رام الله / PNN / وضع الاسير والقيادي الفلسطيني الفتحاوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اسسا وضوابط لاخراج شعبنا من دوامة الواقع السياسي الصعب على المستويين السياسي في الصراع مع الاحتلال والداخلي لانهاء الانقسام الفلسطيني بين الفصائل الى جانب وضعه رؤية للنهوض بحركة فتح باعتبارها العمود الفقري للنضال الوطني في فلسطين.
واكد البرغوثي في رسالته التي قال انه يكتبها بمناسبة مرور عشرين عاما على اعتقاله وهو في زنانة صغيرة باردة ومعتمة في سجن هداريم وهي زنزانة رقم 28 اننا ما زلنا في مرحلة تحرّر وطني، الأمر الذي يستدعي إعادة الروح لحركة فتح كحركة تحرّر وطني، واستعادة دورها في قيادة مرحلة التحرر الوطني والمشروع الوطني الفلسطيني، واستعادة خطاب التحرر ومفرداته، وشروطه وأدواته وأساليبه.
ودعا البرغوثي الى بناء وتطوير حركة فتح واستنهاضها والحفاظ على وحدتها على أساس ديمقراطي واحترام التنوع والاختلاف والتعدّد في الآراء والاجتهادات، ما يُغني ويُثري الحركة ويُعزّزها بعيدًا عن سياسات التهميش والفصل التي تؤدّي إلى إضعاف الحركة وشرذمتها، وتعرّض دورها للخطر، والعمل على الحفاظ على الإرث النضالي العظيم والتضحيات الجسيمة التي قدّمتها الحركة، وعذابات وآلام مئات الآلاف من أسراها وجرحاها.
كما دعا الاسير البائد البرغوثي أبناء الحركة والأطر القيادية لإجراء أوسع حوار داخلي أخوي ومسؤول تحضيرًا للمؤتمر الثامن، وإجراء المراجعات اللازمة، السياسية والتنظيمية والإعلامية والسلوكية، وإلى أوسع ورشة للنقاش والحوار، وإشراك كادر الحركة على أوسع نطاق، على طريق استنهاض الحركة واستعادة التنظيم لدوره الريادي. وإعادة الاعتبار والدور لمؤسسات الحركة وأطرها القيادية وتكريس مبدأ القيادة الجماعية، ورفض كل مظاهر المحسوبية والولاءات الشخصية، وتكريس مبدأ المسائلة والمحاسبة، ووضع الكادر الأصلب في الموقع الأصعب، وإعادة الاعتبار لقيم الفداء والتضحية والسلوك الثوري والوطني، وتقديم قيادات الحركة للنموذج الفتحاوي الأصيل في الفكر والممارسة؛ وفي السلوك السياسي والأخلاقي، وفي المأكل والمشرب والمسكن وغير ذلك.
واكد ان المطلوب من القيادات أن تتقدّم الصفوف في مقاومة الاستعمار. وتاريخ الحركة المجيد قدّم لنا نماذج عظيمة لا زالت ماثلة في وعي وسلوك عشرات الآلاف من المناضلين الحركة القابضين على جمر المبادئ والثوابت والقيم الوطنية والثورية والفتحاوية وعلى رأس هذه النماذج القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات.
ودعا البرغوثي إلى عقد مؤتمر وطني للحوار الشامل بمشاركة كافة ممثلي القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية وممثلي مختلف القطاعات والفئات والشرائح والاتحادات والنقابات، ومنظمات المجتمع المدني والأهلي، وممثلي الشباب والطلبة والمرأة بهدف إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الوطنية، وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار م.ت.ف على أساس الشراكة الوطنية الكاملة والتعددية، وانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي لها، حتى تكون تجسيدًا حقيقيًا لشعبنا الفلسطيني بمختلف مكوناته، وتحديد استراتيجية وطنية جديدة وموحّدة.
خامسًا: أدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الجميع، تستند إلى وثيقة الأسرى للوفاق الوطني كبرنامج لها، وتتولّى إعادة توحيد مؤسسات السلطة الوطنية في الضفة والقطاع على قاعدة الشراكة الكاملة، وإعادة إعمار قطاع غزة، والإشراف على الانتخابات العامة.
سادسًا: إعادة بعث وإحياء وبناء الديمقراطية الفلسطينية من جديد، والحركة الوطنية الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني من خلال تحديد جدول زمني جديد لإجراء الانتخابات العامة، لأنه من غير المعقول الاكتفاء بسلطة واحدة وهي السلطة التنفيذية التي تعمل في غياب الرقابة التشريعية، وفي غياب المحاسبة والمسائلة.
وشدد البرغوثي على ضرورة إعادة النظر في وظائف السلطة الوطنية، وبخاصة الوظيفة الأمنية، بما يجعلها قادرة على المحافظة على دورها التاريخي بتعزيز الصمود والمقاومة، وتشكيل جسر عبور للحرية والعودة والاستقلال. ومن الأهمية أيضًا إطلاق الحريات العامة والفردية وحرية الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير، ورفض كل أشكال التعدّي على الحريات. واحترام حقوق المرأة وإنصافها، ورفض كل أشكال العنف الجسدي واللفظي والمعنوي ضد النساء، على قاعدة أن حرية المرأة هي التجسيد العملي والتجلّي الأعظم لحرية الشعوب والأمم والدول. وكذلك يتوجّب احترام سيادة القانون واستقلالية القضاء وعدم التدخّل في شؤونه من قِبَل السلطة التنفيذية.
ودعا البرغوثي حركة حماس إلى تمكين لجنة الانتخابات المركزية من العمل بكل حرية وشفافية لتنظيم الانتخابات البلدية والمحلية في قطاع غزة، وكذلك تمكين النقابات والاتحادات والجامعات والمراكز والمؤسسات من إجراء الانتخابات الديمقراطية دون أية تدخلات. وإطلاق الحريات بكل أشكالها، واحترام حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة.
كما وجه البرغوثي دعوة الشعب الفلسطيني والفصائل الوطنية والإسلامية و م.ت.ف والسلطة الوطنية للعمل الجاد لتحرير الأسرى، وإنهاء عذاباتهم ومعاناتهم، واعتبار تحرير الأسرى هو واجب وطني مقدّس ولا يُعقل أن يكون في الأسر الآن أكثر من ألف أسير أمضوا أكثر من عشر سنوات، والمئات أكثر من عشرين عامًا، فتحيتي لهم جميعاً ولأسرهم الصابرة المناضلة، وهناك الأسير المناضل القائد الوطني الكبير نائل البرغوثي أبو النور الذي يقضي عامه الثاني والأربعون ليُصبح أقدم أسير ومقاتل من أجل الحرية في العالم، وكذلك الأسير القائد عميد الأسرى كريم يونس الذي دخل عامه الأربعون وانتظرته والدته الشهيدة عشرات السنين لتغادر قبل أن ترى وجهه.
ودعا البرغوثي وكما قال في رسالته انطلاقا من المسؤولية الوطنية والتاريخية والفتحاوية، أدعو الرئيس القائد العام رفيق الدرب والمسيرة بصفتيه المعنوية والتنظيمية، والأخوات والأخوة في اللجنة المركزية لمراجعة قرارات الفصل بحقّ الأخوات والأخوة من قيادات وكوادر الحركة. والاستعاضة عنها بإطلاق حوار داخلي مُعمّق ومسؤول ومراجعة السياسات وتعزيز روح الأخوّة والمسؤولية وتعزيز وحدة الحركة والحفاظ على عنفوانها، مؤكّدًا أن وحدة حركة فتح مسألة مقدّسة، وأدعو للحفاظ على إرثها النضالي التاريخي، حيث يتوجب علينا جميعاً العمل سوياً بروحها لتستعيد دورها كحركة تحرر وطني وقائدة لمشروع التحرر الوطني.