رام الله /PNN/ نظمت شبكة وطن الاعلامية، وبحضور مدراء عدد من المؤسسات الاعلامية الفلسطينية المستقلة، وبمشاركةٍ من مؤسسات دولية تدعم الاعلام الفلسطيني المستقل جلسة لمناقشة دور الإعلام في تعزيز المسائلة والشفافية في القطاع العام والخاص، والتحديات التي تواجهها وسائل الإعلام المستقلة في فلسطين.
وشارك في اللقاء سليم سلمان عودة وعمر بليدي من راديو وتلفزيون كل الناس، وليد نصار من شبكة أجيال، رائد عثمان من شبكة معا الاخبارية، منجد جادو من شبكة فلسطين الاخبارية،علاء الدين العبد من راديو بلدنا ، مصعب جابر من وكالة صدى نيوز، بسام ولويل من شركة راية للاعلام والنشر، فتحي الناطور من شبكة فرح الاعلامية، محمود حسنين من شبكة بالعربي الاخبارية، معمر عرابي من شبكة وطن الاعلامية، مراد الجعبري من إذاعة اليمامة.
وشارك من الجهات المانحة كل من "نيكولاس هورن" مدير برنامج tea برنامج الشفافية والحوكمة والمسائلة في الوكالة البريطانية للتنمية، ونادر عطا من برنامج الأمم المتحدة الانمائي / برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، وشانون جلاسر وأماني عاروري من مكتب الممثلية السويسرية، ونشطاء المجتمع المدني ماجد العاروري ومجدي أبو زيد.
وشدد عرابي الذي ادار الحوار بالجلسة على أن الاعلام الفلسطيني المستقل يواجه تحديات جمة، خاصة في ظل انعكاسات جائحة كورونا، التي وضعت الاعلام الفلسطيني برمته أمام اختبار حقيقي، يتعلق بقدرته على الصمود والبقاء والمنافسة، وفي الوقت نفسه قدرته على القيام بدروه وأداء رسالته الوطنية والمهنية.
ولفت إلى أن مساحة حرية الرأي والتعبير بدأت تتقلص، غير ان وجود اعلام فلسطيني مستقل يضمن وجود حريات بشكل أكبر، منوها إلى ان التشريعات لا تحمي الوسائل الاعلامية المستقلة.
وتحدث جادو عن واقع الاعلام الفلسطيني المستقل الصعب وانقسام منظومة الاعلام بعد الانقسام الى اعلام حكومي وحزبي وكلاهما يتلقيان الدعم المالي والاداري والسياسي كل من داعميه فيما الاعلام المستقل اصبح مكشوف الظهر بعد تخلي القطاع الخاص والشركات الكبرى وتوجهها لمواقع التواصل الاجتماعي التي تحارب الرواية الفلسطينية فيما الحكومة لا توفر اي اليات لحماية الرواية والاعلام الفلسطيني من تغول مواقع التواصل الاجتماعي وتوجه القطاع الخاص لنشر اعلاناته عبرها دون الاهتمام بالرواية الفلسطينية.
كما تطرق جادو الى ملفات عدة منها تعرض وسائل الاعلام الى محاولات الاستغلال من قبل بعض الجهات الحكومية والحزبية وشركات القطاع الخاص في ظل الظروف التي يعاني منها بسبب الاوضاع الاقتصادية مشددا على ان مسؤولية دعم الاعلام المستقل الذي يعتبر صوت المجتمع والمواطن مسؤولة جماعية .
واشار الى تقصير الجهات المانحة في دعم الاعلام واهمالها للمشاريع التي يمكن ان تخدم وسائل الاعلام الذي يقدم خدمات للمجتمع الفلسطيني مشددا على ضرورة تغيير اليات الدعم المقدم لوسائل الاعلام المستقلة.
بدوره، أشار علاء العبد إلى أن التحديات التي تواجه الاعلام المستقل تتمثل أيضا في دخول "السوشيال ميديا" على خط العمل الاعلامي، حيث لجأت إليها كثير من مؤسسات القطاع الخاص، على حساب مؤسسات الاعلامية المستقلة، كما أن الحكومة لا توفر البيئة المناسبة للاعلام ليعمل بحرية ودون مضايقات.
وقال رائد عثمان مدير شبكة معا أن الأزمات المالية تلاحق المؤسسات الاعلامية حتى قبل ظهور الجائحة، وخاصة عندما قررت الحكومة الفلسطينية قبل نحو 15 عاما رفع الاعلام من خارطة التمويل الدولي، وتساوقت الجهات المانحة مع ذلك.
من جهته، قال نصار إن المؤسسات الأجنبية المانحة باتت تتوجه بشكل كبير نحو دعم وتمويل مشاريع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية، ولا توفر منحا أو مشاريع تخص المؤسسات الاعلامية بذريعة عدم انطباق شروط التمويل عليها.
وأشار ولويل إلى أن الشركات التجارية الخاصة خفضت من ميزانية الاعلانات لديها بشكل ملموس، حتى أن بعضها ألغى هذا البند كليا لديه، وهو ما انعكس سلبا بشكل ملحوظ على مداخيل المؤسسات الاعلامية، التي تعتمد بشكل كبير على الاعلانات.
وأجمع المتحدثون على خطورة تعرض المؤسسات الاعلامية الفلسطينية المستقلة للانهيار، حال لم تتجاوب الحكومة الفلسطينية في مطالبها، وفي مقدمتها اعفائها من رسوم الترخيص لدى الوزارات المختصة، وعدم توفير المنح المالية التي تعينها على مواصلة العمل والبث وتوفير الرواتب لموظفيها.
واتفق المشاركون على ضرورة مواصلة النقاش وعقد المزيد من الجلسات التي تضم مؤسسات المجتمع المدني والاعلام المستقل، من اجل تعزيز وسائل الاعلام في خلق ثقافة المسائلة للقطاعين العام والخاص.