غزة /PNN/ شينخوا - لجأت مجموعة من النساء في قطاع غزة مؤخرا لإطلاق أول مشروع مستحضرات تجميل للبشرة والشعر باستخدام نباتات طبيعية فقط.
وتستخدم السيدات في منتجاتها حوالي 15 نوعا من النباتات الطبيعية والعطرية من بينها البقدونس والنعناع والجرجير والورود والقريص وغيرها التي تزرع قرب المكان في بلدة "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة.
وتم تمويل المشروع الذي يضم حوالي 40 امرأة من قبل وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية بالشراكة مع منظمة (أوكسفام)، الدولية ومنظمة ملتقى (النجد)، التنموي (غير حكومية).
وتعمل نصف السيدات في المشروع بزراعة النباتات اللازمة لتصنيع منتجات التجميل، فيما تعمل الأخريات في مصنع صغير تم افتتاحه مؤخرا لإنتاج المستحضرات التجميلية.
وتقول رئيسة ملتقى (النجد) التنموي رفقة الحملاوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المشروع يهدف لتوفير منتجات تجميل طبيعية دون استخدام مواد كيميائية تسبب آثارا جانبية ضارة.
وتضيف الحملاوي أن "المشروع يوفر فرص عمل للعديد من النساء الفلسطينيات اللواتي يعانين من البطالة والفقر عبر مساعدة أسرهن في نفقاتهن اليومية في ظل الوضع الاقتصادي الصعب".
[embed]https://www.youtube.com/watch?v=3dNsL0Um0R0[/embed]ويقضي مشرف المشروع حسن طموس الذي يعمل محاضرا في الكيمياء الصناعية في جامعة الأزهر بغزة، ساعات طويلة يوميا في تدريب النساء ومساعدتهن على تصنيع تلك المنتجات.
ويقول طموس لـ ((شينخوا)) إن فكرة المشروع جاءت بعد أن "اتجهت جميع الدول في العصر الحديث نحو استخدام المواد الطبيعية في تصنيع جميع المنتجات للاستخدام البشري".
وأضاف بينما يشاهد إحدى المتدربات أثناء تصنيعها شامبو للشعر من خلاصة الجرجير، "للأسف، عادة ما تستخدم الكيماويات في صناعة مستحضرات التجميل الصناعية، الأمر الذي يؤثر سلباً على مستخدميها مستقبلا".
ويرى طموس، أن "العودة إلى الطبيعة هي الحل الأمثل للتخلص من أي عواقب وخيمة للمنتجات الطبية أو التجميلية" ، مشيراً إلى أن قطاع غزة يحتوي على مئات النباتات العشبية والطبيعية التي قد تكون مناسبة لإنتاج هذه المنتجات.
ويتابع، أن "غزة ليس بها مصانع لكن هناك موارد أساسية وهي الناس والنباتات لذلك كان من الأفضل لنا استثمار هذين المصدرين بشكل صحيح والبدء بخطواتنا الأولى نحو إنتاج مستحضرات التجميل من النباتات الطبيعية".
وبحسب طموس، تعمل النساء على صنع منتجات جديدة كل أسبوع، حيث بلغ إجمالي عدد المنتجات التي تم تصنيعها 15 منتجا، بما في ذلك الشامبو والبلسم وكريمات البشرة وزيوت الشعر وغيرها.
وعادة ما تتضمن عملية الإنتاج عدة مراحل، أولها الحصول على النباتات، ثم فصلها عن الحشائش وغسلها من الأتربة وتوضع في آلة خاصة لاستخراج زيوت الماء ومن ثم يتم تصنيعها وفقًا للمعايير الصناعية الدولية المعتمدة.
[caption id="attachment_599720" align="alignnone" width="1010"] في الصورة الملتقطة سيدة فلسطينية تعمل داخل مصنع صغير في منتدى نجد للتنمية، وهو منظمة غير حكومية، في حي النصر شمالي قطاع غزة. (شينخوا)[/caption]وأعربت السيدة نيفين الخضري عن سعادتها بالانضمام إلى هذا المشروع "الرائد" الذي ساعدها على تعلم "مهنة" جديدة تؤهلها للحصول على فرصة عمل دائمة.
وتقول الخضري (45 عاما) وتعيل 4 أطفال لـ ((شينخوا))، "تخرجت من الجامعة منذ أعوام، لكنني لم أتمكن من الحصول على أي وظيفة ما دفعني للانضمام إلى المشروع لتعلم كيفية صناعة مستحضرات التجميل".
وتضيف الخضري بينما تمسك في يدها إحدى المنتجات "نصنع الشامبو والبلسم وزيوت الشعر وكريمات البشرة وغسول الوجه والمعقمات للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا".
ولا يختلف الحال كثيرا لدى دولة معروف (53 عاما) من بلدة بيت لاهيا، التي تعمل في زراعة 12 نبتة عطرية وعشبية وطبيعية لإرسالها إلى المصنع لأغراض الإنتاج.
وتقول معروف بينما بدت السعادة عليها من وراء العمل في هذا المشروع لـ ((شينخوا))، إن العمل في الماضي بالكاد يكسبني 5 دولارات أمريكية يوميا لكن الآن بسبب المشروع أكسب حوالي 30 دولارا يوميا". وتضيف السيدة الخمسينية التي توفر المالي لإعالة أسرتها، أنها فخورة بالعمل داخل المصنع لإنتاج مستحضرات تجميل طبيعية لا تترك أي آثار جانبية سلبية على صحة مستخدميها". وتنتج النساء ما بين 200-500 عبوة من مستحضرات التجميل يوميًا ويتم تسويق هذه المنتجات عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل (Facebook و Instagram) ، بالإضافة إلى التسويق عبر بعض الصيدليات المحلية. وبحسب القائمين على المشروع، فإن سعر كل عبوة منتجة داخل المصنع يبدأ من 5 إلى 8 دولارات، معتبرين ذلك يناسب غالبية الزبائن في القطاع الذي يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة. وأعربت الشابة مريم إسحاق، عن "سعادتها الكبيرة بشراء منتج من داخل المصنع واستخدامه كونه مصنوعا من الطبيعة ولا يحمل أي آثار جانبية". وتقول إسحاق (25 عاما) لـ ((شينخوا)) إن "المستحضرات صناعة محلية وجودتها عالية وأسعارها مناسبة للجميع وهذا يشجعنا على الإقبال عليها بدلا من المستوردة مجهولة التكوين