الداخل المحتل/PNN- فشلت سياسة "تهويد الجليل" العنصرية التي مارستها الحكومات الإسرائيلية حتى اليوم، لكن وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، قررت عدة خطوات في هذا الاتجاه معتقدة أنها ستنجح في المكان الذي فشل فيه أسلافها، أي أن يفوق عدد السكان اليهود عدد السكان العرب في الجليل. وتشمل خطواتها منطقة النقب أيضا.
ويتوقع أن يبحث المجلس القطري للتخطيط والبناء، الأسبوع المقبل، في مقترح شاكيد بتوسيع ما يسمى "لوح 2"، الذي يحدد عدد البيوت في البلدات الصغيرة التي تُبنى فيها بيوت مستقلة، وليس بنايات متعددة الطبقات. وتعتبر شاكيد أن خططها ستزيد عشرات آلاف البيوت في هذه المستعمرات، حسبما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الأربعاء.
ويقضي مخطط شاكيد بإمكانية زيادة عدد البيوت في المستعمرات اليهودية الصغيرة في الجليل والنقب بنسبة 50%، بحيث يرتفع عدد العائلات في البلدة التي تشمل 400 عائلة إلى 600 عائلة، وأن تكون الزيادة في منطقتي حيفا وأشكلون (عسقلان) بنسبة 30%، وفي منطقة وسط الداخل المحتل نسبة 15%.
كذلك يقضي مخطط شاكيد لزيادة عدد اليهود في الجليل والنقب، بإمكانية تقسيم البيوت في مستعمرات كهذه في جميع أنحاء الداخل، وبحيث تصادق سلطات التخطيط على تقسيم كهذا، من دون تغيير وضع ملكية البيت، الذي يبقى مسجلا كبيت واحد.
وتقدر سلطات التخطيط أن مخطط شاكيد بشقيه، أي توسيع البناء وتقسيم بيوت قائمة في المستعمرات اليهودية الصغيرة في الجليل والنقب خصوصا، سيسمح بإجراءات سريعة بإضافة عشرات آلاف الوحدات السكنية الجديدة، وأنه "سيعزز الاستيطان اليهودي في الجليل، الذي يعاني من ضائقة ديمغرافية شديدة".
ويرمي هذا المخطط أيضا إلى ضخ جيل يهودي شاب إلى هذه المستعمرات، التي يتميز سكانها بأنهم كبار السن نسبيا، ولا تسمح قوانينها باستيعاب عائلات شابة جديدة. ولذلك، يقضي المخطط ببناء دارين للمسنين في كل واحدة من هذه المستعمرات اليهودية، وعدم احتساب سكانهما ضمن عدد السكان في "لوح 2".
ويستند مخطط شاكيد إلى الخارطة الهيكلية القطرية "تاما 35"، ومن خلال إجراءات تعديلات عليها. ومخطط شاكيد لا يشمل المستوطنات في الضفة الغربية، لأنها ليست مشمولة في "تاما 35".
وجرى تنسيق هذا المخطط مع "سلطة أراضي إسرائيل" و"مديرية التخطيط"، وسط تقديرات بأنه سيحظى بتأييد أغلبية في "المجلس القطري للتخطيط والبناء". وفي حال المصادقة على المخطط، ستكون هناك فترة شهرين لتقديم اعتراضات، يتوقع أن تقدمها منظمات الحفاظ على البيئة إلى جانب عدد من رؤساء السلطات المحلية، وربما يتم تقديم التماس ضد المخطط إلى المحكمة العليا. وستسغرق هذه الإجراءات فترة طويلة، كما أن الحكومة يجب أن تصادق عليه، وهو إجراء يتوقع أن يستمر نصف سنة تقريبا.
الجدير بالذكر أن فشل الحكومات الإسرائيلية في "تهويد الجليل والنقب" لا ينبع من نقص في المساكن، وإنما بسبب عدم وجود أماكن عمل كافية، شبكة مواصلات وشوارع رديئة بسبب وجود أغلبية عربية في الجليل خصوصا، وهجرة الشباب اليهود من الجليل والنقب إلى منطقة وسط تل أبيب، حيث تتوفر إمكانيات عمل أفضل ومستوى معيشة وخدمات أفضل.