الرباط/PNN- دخل المجلس العلمي الأعلى في المغرب (أعلى هيئة دينية في البلاد)، على خط الجدل الذي أحدثه فيلم "سيدة الجنة"، الذي يحكي قصة ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فاطمة الزهراء.
وعبّر المجلس، في بيان، عن استنكاره الشديد لما ورد في الفيلم، وعن رفضه القاطع لـ"التزوير الفاضح لحقائق ثابتة في التاريخ الإسلامي".
وجاء في البيان أن المجلس "يعبر عن استنكاره الشديد لما ورد في هذا الشريط المشؤوم، وعن رفضه القاطع للتزوير الفاضح لحقائق ثابتة في التاريخ الإسلامي؛ هذا التزوير الذي يسيء للإسلام والمسلمين، وترفضه كل الشعوب، لكونه لا يخدم مصالحهم العليا بين الأمم في هذا العصر بالذات“.
وأضاف المجلس العلمي الأعلى أنه ”تبين له، بعد اطلاعه على ما ورد إجمالا في هذا الفيلم، أن كاتبه ينتمي لتيار شيعي، نزعت منه الجنسية الكويتية نظرا لأفكاره المتطرفة“، مبرزا أن ”هذا الشريط، الذي يشكل تزويرا فاضحا للحقائق، قد أقدم على فعل شنيع لا يقبله المسلمون والمسلمات، ألا وهو تمثيل شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم“.
وأضاف أن ”الفيلم قد تجرأ بتحيز مقيت على استعمال شخص السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها، لأغراض تناقض روح الدين وحقيقة التاريخ“، مشددا على أن ”المقام الأرفع للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها عند جميع المسلمين وجميع المسلمات لا يحتاج إلى استعمال هذا التلبيس المنكر للكلام عنها“.
كما أكد المجلس أن ”الافتراء على سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، الذي خصه رسول الله بأعظم الشهادات، من فضائح هذا الشريط“.
وسجل المجلس العلمي الأعلى أن ”من يقفون وراء هذا الفيلم يهدفون إلى تحقيق الشهرة والإثارة، والترويج لمنتوجهم، وتحقيق أكبر نسب من المشاهدة والمتابعة، من خلال المس بمشاعر المسلمين وإثارة النزعات الدينية“.
وأهاب المجلس العلمي بالسلطات المختصة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في هذا الموضوع.
منع العرض
وفي وقت لاحق، قرر المركز السينمائي المغربي عدم منح التأشيرة للفيلم، ومنع عرضه التجاري أو الثقافي داخل المملكة.
وأوضح بيان للمركز السينمائي أنه ”بناء على موقف المجلس العلمي الأعلى الذي يعبر عن استنكاره الشديد لما ورد في الفيلم السينمائي "ذي ليدي أو هيفن" لمخرجه ايلي كينغ وكاتبه ياسر حبيب، حيث يتعارض مع ثوابت المملكة المغربية المحددة في دستورها، فقد قررت مصالح المركز السينمائي المغربي عدم منح التأشيرة لهذا الفيلم ومنع عرضه التجاري أو الثقافي بالتراب الوطني“.
وأضاف البيان أن المصالح المختصة بالمملكة "دأبت على الترخيص للأعمال السينمائية والسمعية البصرية الأجنبية، سواء منها المصورة داخل التراب الوطني أو بالخارج، قصد استيرادها من بلد الإنتاج وتوزيعها على القاعات السينمائية داخل التراب الوطني، وذلك في إطار احترام تام للنصوص التشريعية والتنظيمية المؤطرة للقطاع السينمائي ببلادنا، ما لم تتعارض مع ثوابت المملكة المغربية ومقدساتها".
وأحدث الفيلم السينمائي "سيدة الجنة" حالة من الجدل والضجة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشر الفيديو الترويجي له عبر موقع "يوتيوب".
والفيلم أخرجه الأسترالي إيلي كينغ، وكتبه ياسر الحبيب.