بيروت/PNN- اجتمعت اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في لبنان، وسط قلق عميق إزاء الوضع المالي المتردي للوكالة.
يأتي ذلك بينما يعاني لبنان من إحدى أسوأ أزماته المالية في التاريخ، حيث تفيد التقارير أن 86 بالمئة من لاجئي فلسطين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر.
وركزت المناقشات على قدرة الأونروا على مواصلة تنفيذ مهام ولايتها في مواجهة التحديات المالية والسياسية فكان الأمر الأكثر إلحاحا هو الحاجة إلى حشد التمويل لتغطية الخدمات للاجئي فلسطين للفترة المتبقية من عام 2022. وعلى خلفية الأزمة الأوكرانية وأثرها على التمويل، ناقش أعضاء اللجنة الاستشارية أيضا الجهود المبذولة لابتكار أساليب التمويل واستدامتها لتمكين وصول اللاجئين المستمر إلى الخدمات الهامة مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني: "إن عقد هذه الجلسة للجنة الاستشارية في لبنان يدل على حرص الأونروا على إبراز وضع حوالي 210,000 لاجئ من فلسطين يعيشون هنا. إن القصص التي نسمعها مفجعة. أكثر من 80 في المئة من أطفال لاجئي فلسطين الرضع لا يحصلون على ما يكفي من المتطلبات الغذائية للنمو الصحي. إن هذا واحد من مؤشرات عديدة صادمة حول معاناة لاجئي فلسطين في لبنان، حيث يعاني الجميع الآن من تأثير الأزمة الاقتصادية الحادة التي عصفت بالبلد". وأضاف لازاريني قائلا: "في الوقت الحالي، بين ما تلقيناه بالفعل من الجهات المانحة واستنادا إلى أفضل المعلومات المتاحة، فإننا نتوقع فجوة تمويلية تبلغ أكثر من 100 مليون دولار. لقد أدى نقص التمويل المزمن أخيرا إلى نفاد قدرتنا على التأقلم".
وخلال الزيارات الميدانية التي سبقت الاجتماع، اطلع الحاضرون في اللجنة الاستشارية بأنفسهم على الاحتياجات الواسعة للاجئي فلسطين وعلى عمل الوكالة في مخيم برج البراجنة ببيروت. حيث التقى الوفد، برفقة مدير شؤون الأونروا في لبنان، السيد كلاوديو كوردوني، بأفراد المجتمع المحلي الذين تحدثوا عن تجاربهم فيما يخص حالات الوفاة الناتجة عن الأسلاك الكهربائية المكشوفة وأنابيب المياه والصرف الصحي المفتوحة. كما سلطوا الضوء على الصعوبة التي يواجهونها في إطعام أسرهم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتكاليف العلاج في المستشفى وسط أزمة اقتصادية وتزايد الفقر والبطالة والعنف المنزلي وعمالة الأطفال وحالات الطلاق. كما استمع وفد اللجنة الإعلانية إلى قصص عن صمود وآمال وتطلعات لاجئي فلسطين خدمات الأونروا للصحة والتعليم وإصلاح المساكن، من جملة أمور أخرى، التي كانت في بعض الأحيان مصدر الدعم الوحيد الذي تلقوه. وزار المندوبون أيضا مركزا صحيا تابعا للأونروا وجمعية برامج المرأة ومساكن بحاجة إلى إعادة تأهيل، بالإضافة إلى مساكن تم أعيد بناؤها بدعم من الأونروا. كما تم إطلاع الوفد على مشروع أرشيف الأونروا لرقمنة سجلات لاجئي فلسطين وعلى التقدم المحرز في إعادة إعمار مخيم نهر البارد في أعقاب الصراع الذي دمره في عام 2007.
كما زار أعضاء اللجنة الاستشارية مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان حيث التقوا بممثلي مجتمع لاجئي فلسطين والمعلمين والطلاب الذين قدموا شهادات مباشرة عن تأثير الأزمة الاقتصادية على مستوى البلد على قدرتهم على الحصول على الغذاء والتعليم والتوظيف والرعاية الصحية. وتناولت المناقشات سبل الوصول إلى الحقوق، والقيود المفروضة التي تقلل بشدة من آفاق مستقبل اللاجئين. كما قام الوفد بجولة في مدرسة الصخرة الجديدة في المية مية ومركز سبلين للتدريب المهني، حيث شارك الطلاب تطلعاتهم ومخاوفهم حيال قدرتهم على تحقيقها.
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الاستشارية مكلفة بمهمة تقديم المشورة والمساعدة للمفوض العام للأونروا لدى قيامه بتنفيذ مهام ولاية الوكالة وتنفيذ برامج الأونروا. واللجنة تجتمع مرتين في السنة، عادة في حزيران وتشرين الثاني.