بيت لحم / PNN / نجيب فراج -كسرت العملية التي نفذت على مدخل مستوطنة ارئيل في شمال الضفة الغربية الليلة الماضية توقعات الجهات الامنية الاسرائيلية بان موجة العمليات الاخيرة التي وقعت في غضون شهر واودت بحياة 14 شخصا معظمهم من الاسرائيليين والتي كانت اخرها عملية ديزنكوف وسط تل ابيب ووقعت في السابع من شهر نيسان الاخير قد انتهت.
وكان مسلحان فلسطينيان قد وصلا الى مدخل هذه المستوطنة بعيد بقليل من منتصف الليل ونزلا من المركبة واطلقا النار باتجاه حارس الامن الذي كان يقبع في غرفة صغيرة ما ادى الى مقتله وعادا الاثنين عبر المركبة بعد ان استدارت نحو الجانب الاخر من الشارع.
يجمع الكثير من المحللين والنقاد ان تنفيذ هذه العملية تضاف الى العمليات الاربعة الماضية التي اودت جميعها الى مقتل 15 شخصا بانها تؤكد على فشل ذريع لاجهزة الامن الاسرائيلية في عدم تمكنها من اكتشافها قبل وقوعها رغم ان هناك تصريحات عديدة لمسؤولين سياسيين وامنيين اسرائيليين بان قوى الامن تمكنت من اكتشاف مخططات عديدة لتنفيذها تستهدف اسرائيليين، وكان من بينها تصريح لرئيس الحكومة نيفتالي بينت الذي قال ان قواته تقوم بعمليات استباقية في الضفة الغربية لمنع وقوع مثل هذه العمليات وقال "قواتنا ستصل الى المسلحين وكل من يساعدهم وذلك في اعقاب اعتقال الشاب معاذ حامد في سلواد قبل نحو الاسبوعين حيث تتهمه قوات الاحتلال بقتل مستوطن في العام 2015.
وبهذا الصدد يقول المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع ان الخلاصات الصادرة عن الدوائر الامنية والعسكرية الاسرائيلية بان موجة العمليات قد انتهت فهي خلاصات مبكرة للغاية، وقال ان المسلحين اللذان نفذا عملية ارئيل كذبا هذه الخلاصات .
هذا واعتبر المحلل السياسي والعسكري الفلسطيني اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي ان عملية ارئيل شكلت تحدي كبير لاجهزة الامن الاسرائيلية التي تتخذ اجراءات عسكرية كبيرة وخاصة في شمال الضفة الغربية وكذلك للتنسيق الامني اضافة الى ما لا نعلمه عن الجهود الاستخبارية على الارض التي تبذلها الاجهزة الامنية الاسرائيلية وبشكل سري ومع ذلك فقد تمكن هؤلاء المقاومان من تنفيذ عمليتهما والعودة سالمين اضف الى ذلك وحسب المصادر الاسرائيلية فانهما نفذا عملية باسلحة متواضعة "مسدس" وكارلو، ولم يتعرض لهما احد رغم وجود حارس اخر في غرفة اخرى على ما يبدة بحسب ذات المصادر.
واوضح ان من يشاهد شريط الفيديو يدرك ان المقاومان خططا جيدا لهذه العملية حيث اختارا مساء الجمعة حيث يخلد الاسرائيليون الى اجواء السبت اليهودي وتتعطل الحركة تماما ولهذا تمكنا من ان يعودا سالمين كما جمعا معلومات دقيقة عن المكان وتمكنا من اصابة هدفهما والاجهاز عليه وليس اصابته بجروح خطيرة.
والنقطة الاخرى الهامة التي اشار اليها الشرقاوي هو ان كل هذه العمليات فردية وهي بقدر ما توجه للاسرائيليين من رسائل اهمها اننا لن نستسلم ولن نقبل بواقع السلام المفقود ويدعون انهم يبحثون عنه، هي ايضا وجهت للقيادة الفلسطينية ولكافة الفصائل العاجزة اي بمثابة صرخة بان هؤلاء المقاومين يسبقون قادتهم وتجاوزوا فصائلهم، ولكن لا بد هنا من التأكيد على ان احد الملثمين يخرج عبر شريط مسجل ليعلن عن ان كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح هي المسؤولة عن هذه العملية هي بمثابة مفاجئة مدوية ولربما اراد ليقول اننا لا نخضع للواقع بان هذا الجناح قد حل وان هناك من يعمل على احيائه لان شعبنا بحاجة الى الخط المقاوم ليسند اي خط سياسي ، عدا ان ان هذه العملية وما سبقها من عمليات وضعت الثلاثي بينت وغانتس وزير الحرب وكوخافي رئيس هيئة الاركان في خانة اليك واعتقد .
كما قال الشرقاوي بان نتنياهو ومعسكره يتربصون دوما بهم وبكل الائتلاف الحكومي الحاكم وهو ائتلاف هش لربما سقوطه امر حتمي وخاصة بعد ان انسحبت عوديت سيلمان من حزب يمينا الذي يتزعمه بينت والذي اصبح الائتلاف لا يملك الا نصف عدد اعضاء الكنيست المائه وعشرون.
وشدد الشرقاوي ان حل القضية الفلسطينية يجب ان يكون عادلا بعيدا عن سياسة الاذعان والتبعية وبعيد عن محاولة تحويل السلطة الفلسطينية الى وكيل امن وجسر اقتصادي بدون افق سياسي، وما الادعاء الاسرائيلي بان التنسيق الامني قد فشل بهذه العملية ما هو الا تبرير للهجوم على السلطة الفلسطينية لانها الطرف الاضعف