الشريط الاخباري

10 سنوات على انطلاق مسيرة كفر قدوم

نشر بتاريخ: 01-07-2021 | سياسة
News Main Image

قلقيلية/PNN- تصادف اليوم الخميس، الذكرى السنوية العاشرة لانطلاقة مسيرة كفر قدوم التي انطلقت بالأصل مطالبة فتح طريق القرية الشرقي الوحيد الذي يربطها بمحيطها الفلسطيني خلال انتفاضة الاقصى عام 2003.

في الثلاثين من حزيران من عام 2011 وبعد سلسلة لقاءات عقدها الاهالي قرروا خلالها الانطلاقة بمسيرتهم الاولى في اليوم التالي الذي صادف الاول من تموز وهو يوم الجمعة ، ومنه استمرت حتى يومنا هذا دون كلل او ملل.

تجرع الاهالي فيها صنوف عدة من الالم التي حولوها بصبرهم وثباتهم لامال دفعتهم للاستمرار بطريقتهم الفريدة التي شكلت نموذجا متقدمآ من المقاومة اعاد الى الاذهان مشاهد المواجهات الجماهيرية مع الاحتلال خلال انتفاضة الحجر.

اكثر من 100 جريح بالرصاص الحي بينهم اطفال حرمتهم رصاصات الاحتلال من حق الطفولة والحياة الطبيعية فعبد الرحمن ابن العشراعوام تلقى رصاصة متفجرة فجرت معها طفولته وحولته لجثة بعيون متحركة مثله محمد الذي الذي اصيب برأسه اصابة حولته لطفل على كرسي متحرك وهناك من فقد عينه او نطقه او اصيب او اعتقل.

رصاص فجر العظام ولكنه فجر معها الارادة والتصميم على الاستمرار لإفشال أية مساع احتلالية هدفها النيل من عزيمة أبناء هذه البلدة ليأتي الرد سريعا من طفل ولد عام 2011 وعاش تفاصيل المسيرة حتى بلغ منه العمر 10 سنوات ليلحق بركب اخوته ويتقدم معهم صفوف المسيرة.

لم يسلم اي شئ حتى الطفل الرضيع في سريره والشيخ الشهيد في منزله والشجرة المباركة وخلية النحل والمواشي التي نفقت بفعل غازهم ومنازل دنسوها ونشروا فيها خرابهم ودمارهم ظانين انهم يستطيعون كسر الارادة وفي كل مرة يأتي الرد في المسيرة التالية.

صادروا حريات ما يزيد عن 150 شابآ ، وحاولوا اللعب على وتر المال بفرض غراماتهم، يا لسخافة عقولهم فمن ضحى بدمه هل يضيره المال ففشلو وفي كل مرة يأتي الرد بعد الافراج عن أي اسير.

كل وحدات القتل التي واكبت انطلاقة المسيرة من جيش الاحتلال نصحناهم أن يتوجهوا للعلاج النفسي، يأتون دائمآ وشهية القتل مفتوحة لديهم ولكنهم سرعان ما يجرون أذيال هزيمتهم ويفرون تحت ركام حجارة اشبالنا الأسود وكأنهم يتساءلون ماهذه البلدة التي لاتنام ليلآ ولا نهارآ نقتحم ليلآ فنجد أشباحآ تهاجمنا ولا تخاف، نقتحم نهارآ نواجه أسودآ وكأنها تتربص بنا وتنتظر قدومنا نعم انتم محتلون مرفوضون تاريخا وجغرافيا فلا مكان للغرباء.

في كفر قدوم اسلوب جديد لتربية الابناء وسائل وطنية لمعاقبتهم أحيانآ على أخطاء سلوكية. (يوم الجمعة فش طلوع على المسيرة ) (منشان الله خلص عمري ما بعيدها ) لذا تعاقبت الأجيال دون كلل أو ملل وباتت المسيرة ظاهرة مقدسة ينتظرها الشباب وكأنها حفل مميز لكل منهم لم تكن مسيرة العشر سنوات مفروشة بالورود، خاصة وأننا نواجه جيشا مجرد من كل معاني الانسانية والاخلاقية فهم وحوش في هيئة بشر، وكان أسهل ما يمكن مواجهة بالنسبة لنا هو الاصابة او الاعتقال او التخريب او التدمير فهم يعرفون ذلك فلجأوا احيانآ لضرب النسيج الاجتماعي عبر محاولات اثارة الفتن النعرات بأساليب قذرة لكن بفضل وجود قيادة حملت على عاتقها مسؤولية النضال منذ ثمانينيات القرن الماضي وبفضل الثقة التي توطدت أواصرها بين المواطنين وقيادة المسيرة تمكن الاهالي من تجاوز كل المحن وهذا في بعض الاحيان مادفع الاحتلال الى اللجوء الى محاولات القتل أثناء قمع المسيرة.

كفر قدوم شكلت ولا تزال دور الحارس الحامي للمشروع الوطني بسلاح الحجارة والمقلاع وما احتوته الشوارع، أطفالها سينطلقون مدججين بالامل نحو القدس وفيهم من الهمم والعزائم ما لايمكن أن يراهن عليه بالفشل.

واليوم ونحن على ابواب دخول العام الحادي عشر نطرق بابه ونحن أكثر صلابة فقد زاد سقف الطموح بزيادة حجم التضحيات وارتفع سقف الاهداف واصبح منسجما مع رؤيا شعبنا بالتحرر والخلاص من الاحتلال.

يستعد أهالي كفر قدوم لمسيرة كبرى يوم الجمعة بمشاركة حاشدة من مستويات تنظيمية ورسمية مختلفة في رسالة لاستمرار وتبني نهج المقاومة الشعبية المتاح في هذه الاثناء ونصرة لأهلنا في القدس وتأكيد على ان بوصلة النضال والمقاومة موجهة نحو الاحتلال فقط.

شارك هذا الخبر!