بيت لحم/PNN- أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم إزاء التسربيات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بشأن إبلاغ تل أبيب مسؤولين أمريكيين مسؤوليتها عن اغتيال ضابط إيراني كبير.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن اغتيال القائد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني العقيد "حسن صياد خدائي" في العاصمة طهران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي أطلع على الاتصالات الإسرائيلية الأمريكية عقب اغتيال العقيد بالحرس الثوري في طهران قوله "إن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين بمسؤوليتها عن القتل".
وقُتل العقيد حسن صياد خدائي، 50 عاماً، برصاص اثنين راكبي دراجة نارية يوم الأحد الماضي، أثناء مغادرته منزله في شارع مجاهدي الإسلام شرق العاصمة طهران.
وأضاف المسؤول الاستخباراتي:"تل أبيب أبلغت واشنطن بأن الهدف من قتل خدائي هو تحذير طهران لوقف عمليات وحدة سرية في فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول الاستخبارات الذي لم يكشف عن هويته قوله: ”لقد قال الإسرائيليون للولايات المتحدة إن القتل كان بمثابة تحذير لإيران لوقف عملية مجموعة سرية داخل فيلق القدس، وحدة تسمى الوحدة 840“.
وبحسب التقرير فإن الحكومة الإسرائيلية تقول إن ”الوحدة 840 مسؤولة عن اختطاف واغتيال رعايا أجانب حول العالم“.
وقال التقرير إن "المسؤولين الإسرائيليين قالوا إن العقيد خدائي كان نائب قائد الوحدة 840 وكان ضالعاً في التخطيط لمؤامرات عبر الحدود ضد رعايا أجانب، منهم إسرائيليون".
ووفق التقرير "قال الاسرائيليون إن خدائي كان مسؤولاً عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران، وكان يحاول خلال العامين الماضيين تنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيليين وأوروبيين وأمريكيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا، وإثيوبيا وقبرص".
وتشير الصحيفة إلى أن إيران لم تعترف أبدًا بوجود وحدة 840 سرية تابعة لفيلق القدس في الحرس الثوري.
وفي وقت سابق، ذكرت ثلاث قنوات تلفزيونية وصحف إسرائيلية أن العقيد خدائي كان مسؤولاً عن تنظيم عمليات ضد الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم.
وألقت إيران باللوم على إسرائيل في اغتيال العقيد خدائي، وتوعد قادة الحرس الثوري بما أسموه بـ“الانتقام لدماء خدائي“.
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري على أنه جماعة إرهابية في عام 2019، وهو عامل ساهم في الجمود في محادثات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وتشير صحيفة ”نيويورك تايمز“ إلى أنه على الرغم من أن ”خدائي لم يكن شخصية معروفة خارج الحرس الثوري الإيراني، إلا أنه، مثل كبار أعضاء فيلق القدس، كان له لقبه الخاص“.
ووصفت قناة عبر ”تلغرام“ تابعة لفيلق القدس العقيد خدائي بأنه ”عقيد الصيد“.
وبحسب هذا التقرير، قدم شخصان تابعان للحرس الثوري رفضا الكشف عن اسميهما صورة مختلفة لهذا العضو من الحرس الثوري.
وقال ”إنه كان خبيرا لوجستيا ولعب دوراً رئيسياً في نقل الطائرات دون طيار وتكنولوجيا الصواريخ للمقاتلين في سوريا وميليشيات حزب الله تحت قيادة إيرانية، وكان أيضا مستشارا تكتيكيا لميليشيات في سوريا تدربها إيران وتسلحها“.
وكتبت الصحيفة عن أهمية خدائي بالنسبة للحرس الثوري الإيراني حيث إن الجنرال إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس حضر جنازته الثلاثاء في طهران.
ونقلت صحيفة ”نيويورك تايمز“ عن مسؤولين في المخابرات والجيش الإسرائيليين قولهم إن التخطيط لاستهداف العقيد خُدائي يعود إلى يوليو 2021، عندما اختطف عملاء إسرائيليون رجلاً يُدعى منصور رسولي في مدينة أورمية الواقعة شمال غرب إيران.
وبحسب هؤلاء المسؤولين فإن منصور رسولي، الذي كان ”جزءًا من مجموعة مخدرات محلية“، استأجره الحرس الثوري الإيراني كمهاجم في عمليات خارجية.
وذكر التقرير أن ”المسؤولين قالوا إن الخاطفين كانوا يبحثون عن معلومات حول التسلسل القيادي للوحدة 840، التي تقول إسرائيل إن العقيد خدائي كان أحد قادتها، وبحسبهم، تم إطلاق سراح رسولي بعد الاستجواب“.
ونفى رسولي هذه المزاعم في شريط فيديو أطلقه مؤخرًا، وقال إن آسريه عذبوه هو وأسرته وهددوه بالقتل، مما أجبره على الاعتراف بأخذ أموال من الحرس الثوري لتنفيذ اغتيالات في أوروبا، ”وإنني أنفي التهمة“.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف عناصر من فيلق القدس، وهو قوة أجنبية تابعة للحرس الثوري، لكن القيام بذلك داخل إيران نادر الحدوث.
وكانت أغلب عمليات الاغتيالات داخل إيران تستهدف أفراداً مرتبطين بالبرنامج النووي، ففي نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2020، جرى اغتيال محسن فخري زادة رئيس هيئة الأبحاث في وزارة الدفاع وأحد الشخصيات الرئيسية وراء البرنامج النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الثلاثاء "لقد اطلعنا على تقارير عن اغتيال خدائي، ولم يكن لنا دور أو تورط في قتل هذا الشخص".
من جانبه، ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الثلاثاء في حديثه للوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، "قد عارضنا دائمًا عمليات القتل خارج نطاق القضاء".
قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تفاجأت بالتسريبات الأمريكية بأن إسرائيل هي وراء اغتيال الضابط في الحرس الثوري الإيراني في طهران وإن الهدف من التسريب قد يكون تحذير تل أبيب بعدم إعاقة التوصل لاتفاق نووي مع إيران.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن تقرير للقناة "12" التلفزيونية العبرية اليوم الخميس، أن ”المسؤولين الإسرائيليين تفاجؤوا بالتسريب الأمريكي إلى نيويورك تايمز ، الذي يعتبر نادرًا جدًا في سياق العلاقة الاستراتيجية الحميمة بين البلدين“.
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الإسرائيليين "غير متأكدين من دوافع الأمريكيين لتسريب المعلومات" وإنهم يحاولون فهم التداعيات.
ولفتت الصحيفة إلى أنه نادراً ما تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن أي عملية على أرض أجنبية بدعوى أن ذلك يتيح لها نفي مسؤوليتها ويرغم الطرف الآخر على ضبط النفس.
وقالت الصحيفة:“ بحسب تقرير القناة ”12“ أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من أن يؤدي التسريب الأمريكي إلى زيادة رغبة إيران في الانتقام… كما توقع التقرير أن يكون الغرض من هذا التسريب هو تحذير إسرائيل من إعاقة الجهود الأمريكية لإبرام اتفاق نووي سريع مع ايران“.