بيروت/PNN/قال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الخميس، إن توقيع "إسرائيل" عقود تقويم تنقيب الغاز والنفط مع شركة أمريكية قبالة حدود بلاده، يتناقض مع مسار التفاوض غير المباشر.
وأضاف، خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جوانا رونيسكا، "لبنان متلزم بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته والتمسك بحقوقه في مياهه وثرواته الطبيعية والرغبة باستئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية" بحسب بيان الرئاسة.
وتابع: "من هنا ابدينا اعتراضنا لدى مجلس الامن والأمم المتحدة على ما قامت به اسرائيل مؤخرا من توقيع عقود تقويم تنقيب الغاز والنفط مع احدى الشركات الأمريكية".
وأكد أن هذه الخطوة "تتناقض مع مسار التفاوض غير المباشر باستضافة الأمم المتحدة والوساطة الأمريكية، والذي يتطلب تجميد كل الاعمال المتعلقة بالتنقيب في المناطق المتنازع عليها بانتظار حسم مسار التفاوض غير المشروط".
والأسبوع الماضي، أعلنت الشركة الأمريكية المختصة بالبحث عن موارد الطاقة "هاليبرتون" فوزها بعطاء طرحته "تل أبيب" للتنقيب على الغاز في المياه الإقليمية التي تعد ساحة صراع بين لبنان وإسرائيل في البحر المتوسط.
ويعيد هذا العطاء للتنقيب في منطقة متنازع عليها الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان على حقول الغاز في المتوسط إلى الواجهة، وعلى إعادة ترسيم الحدود البحرية بينهما، وذلك بعد تعثر المفاوضات التي انطلقت في تشرين أول/أكتوبر 2020 برعاية أممية ووساطة أمريكية.
وامتنعت وزارة الطاقة الإسرائيلية عن الإفصاح والإعلان رسميا عن الاتفاقية التي تخول الشركة الأمريكية للتنقيب عن الغاز في مياه البحر المتوسط قبالة شواطئ حيفا.
غير أن شركة "هاليبرتون" أفصحت، من خلال بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أنها ستتعاون مع شركة "إنرجين" اليونانية لاستكشاف وتقييم وتطوير آبار طاقة بحرية في "إسرائيل"، من غير تحديد الموقع الجغرافي لتلك الآبار.
ويخول الترخيص الذي حصلت عليه الشركة الأمريكية للتنقيب عن الغاز بالتعاون مع الشركة اليونانية -وبتوكيل من شركتي "نوبل إنرجي" الأميركية، و"ديلك كيدوحيم" التي تعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي - في حقل "كريش" بالبحر المتوسط (160 كلم شمال غرب حيفا)، وهو الحقل المتنازع عليه مع لبنان، على أن يتم -بحسب الترخيص- حفر 3 إلى 5 آبار استكشافية للتنقيب عن الغاز.
وبموجب الترخيص، تلتزم شركة "هاليبرتون" بتقديم جميع الخدمات من حفر وتنقيب في عمق البحر، بما في ذلك إدارة المشروع وتأمين مستلزمات الحصول على بيانات أكثر دقة في تقييم إمكانيات الإنتاج، علما أن حقل "كريش" -الذي تم اكتشافه عام 2012- تتراوح كمية الغاز المقدرة فيه بين 60-80 مليار متر مكعب.
ويضاف هذا إلى حقلي "تمار" و"لفيتان" اللذين اكتشفا عامي 2009 و2010 قبالة البحر المتوسط على بعد 90 كلم إلى 130 كلم غرب حيفا، حيث تؤكد الحكومة اللبنانية على أنهما ضمن المياه البحرية المتنازع عليها مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي رفضت بدورها موقف لبنان، وأكدت للوسيط الأمريكي أن كلا الحقلين خارج أي مفاوضات أو تسوية مستقبلية.