القدس /PNN/ حصلت خريجة كلية الصيدلة في جامعة القدس مجدل مزهر على شهادة الماجستير المزدوج في التقانة الحيوية الطبية وإدارة الأعمال بتقدير امتياز من جامعة وورك في المملكة المتحدة، وذلك إثر حصولها على منحة الهيسبال HESPAL التي وفرتها جامعة القدس بالتعاون مع القنصلية البريطانية في فلسطين، والتي تتيح للطلبة الدراسة في إحدى الجامعات البريطانية الشريكة.
وتطرقت رسالة مزهر في درجة الماجستير إلى أسباب الحاجة العالمية لمضادات حيوية جديدة: الوضع الحالي والآفاق المستقبلية، وتضمنت توصيات لسياسات صحية وصناعية وتجارية جديدة على مستوى العالم والحكومات والمنظمات الدولية، والجامعات والأفراد.
الباحثة أوصت بتأسيس مجلس عالمي للحفاظ على كفاءة المضادات الحيوية
تصف مزهر دراستها بقولها "قمت بدراسة وتحليل براءات الاختراع للمضادات الحيوية وخطوط الإنتاج الحالية للشركات الكبرى وعمل مقارنات بين أعداد الأدوية في خط الإنتاج والأرباح لفئات دوائية مختلفة، ودراسة مراحل الإنتاج المختلفة لمعرفة التحديات التي تواجه هذه المراحل وتحليلها، بالإضافة إلى دراسة نموذج لدولة ومحاولاتها لحل مشكلة مقاومة المضادات الحيوية اخترت أن تكون هذه الدولة هي المملكة المتحدة، وكنموذج لمساهمة الجامعات اخترت أن تكون جامعة وورك التي درست فيها هي النموذج نظرًا لاحتوائها على مركز بحثي متخصص لحل مشكلة مقاومة المضادات الحيوية".
تتابع "توصلت إلى نتيجة تتلخص في أن الحاجة لمضادات حيوية جديدة ستزداد، وسوف تتفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية ما لم يتم التوقف عن السلوكيات الحالية الخاطئة وغير المسؤولة، أهمها سوء الاستخدام كصرف مضادات حيوية لحالات لا تستدعي ذلك ودون عمل فحوصات طبية تشخيصية، بالإضافة إلى وجوب دعم صناع المضادات الحيوية وتكثيف الجهود والتعاون بين الدول وجعل تطوير المضادات الحيوية أولوية صحية، كما أوصى بتأسيس مجلس عالمي يكون بمثابة موجه ومحاسب للحكومات والمؤسسات غير الحكومية التي تُعنى بالحفاظ على كفاءة المضادات الحيوية الموجودة حاليًا وتطوير أدوية جديدة مستقبلًا".
كيف بدأت رحلة مزهر؟
حرصت مزهر أثناء دراستها في جامعة القدس على متابعة لقاءات المنح المتنوعة التي تقدمها للطلبة المتميزين لديها، واختارت أن تتقدم للدراسة في المملكة المتحدة، التي مثلت لها الخيار الأمثل كونها تطرح مواضيع مميزة ومزدوجة، الأمر الذي عدته فرصة للدمج بين المجال الطبي وإدارة الأعمال، وهو ما وجدته في تخصص التقانة الحيوية الطبية وإدارة الأعمال في جامعة وورك البريطانية.
تعقب مجدل "هذه الفرصة مكنتني من التوسع في مجالي الصيدلاني في عدة نواحي هي :اكتشاف وتصنيع الأدوية وأدوات التشخيص الطبية، واستغلال هندسة الجينات في الطب الحديث لتطوير القدرة على البحث وتحليل احتياجات السوق لتطوير المنتجات الطبية، واقتراح استراتيجيات تقنية وإدارية، وتقديم إسهامات أصلية جديدة في المجال، بالإضافة إلى شغفي للتعرف إلى عوالم وثقافات جديدة واستكشاف الأماكن التاريخية والتراث الغني للمملكة المتحدة ومتاحفها المتنوعة".
الدراسة في "وورك"
كانت الدراسة خلال الوباء لمجدل تجربة مختلفة وجديدة على الصعيد الاجتماعي والأكاديمي والنفسي خاصة، حيث أنهت فصلين دراسيين في الدراسة عن بعد من المنزل، تخللهما كثير من الصعوبات الاعتيادية، إضافة إلى فرق التوقيت ومشاكل الشبكة لأداء الاختبارات وغيرها.
تتحدث مزهر حول رحلتها إلى المملكة قائلةً "سافرت أول أيام شهر رمضان المبارك، فكان علي التأقلم مع ساعات الصوم الأطول من المعتاد، والبيئة الجامعية الجديدة والتعليم الوجاهي وتحديات العيش بمفردي، تخللها تحدي الاجتهاد في الدراسة.. الأخيرة كانت مختلفة إلى حد كبير عنها في الوطن، فرغم تشابه محتوى بعض المساقات إلا أن طريقة التقديم كانت مختلفة، وقد تعلمت في دراستي في الخارج التركيز على التفكير النقدي والتحليلي، بالإضافة إلى أنني درست مهارات البحث العلمي بالتجربة البحتة".
على الصعيد الاجتماعي، التقت مجدل بطلاب من مختلف الدول حول العالم، وكونت صداقات متنوعة، إذ تعبر عن سعادتها كونها تعرفت على ثقافات ومعتقدات جديدة وسعت من مداركها وجعلتها أكثر تقبلًا وانفتاحًا على الآخرين.
مجدل: تتلمذتُ في جامعة القدس على يد نخبة من أفضل الصيادلة والأكاديميين في البلاد وحول أثر جامعة القدس في شخصيتها تشير مزهر "دراستي في جامعة القدس كان لها أثر كبير في صقل شخصيتي، فقد كنت دائمًا أسعى للمشاركة في النشاطات اللامنهجية، كما كنت عضوًا في مجلس الطلبة، ومثلت طلاب جامعة القدس والشباب اللاجئ في العديد من المؤتمرات في داخل الوطن وخارجه".
"أما على الصعيد الأكاديمي، فدراستي في كلية الصيدلة وتتلمذي على يد نخبة من أفضل الصيادلة والأكاديميين في البلاد كان له أعمق الأثر في رفع طموحي الأكاديمي وتميزي الدراسي، حيث لم يتردد أحد منهم في تقديم توصية أكاديمية لطلبات القبول في الجامعات البريطانية والمنح"، توضح مجدل.
"إلى طلبة جامعة القدس: أنيروا الطريق بجهدكم وعزيمتكم"
"رسالتي لطلاب الجامعة أن يسعوا خلف أحلامهم، وأن ينيروا طريقهم بجهدهم وعزمهم، وتذكروا أنه لا وجود للمستحيل على هذا الكوكب، رغم أن طريق النجاح معبد بالعثرات والمعيقات، لكن يكمن جمال الرحلة بالتخطي والتعلم المستمر"، تقول مجدل لدى مخاطبتها طلبة جامعة القدس.
ووجهت مجدل نصيحتها لكل طالب يبحث عن فرصة لاستكمال دراسته في الخارج أن يجري بحثًا واسعًا شاملًا عن المنح والتخصصات المتوفرة، وأن يعمل على تحسين لغته الإنجليزية خلال سنوات الدراسة ما أمكن، إلى جانب ضرورة التميز الأكاديمي.
وتشجع بحسب واقع تجربتها المشاركة في الأنشطة اللامنهجية والعمل التطوعي، فقد شاركت بدورها في تدريبات ومؤتمرات ومشاريع شبابية كثيرة ومتنوعة تتيحها الجامعة، تخللها تدريبات في القيادة، تدريب المدربين وإدارة المشاريع، وجولات ثقافية في أوروبا، كان لهذه التجارب كبير الأثر في بناء شخصيتها وصقل مهاراتها.
"أهم ما تعلمته أنه إذا ما كانت لدينا رغبة حقيقية، نستطيع تحقيق المستحيل" تؤكد حيث للشباب الفلسطيني اللاجئ، القدس عاصمةً وجامعةً هذا النجاح
"بعد الحمد والشكر لله أولًا وآخرًا، أُهدي نجاحي إلى نفسي التواقة للعلم والمعرفة وخوض المستحيل، إلى عائلتي المحبة والداعمة لنا دوماً رغم كل الظروف، وإلى جامعتي جامعة القدس، هذا الصرح الشامخ ممثلة برئيسها، طلابها، هيئتها التدريسية والعاملين فيها، والتي كنت مبتعثتها للعامين الأخيرين، للقدس عاصمتنا الأبدية التي أفخر بأنّي ابنتها وأعيش في أكنافها، إلى الشباب الفلسطيني اللاجئ في الوطن والشتات، القادر على صنع المعجزات" تختتم مجدل.