الضفة الغربية/PNN-فاز ثلاثة من طلبة برنامج ماجستير الإعلام الرقمي والاتصال في جامعة القدس بجائزة القدس الشريف للتميز الصحفي الموجهة لطلبة الليسانس والماجستير في معهد الإعلام والاتصال في الرباط، ومعهد الإعلام العصري- جامعة القدس، لتحصد الإعلامية كريستين ريناوي جائزة صنف الاستطلاع التلفزي، فيما استحق الصحفيان وسام أبو عطوان وإيناس الحاج علي جائزة التقرير الصحفي المكتوب أو الإلكتروني مناصفةً بينهما.
"نعشٌ لمملكة السماء": عن جنازة شاهدة جابت فلسطين
قدمت الطالبة إيناس الحاج علي تقريرًا مكتوبًا بعنوان "نعش لمملكة السماء"، تناول قصة استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، ليرمز النعش لجنازة الشهيدة التي سارت 75 كم من محافظة جنين حتى القدس، وصفتها بالقول "ربما كانت أقسى جنازة رأيتها في حياتي، اختلطت مشاعري أثناء متابعتها بين الغضب والحزن والفرح بالتفاف الفلسطينيين والوطن العربي على تقدير شيرين بالصورة التي تستحق".
إيناس الحاج علي، طالبة الماجستير في الإعلام الرقمي والاتصال في جامعة القدس، عملت على قصة التقرير ضمن مساق صحافة البيانات مع مدرس المساق د. نادر صالحة- مدير برنامج الإعلام الرقمي والاتصال، لتحذو بذلك حذو القصص الإنسانية للصحف العالمية، وتقدمها للمنافسة في مسابقة القدس الشريف التي حملت في دورتها الأولى اسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
"لم أفكر مرتين بالعنوان، فقد حضر إلى ذهني مدى أهمية مدينة القدس وقدسيتها وارتباطها التاريخي كونها تشكل مملكة السماء ومملكة الأديان، واستلهمت العنوان من اسم فيلم "Kingdom of Heaven"، ليصف كيف تشكل مسارًا لنعش شيرين من ثلاث مدن فلسطينية وصولًا إلى القدس، وكأنه كان يلقي نظرة الوداع على البلاد من جنين إلى القدس، كأن هالة مقدسة تلف جنباته وتحميه، هالة تدفع المرء للوقوف احترامًا له، والإصرار على لمسه والسير خلفه"، تقول الحاج علي.
وصفت إيناس النعش في القدس بأنه حضر بشكل أكثر جمالاً وتألقًا، وبقدرهما كان قويًا ومقاومًا، فهو من رقدت فيه من أثبتت أن في الغياب حضورٌ أكبر، رغم كل محاولات الاحتلال لعرقلة مسيره بالاعتداء عليه، هي محاولات لم تنجح، ليبقى شاهدًا بدوره على الجريمة، فكان عاليًا صامدًا يقر بأن الفلسطيني ملاحق حتى بعد استشهاده.
"نعم يا شيرين...صدقتِ حينَ قلتِ إن في الغياب حضورٌ أكبر".
"ابتسامة القدس" في مواجهة آلة المطاردة والقتل
"لم يكن "ابتسامة القدس" مجرد تقرير صحفي أو قصة رقمية، بل هو لمحات بسيطة عن قدر عظيم من الألم والفخر والأمل الذي يعيشه أهل القدس يوميًا، وهم يحملون مدينتهم وكرامتهم وكرامة الأمة جمعاء".
هكذا يصف وسام أبو عطوان، خريج الإعلام الرقمي والاتصال في جامعة القدس تقريره الذي تقدم به للمسابقة، وهو قصة رقمية تفاعلية موضوعها الابتسامات في القدس، التي تعكس روح التحدي العالية عند شابات وشبان المدينة وهم يقاومون بوجودهم وصمودهم وابتساماتهم آلة الاحتلال الطاردة والمطاردة لهم في كل تفاصيل حياتهم.
جمع وسام المواد البصرية وقام بكتابة النصوص، ثم نفذ القصة من خلال منصة الشورت هاند التي وفرت الجامعة الاشتراك بها لطلبتها كما ينوّه، وتابع مع د. صالحة تطوير القصة من خلال مراجعات عديدة لتصبح ناضجة تقنيًا ونصيًا، حتى خرجت بشكلها النهائي.
ألقت قصة أبو عطوان الضوء على جانب مهم من الواقع المعيشي للمقدسيين وخصوصًا الشباب منهم، الذين يحملون شعلة التحدي والتنمية في المدينة الأسيرة، وحول رسالتها يشير "ما يثير التساؤلات في الآونة الأخيرة هو ابتسامات شباب وشابات القدس في لحظات اعتقالهم. بالطبع، لم تتأخر آلة البروباغندا الإسرائيلية عن وصفهم بالإرهابيين ونعتهم بأنهم وحوشًا بشرية يثيرون المشاكل، فيما لا يكتفي الاحتلال باغتيال شباب وفتيات القدس جسديًا بل ويمعن في القتل لدرجة اغتيالهم فكريا ومعنويًا".
شُبّاك على القدس أو "نافذة على الجنة"
"شاركت في المسابقة بقلبي، كون الجائزة تحمل اسم القدس، والدورة تحمل اسم شيرين بعد اغتيالها الموجع، وكوني أترك أثراً مني لجامعتي القدس وأنا على مشارف تخرجي من ماجستير "الإعلام الرقمي والاتصال"، قصتي كانت عن حكاية شُبّاك مطل على القدس، وشيرين كانت أكثر من شُبّاك يطل على فلسطين وقضاياها من خلال رسالتها الصحفية الإنسانية العظيمة في حياتها، وصوتها الذي لن يُكتم باستشهادها"، توضح الطالبة كريستين ريناوي.
أعدت الطالبة الإعلامية ريناوي قصتها الرقمية من خلال تقنيات "صحافة الموبايل"، استحضرت فيها حكاية المواطن المقدسي أسامة برهم الذي يروي في التقرير قصة شباك مكتبه المطل على باب العامود والأقصى يسارًا، وإلى اليمين منه تصدح أجراس الكنائس وتلوح كنيسة القيامة، فهذا الشباك هو حلم كل مقدسي، وهو شباكُ "يطل على الجنة" كما يصفه برهم، كما أنه "يستحق أن يحارب لأجله".
من هذه الزاوية التي بحث عنها مطولًا، وجد برهم هذا المكان، إذ يقول "من هنا نسمع الآذان والتلاوات ونرى المصلين من كل فلسطين التاريخية"، فالقدس هي مدينة الروح ومن المستحيل التنازل عنها، والحجر فيها ليس غريبًا، يتحدث الفلسطيني معه ويبادله هو الحديث كذلك.
وعن تقدمها للمسابقة بينت ريناوي "تواصل معي د. صالحة بخصوصها، ورأيت فكرة إعداد تقرير عن المواطن برهم الذي يستأجر مكتبًا مطلًا على القدس، ومن خلال هذه النافذة يروي قصص المدينة وشهادته عليها كمواطن مقدسي يعايش آلامها وحكاياتها".
توجهت كريستين إلى مدينة الرباط في المغرب لتتسلم جائزة المسابقة في احتفالية نظمتها "وكالة بيت مال القدس الشريف"، وإلى جانبها كانت ابنة شقيق الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي تسلمت وسام الشجاعة والإقدام تكريمًا لروحها، مع وفد ممثل عن الجامعة والإعلاميين.
"أُهدي الجائزة لروح شيرين، وفي ذروة الحزن على خسارتها الأليمة نطالب بتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين وحماية الصحفيين الذين يستحقون الحياة كما كل فلسطيني وإنسان"، تختتم ريناوي.
عن جائزة القدس الشريف للتميز الصحفي
يذكر أن جائزة القدس الشريف للتميز الصحفي في الإعلام التنموي تنظمها وكالة بيت مال القدس الشريف في الرباط، وقد انطلقت في دورتها الأولى 2022، لتحمل اسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وتوزعت فئات جائزة التميز الصحفي لهذا العام على ثلاثة أصناف وهي:
صنف الاستطلاع التلفزي، وصنف التقرير الإذاعي – البودكاست، وصنف التقرير الصحفي المكتوب أو الإلكتروني، وهي موجهة لطلاب مستويات الليسانس والماجستير في كل من معهد الإعلام والاتصال في الرباط، ومعهد الإعلام العصري التابع لجامعة القدس