الشريط الاخباري

بريطانيا تدرس إمكانية المزج بين لقاحات كورونا ومدى فعاليتها

نشر بتاريخ: 04-02-2021 | الصحة
News Main Image

لندن/PNN- انطلقت تجربة في المملكة المتحدة للبحث في إمكانية المزج بين جرعات مختلفة من لقاحات كوفيد - 19، خلال مرحلتي التلقيح الأولى والثانية، إلى جانب المنهج المعتمد حالياً في إعطاء اللقاح ذاته على مرحلتين.

الفكرة من وراء ذلك، توفير مرونة في طرح اللقاح، والمساعدة في توفير خيارات أخرى في حال انقطاع الامدادات.

ويقول العلماء إن دمج اللقاحات قد يوفّر حماية أفضل على الأرجح.

وقال الوزير المسؤول عن اللقاحات في بريطانيا ناظم زهاوي، إن النهج المعتمد حالياً، لن يتغيّر قبل الصيف المقبل.

في الوقت الحالي، تشير التوجيهات الرسمية الصادرة عن اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين، إلى أن تلقى الجرعة الأولى من أحد اللقاحين المعتمدين في المملكة المتحدة، "فايزر بايونتك"، أو "أكسفورد أسترازينيكا"، يجب أن يحصل على اللقاح نفسه في الجرعة التالية.

وفي حالات نادرة جداً، يمكن استخدام لقاح مختلف في الجرعة الثانية، وذلك في حال لم يتوفر بديل، أو إن لم يكن معروفاً نوع اللقاح الذي أعطي في الجرعة الأولى.

لدى العلماء أسباب وجيهة للاعتقاد بأن المزج قد يكون مفيداً، كما تبيّن في تجارب سابقة، خلال حملات التلقيح ضد فيروس إيبولا.

وستشمل الدراسة التي يديرها "الاتحاد الوطني لتقييم جدول التلقيح"، نحو 800 متطوّعاً، فوق سنّ الخمسين، في إنجلترا.

وسينال البعض جرعة من لقاح "أكسفورد أسترازينيكا" تتبعها جرعة من لقاح "فايزر بايونتك"، والعكس بالعكس، على أن يكون الفارق بين الجرعتين فترة تتراوح من 4 إلى 12 أسبوعاً.

وقد تضاف لقاحات أخرى إن صُدق عليها من قبل الهيئات الناظمة.

وقال زهاوي إنّ اللجنة الحكومية خصصت 7 مليون جنيه إسترليني (نحو 10 مليون دولار) لتمويل الدراسة، لكنها لن تنشر النتائج قبل فصل الصيف، لذلك "لم نغير شيئاً في الوقت الحالي على الإطلاق".

وأضاف زهاوي، أن مزج الجرعات كان منهجاً معتمداً تاريخياً، مع لقاحات لأمراض أخرى، مثل التهاب الكبد وشلل الأطفال والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.

وقال كبير الباحثين، البروفيسور ماثيو سناب، من جامعة أكسفورد، إن "الدراسة المثيرة للغاية"، ستوفر معلومات حيوية لنشر اللقاحات في المملكة المتحدة والعالم.

وقال إنّ الاختبارات على الحيوانات أظهرت "استجابة أفضل للأجسام المضادة مع منهج المزج عوضاً عن المنهج الأحادي".

وأضاف: "سيكون من المثير حقاً معرفة إن كانت طرق التلقيح المختلفة يمكن أن تؤدي بالفعل إلى استجابة مناعية محسنة [عند البشر]، أو على الأقل جودة المنهج الأحادي في منح اللقاح ذاته على جرعتين".

بحسب مراسلة بي بي سي للشؤون الصحية سميثا مونداساد، فإنّ مزج اللقاحات قد لا يكون خطوة عملية فقط لتفادي نقص الإمدادات، بل قد يؤدي إلى نتاج أفضل على المدى الطويل.

على سبيل المثال، يحتوي لقاح أكسفورد على نسخة مخففة من فيروس كورونا، لتدريب الجهاز المناعي على التعرّف عليه، وتحضير دفاعاته.

عند منح جرعة ثانية من اللقاح ذاته، تشير بعض الأدلّة إلى أنّ الجهاز المناعي قد يصوّب على النسخة المخففة، عوضاً عن فيروس كورونا ذاته في حال الإصابة.

لذلك هناك أمل بأن يكون مزج اللقاحات طريقة لتدريب المناعة بطريقة أفضل.

وسيراقب العلماء المتطوعين في الدراسة، للتأكد من طبيعة الآثار الجانبية، وسيجرون اختبارات دم لمعرفة مدى استجابة مناعتهم.

وعلى الرغم من أنّ الدراسة الكاملة تتطلّب 13 شهراً، يأمل العملاء أن يتمكنوا من نشر نتائج في يونيو/ حزيران.

وستوفّر الدراسة بيانات حول:

- تأثير على السلالات الجديدة من الفيروس.

- تأثير الجرعة الثانية من اللقاح بعد 4 أو 12 أسبوعاً.

ويقول العلماء إن هذه البيانات قد تساعد في فهم نوع اللقاحات التي قد يحتاجها الراشدون الأصغر سنّاً، عند تلقيهم الجرعة الثانية، بما أنّهم لن يتلقوا اللقاح إلا في وقت متأخر من العام الحالي.

وقال نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور جوناثان فان تام، إن "حسنات حتمية" ستترتب على معرفة تأثير مزج جرعات اللقاح، بالنظر إلى "التحديات" المتمثلة في العدد الهائل من الأشخاص الذين يحتاجون إلى جرعات، والقيود المحتملة على الإمداد العالمي.

وأضاف أنّ مزج اللقاحات قد يؤدي إلى وقاية أفضل، وقد "يوفر مستويات أعلى من الأجسام المضادة التي تستمرّ لفترات أطول"، ولكنه أوضح أننا لن "نتمكن من معرفة ذلك قبل اجراء فحوص سريرية".

حتى الآن، لقّحت المملكة المتحدة 10 ملايين شخص، بالجرعة الأولى، ضمن برنامج التلقيح الأكبر الذي تشهده البلاد.

وتسعى الحكومة لتطعيم أكثر من 15 مليون شخص بالجرعة الأولى، ويشمل ذلك الأشخاص فوق سن السبعين، والعالمين في القطاع الصحّي، والمحتاجين لحماية، قبل 15 فبراير/ شباط الحالي.

وقال الوزير زهاوي إنّه بعد تحقيق الهدف المرجو في 15 فبراير، سيوضع جدول زمني لتحديد الفئات صاحبة الأولوية من جديد، وتتضمن الأشخاص المصابين بأمراض، والفئة العمرية ما فوق سنّ الخمسين.

شارك هذا الخبر!