الشريط الاخباري

حرب إبادة وصمت دولي بقلم: سمير عباهره

نشر بتاريخ: 22-05-2021 | أفكار
News Main Image

بقلم: سمير عباهره

حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على ارضه لم تحرك ضمير العالم ولم تترك اثرا في وجدان ذاك العالم المظلم الذي يرى بعينيه الظلم وخرق القانون الدولي وقتل الاطفال والنساء والشيوخ ويقف صامتا بل مصفقا احيانا لجرائم اسرائيل ذاك العالم الذي يحاول مساواة الضحية مع الجلاد.

مواقف المجتمع الدولي وتحديدا النظم الغربية التي تصطبغ بسمات الديمقراطية لا ترقى الى حجمها ووزنها الدولي باطلاقها دعوات خجولة لوقف العدوان الاسرائيلي على شعبنا في حرب ضروس حصدت الكثير من ارواح الابرياء ودمرت البنية التحتية وهي حرب لم يشهده التاريخ منذ نهايات الحرب العالمية الثانية وفي المقابل تطالب هذه الدول بوقف هجمات الفلسطينيين على اسرائيل في اشارة الى ان اسرائيل ضحية (الارهاب) الفلسطيني.

ان التزام جانب الصمت أو إطلاق ردود فعل معتدلة على اعتداءات "إرهابية" قد تفسر وكأنها تشجيع على الإرهاب وهكذا وقف العالم متفرجا على الارهاب الاسرائيلي وعلى حرب الابادة التي يتعرض لها شعبنا ولم يحرك ساكنا لوقف تلك الحرب ولم يمارس اي نوعا من الضغوط على اسرائيل لاجبارها على وقف هجماتها على الفلسطينيين سوى بعض الدعوات الخجولة التي اطلقتها بعض الدول الاوروبية بوقف الحرب دون اعطاء اي نوع من التفاصيل بل على العكس من ذلك فقد تحولت مواقف بعض الدول الاوروبية الى تأييد علني لاسرائيل في حين اعلنت بعض الدول الاوروبية مساندتها لاسرائيل في حربها وطالبت الفلسطينيين بوقف قصفهم "للمدنيين" الاسرائيليين حتى ان دولا مثل التشيك والنمسا وسلوفينيا رفعوا اعلام اسرائيل فوق مؤسساتهم تعبيرا عن تضامنهم مع اسرائيل وهذه السياسة التي تتبعها بعض الدول الاوروبية تعني موافقتها او حتى مشاركتها في ابادة الشعب الفلسطيني وهذا يعني تنكرهم التام للحقوق الوطنية الفلسطينية واهمها حقهم في الدفاع عن وطنهم وحفظ سيادتهم.

على ما يبدو ان شروط التهدئة او الهدنة لم تنضج بعد وربما تنظر الدول النافذه في السياسة الدولية وصاحبة القرار في وقف الحرب تنتظر ان تحقق اسرائيل اهدافها حسب تصريحات المسئولين الاسرائيليين ومن ثم انتظار الاشارة من اسرائيل للبدء في اجراء الاتصالات لتضع الحرب اوزارها

الولايات المتحدة التي تتربع على عرش السياسة الدولية نتيجة الاختلال الواضح في موازين القوى هي صاحبة القرار في اخراج هذه الحرب وكانت قد احبطت مشروع قرار تقدمت به الصين الى مجلس الامن لوقف الحرب والوصول الى تهدئة ملزمة لكافة الاطراف الا ان الولايات المتحدة عارضت ذلك بما يتقاطع مع الموقف الاسرائيلي وبقيت بعض الدول الاقليمية تطلق دعواتها لوقف الحرب دون وجود اذان صاغية في المجتمع الدولي وهكذا يتضح جيدا ان العالم يتفاعل وفق مصالحه بخصوص القضية الفلسطينية وضمن حسابات سياسية داخلية تحول دون الوصول الى انهاء الهجمات الاسرائيلية وان الامتناع عن ذلك اقرب الى التأييد المطلق لهذه الحرب.

غياب العدالة والظلم والتمييز والكولونيالية كلها مبررات لاستمرار اسرائيل في معادتها لشعبنا الفلسطيني واستمرار العدوان عليه في ظل انعدام التوازنات الدولية وفي ظل حالة الضعف والوهن العربي والاسلامي من فرض معادلة سياسية تمكنهم من امتلاك زمام المبادرة لفرض مواقفهم مما زاد من الاصطفاف الدولي خلف اسرائيل لان قضيتنا اصبحت خاضعة لقوانين السياسة الدولية المرتبطة بمصالح الدول الكبرى.

على القيادة الفلسطينية ان تأخذ زمام المبادرة في تصعيد الحرب الاعلامية ضد اسرائيل ومن يقف الى جانبها والدفاع عنها في هذه المرحلة وتوجيه اسئلة واضحة لاولئك الذين كسروا مفاهيم الشرعية الدولية وداسوا على القانون الدولي بتأييدهم اسرائيل، فالفلسطينيون اصحاب حق في مقاومة وطرد الاحتلال وهذه عناوين ورسائل واضحة بانه لن تنعم المنطقة بالامن والاستقرار الا بحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه وحقه في اقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.

شارك هذا الخبر!