ونقلت مصادر اعلامية في غزة تفاصيل اعتقال الحسنات وهو اب لستة اطفال و الذي وتعود قصته إلى خلاف مالي حدث بينه مع احد الجيران منذ تسعة أشهر حيث تم حبس الحسنات إثرها ظلما كما تقول عائلته، وبعد تعرضه على مدار 13 يوما للتعذيب والشبح والضرب المبرح حيث بدأ يعاني أوضاعا صحية صعبة الأمر الذي تجاهلته إدارة السجن.
ونقلت وكالة وفا الرسمية عن أحد أفراد العائلة: "منذ شهر تقريبا بدأ نواف بالاتصال بي مرارا وتكرارا ليخبرني بأنه يعاني أوضاعا صحية صعبة، وفي كل مرة كنت أذهب إلى السجن للحصول على إجازة مرضية له لعلاجه الأمر الذي قوبل بالرفض بحجة أنهم (شرطة حماس) سيتكفلون بعلاجه، بينما في الحقيقة لم يقدموا له سوى بعض المسكنات الخفيفة التي لا علاقة لها بما يعاني".
ويضيف: "في هذه الفترة كان وضعه الصحي يزداد سوءا، ومنذ أسبوع تواصل معي وأخبرني أنه لا يلقى أي اهتمام أو رعاية من القائمين على السجن، ومرة أخرى حاولت الحصول له على إجازة مرضية ورفضوها".
وتابع: في المرة الأخيرة التي اتصل بها نواف أخبر العائلة بأنه مريض جدا ولا يقوى على السير أو الحركة وعبر صوته كان يبدو عليه الإعياء الشديد.
ويقول "تواصلت مع إدارة السجن للحصول على إجازة مرضية له وأخبرتهم بصعوبة وضعه الصحي فكان الرفض هو الرد. وفي يوم الجمعة الساعة 10 ليلا جاءني اتصال من السجن يخبروني بأنهم سمحوا لنواف بالحصول على إجازة مرضية وطلبوا منا إحضار عدة بطاقات شخصية".
ويضيف :"توجهنا إلى السجن لأخذ نواف لكنهم رفضوا وقالوا غدا يكون لديكم، وفي ذلك الحين كانوا قد أرسلوا نواف إلى العناية المركزة"، وفقاً لحديثه.
ويؤكد "تواصل معنا أحد النزلاء ممن كانوا معه وأخبرنا بأنه حين نقلوه إلى المستشفى كان متوفي بعدما وقع على وجهه".
واضاف :"الجمعة صباحا تم إخبار العائلة بأن نواف في المستشفى وأن عليهم التوجه إلى هناك وحين وصلت العائلة وجدت ابنها في العناية المكثفة ورفضوا السماح لهم بدخول غرفة العناية، وهنا حاول أبناء العائلة الدخول بالقوة فأخبرهم الطبيب أن "وضع نواف ميؤوس منه ويعاني من موت سريري".
وحين توجهت العائلة لزيارة نواف أمس جاء اتصال من أحد النزلاء يخبر العائلة بأنه قد خرج من السجن ميتاً وأن إدخاله للمستشفى هو مجرد تمويه.
ويقول قريب نواف: "حاولنا الدخول بعنوة للغرفة وهناك لم نجد سوى أحد عمال النظافة الذي أخبرنا بأن نواف نقل إلى الثلاجة منذ السابعة صباحاً".
يذكر أن نواف الحسنات لم يكن يعاني أية أمراض أو أعراض صحية، وقالت العائلة: "نقلوه من العناية المكثفة للثلاجة دون أن يكلفوا أنفسهم بإخبارنا أنه توفي بل قتل".
وختم المصدر حديثه بالقول "نحمل حماس كافة المسؤولية عما جرى مع نواف سواء نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب المبرح وإخفاء الحقيقة".
وتأتي هذه الجريمة الجديدة مع مرور 15 عاما على الانقلاب الدموي الذي قامت به "حماس" في قطاع غزة، وأرهق وأنهك أهالي القطاع اجتماعيا واقتصاديا.
ونواف الحسنات ليس الوحيد الذي تكون نهايته في سجون "حماس" بهذه الطريقة، فوفق مراكز حقوقية محلية ودولية، وإفادات شهود عيان، فإن عمليات تعذيب وقتل كثيرة حصلت في سجون "حماس" على خلفية سياسية ومدنية منذ انقلابها الدموي عام 2007.
من جهتها، قالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، إنها "ستقوم بإجراء تحقيقات مستقلة بما في ذلك زيارة مركز الاحتجاز الذي كان يتواجد فيه المتوفى، للوقوف على حيثيات حادثة الوفاة"، مشيرة إلى أنها تواصلت مع عائلته واستمعت إلى إفاداتهم.
هذا ولم بصدر اي بيان او تصريح صحفي حتى اللحظة على موقع وزارة الداخلية والامن الوطني التابعة لحماس في قطاع غزة حول وفاة الحسنات.