تم رسمها بشكل غير قانوني واحادي الجانب في العام 1967 عقب احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية. الطرق الالتفافية الإسرائيلية ومخطط دمج المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة
في شهر تشرين الثاني من العام 2020، قدمت وزيرة النقل و المواصلات الإسرائيلية، ميري ريجيف إلى رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة خطة هيكلية للنقل والمواصلات تشمل ولأول مرة المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وتتضمن الخطة تطوير الطريق الالتفافية التالية في الضفة الغربية المحتلة: (1) الطريق الالتفافي الإسرائيلي رقم 60 في بيت لحم – (طريق النفق) وهو فعليا قيد الإنشاء اذ بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام 2020 بتجريف الأراضي الفلسطينية التابعة لمدينة مدينة بيت جالا استعدادا للعمل على الطريق الالتفافي وتنفيذ المخطط الإسرائيلي في المنطقة (2) طريق حوارة الالتفافي في نابلس – جاري العمل عليه في المنطقة اذ بدأت جرافات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ المخطط في المنطقة و تجريف الأراضي الفلسطينية التابعة لقرية حوارة و القرى المجاورة (3) طريق بيت امر-العروب الالتفافي في الخليل وهو قيد الانشاء اذ تقوم الجرافات الإسرائيلية و بالتزامن مع العمل على الطريق الالتفافي رقم 60 – مقطع بيت لحم بتجريف أراضي بلدتي العروب و بيت أمر لشق الطريق الالتفافي (4) تطوير وتوسيع الطريق الالتفافي رقم 55 من الطريق رقم 6 وإلى الطريق الالتفافي رقم 60 في قلقيلية.
(في مرحلة التخطيط) (5) وطريق مدخل قلنديا -القدس الجديد في القدس ؛ (في مرحلة التخطيط) (6) توسعة الطريق الالتفافي رقم 437 في منطقة ممر حزما بالقدس (في مرحلة التخطيط) (7) امتداد للطريق الالتفافي رقم 375 من منطقة هداسا إلى مفترق حوسان في بيت لحم وداخل إسرائيل ؛ (في مرحلة التخطيط) (8) توسعة واضافة شبكة مواصلات عامة على الطريق الالتفافي رقم 446 شيلات موديعين في رام الله. (في مرحلة التخطيط) (9) وتوسعة واضافة شبكة مواصلات عامة على الطريق الالتفافي رقم 505 ارييل - تفوح في سلفيت. (في مرحلة التخطيط)
وتجدر الإشارة الى أن الطرق الالتفافية الإسرائيلية في الضفة الغربية تعمل على تقسيم المناطق الفلسطينية بشكل أكثر فاعلية لخدمة الأهداف الخفية للحكومة الإسرائيلية. وتمتد الطرق الالتفافية الإسرائيلية القائمة منها والمخطط لها على مساحة 939 كم طولي من مساحة الضفة الغربية لعدة أسباب مختلفة ولتنفيذ خطط معدة لفصل الضفة الغربية عن إسرائيل
وفي دراسة تحليلية اعدها معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) لاعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال العام 2020, سجل أريج قرابة 600 اعتداءا تمت على أيدي جماعات المستوطنين واستهدفت الاراضي والممتلكات والثروة الحيوانية والزراعية وحتى المدنيين الفلسطينيين, والحقت خسائر فادحة. وتنوعت انتهاكات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، اذ استهدفت الاشجار المثمرة معظمها من أشجار الزيتون والاراضي الزراعية والمفتوحة (أراضي الرعي).
واستباح المستوطنين لأنفسهم باقتحام الاماكن الاثرية في الضفة الغربية المحتلة وممارسة شعائرهم الدينية فيها في خرق واضح لحرمة هذه الاماكن.
كما شملت اعتداءات المستوطنين اقتحام الاماكن الدينية المسيحية والاسلامية والاعتداء عليها وكتابة الشعارات التحريضية والعنصرية ضد الفلسطينيين (المسيحين والمسلمين على حد سواء) في محاولة من المستوطنين بث الرعب والخوف في نفوس المواطنين ودفعهم الى الرحيل.
كما شملت انتهاكات المستوطنين ايضا الاعتداء على المدنيين المواطنين وشتمهم وضربهم والاعتداء عليهم بالآلات الحادة والتسبب في ايذائهم. وحدثت معظم هذه الانتهاكات في الاراضي القريبة من مواقع المستوطنات الاسرائيلية مثل مستوطنات يتسهار وتكواع واريئيل وكريات أربع وسوسيا و ريخاليم و ميفو دوتان وعددا من البؤر الاستيطانية مثل بؤر ايش كوديش واهيا و غيرها.
وسجلت اعتداءات المستوطنين على الاماكن الدينية المسيحية والاسلامية الاكثر من بين الاعتداءات الاخرى اذ شهدت الآونة الاخيرة اعتداءات المستوطنين الاستفزازية على المسجد الاقصى المبارك في القدس المحتلة وممارسة الشعائر الدينية على مرأى ومسمه شرطة الاحتلال الاسرائيلي وعددا من الكنائس والاديرة في المدينة المقدسة.
كما جاءت في المرتبة الثانية الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين بالمرتبة الثانية وممتلكاتهم بالمرتبة الثالثة من حيث العدد وشملت الاعتداءات على المنازل والسيارات بالحجارة واشعال النيران بالممتلكات واغلاق الطرق واقامة الحواجز وعرقلة حركة الفلسطينيين ، اضافة الى مصادرة الأراضي الفلسطينية بذريعة "المواقع الاثرية"