الشريط الاخباري

فلسطين على موعد للقاء احد جبالها الشامخين في يوم غير عادي...كريم يونس

نشر بتاريخ: 20-11-2022 | أسرى , PNN مختارات , قناديل من بلدي , الشريط الإخباري
News Main Image

بيت لحم /PNN / نجيب فراج- لن يكون يوم السادس من كانون الثاني من العام القادم يوما عاديا لجماهير الشعب الفلسطيني حينما تفتح ابواب السجن على مصراعيها لاستقبال الاسير الفلسطيني كريم يونس بعد اربعين عاما بالتمام والكمال وهو يواجه صلف السجان وعتمة السجن وتنقل من زنزانة الى اخرى ومن سجن الى اخر، ليكون اقدم اسير فلسطيني العالم اجمع يمضي اربعة عقود متواصلة خلف القضبان.
 

مسيرة عميقة 

وبهذا الصدد يقول عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية ورئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين السابق الذي يعرف كريم عن قرب حيث التقاه في سجن جنيد باواسط عقد الثمانينات من القرن الماضي، والذي عرفه وتابعه عن قرب خلال اكثر من ثلاثة عقود وهو يطلع بمهمات نادي الاسير وهو احد مؤسسيه ومن ثم خلال عمله في هيئة شؤون الاسرى والمحررين "ان الحديث عن كريم يونس يطول وهو مليء بالشجون والعواطف والمواقف الانسانية، وقد اعتقل كريم في العام 1983 هو ومجموعة من الشبان من داخل مناطق الـ48 بتهمة تنفيذ عملية عسكرية ادت الى مقتل جندي اسرائيلي وقد حكم عليه انذاك بالاعدام والبسوه "بدلة الاعدام الحمراء" على مدى 275 يوما بانتظار تنفيذ الحكم حيث يصحو كل صباح طيلة هذه المدة في انتظار من يقوده الى المقصلة  الى ان تغير القرار حيث لم تنجح اسرائيل من فرض قانون الاعدام في انظمتها ليستبدل الحكم بالمؤبد  وبعد سنين حدد حكم المؤبد لاسرى الداخل المحتل باربعين سنة، قضاها سنة وراء سنة وشهرا وراء شهر واسبوعا وراء اسبوع الى ان بدات لحظة الافراج تقترب رويدا رويدا ولم يتبقى عليها سوى 47 يوما وهي المدة التي تجعلنا ان نحبس الانفاس انتظارا لها، وليعود كريم ذلك الشاب الذي كان عمره لحظة اعتقاله 27عاما بعد اربعين عاما من التغييب والتعذيب والقهر والظلم والحرمان الى منزله الذي تركه في قرية عارة الواقعة بالمثلث الشمالي ضمن لواء مدينة حيفا لتستقبله الجماهير الغفيرة التي تنتظره على احر من الجمر".

اول اسير يمضي اربعين عاما

واضاف قراقع "ان الاسير كريم يونس هو اول اسير فلسطيني وعلى صعيد العالم اجمع يمضي اربعين سنة بشكل متواصل وبهذه الطريقة رغم وجود اسرى امضوا اكثر من ذلك ولكن بشكل متقطع كالاسير نائل البرغوثيى الذي امضى حتى الان 43 سنة ولكن اطلق سراحه واعيد الى الاعتقال من جديد، اما الاسير ماهر يونس ابن عم كريم والذي اعتقل معه ولكن بعده بشهرين او ثلاثة فسيكون قد امضى اربعين عاما بعد انتهاء هذه المدة وسيكون على موعد مع الحرية ، وكذلك الاسير وليد دقه الذي سيمضي اربعين عاما بعد عدة اشهر وسيطلق سراحه حينها ايضا".
 

جبل من جبال فلسطين

وقال قراقع" انني وفي كتاباتي اطلقت عليه لقب الجبل وهو لقب يليق به نظرا لما يتمتع من صفات لا يمكن وصفها فظل طيلة هذه المدة قويا وشامخا ومبدائيا وقائدا وحكيما لم يستسلم ولم يضعف ولم ينهار حتى في اصعب المواقف فعندما توفيت والدته المرحومة صبحية يونس عن عمر يناهز الـ88 عاما في شهر ايار الماضي وكانت تنتظره على احر من الجمر لتلتقيه وتحتضنه  ولكن القدر كان اسرع بلحظة الفراق من لحظة اللقاء ،  ظل شامخا  وقويا رغم جسامة الحدث ، وهذا انطبق على والده الحاج يونس فضل يونس الذي رحل قبل نحو عشرة اعوام وهو في عمر الـ87 عاما، وقد رفضت قوات الاحتلال السماح له حتى لو لساعتين للمشاركة في تشييع جثمان ايا منهما، كما ان اسرائيل كانت ترفض ادراج اسم كريم يونس في اي من صفقات التبادل اتي نفذت على مدار العقود الماضية، كما ان اسمه كان في الدفعة الرابعة للافراج عن قدامى الاسرى والتي جرت برعاية وزير خارجية الولايات امتحده جون كيري في حينها وذلك قبل تسعة اعوام.

اجتياز كل المراحل

ان كريم يونس وحسب قراقع فقد اجتاز كل المراحل وهو المثقف والكاتب والقائد والانسان ويحبه كل من عرفه وهو الوحدوي الذي لا يرى فلسطين من خلال فصائلها بل من خلال شعبها وحدودها وتضاريسها وعروبتها، ولهذا فقد كان فوق كل هذه الفواصل والحدود فليس غريبا ان تنتظره فلسطين بكل جماهيرها على احر من الجمر.
 

رجل غير عادي
 

اما حسن عبد ربه الناطق الاعلامي باسم هيئة الاسرى والمحررين فقد قال في ان السادس من شهر كانون ثاني القادم هو يوم غير عادي لرجل ومناضل وقائد غير عادي، هذا اليوم الذي ستتجلى فيه عظمة هذا الانسان وسيؤكد على مدى انتمائه العقائدي لفلسطين وقضيتها المقدسة مشيرا الى ان هيئة الاسرى والمحررين تابعت وتتابع الاسير كريم عن كثب ويقوم محامييها بزيارته تباعا لانه ببساطه يستحق الاهتمام والتقدير ولذلك لن يكون يوم استقباله يوما عابرا بل يوم مميز حينما تفتح ابواب سجن هداريم ليخرج ويعانق الحرية مؤكدا انه سيتم وضع برنامج مكثف لاستقباله في الفترة القادمة ولحظة الافراج سيتوجه كريم الى قبر والديه لزيارتهما  وفاءا لعهدهما واخلاصهما له وم ثم سيقوم بزيارة ضريح الشهيد ياسر عرفات في رام الله كما سيتوجه الى القدس واداء الصلاة في باحة المسجد الاقصى المبارك، ولا شك سيلتقي بالرئيس محمود عباس وايضا سوف يحضر اجتماعا خاصا للجنة المركزية لحركة فتح وهو الاجتماع الاول بحضوره حيث انتخب في مؤنمرها الثامن ولعل اكبر تكريم  ووفاء للاسير كريم  اختياره عضوا لمركزيتها في المؤتمر الثامن للحركة الذي انعقد قبل اكثر من خمس سنوات.
 

واعرب عبد ربه عن اعتقاده ان اسرائيل يحكومتها اليمينة الفاشية المتكونه سوف تقوم بالتنغيص على الاحتفالات ولكن كل ذلك سوف تبوء بالفشل وسيصمد في وجه هذه المحاولات التي من الممكن ان تتضمن محاولة نزعه للجنسية الاسرائيلية وابعاده عن مسقط راسه قرية عارة.
مشاعر مريم قبيل الافراج
 

لا شك فان كريم يونس ينتظر ذلك اليوم الذي تتوج فيه  كل مسيرة صموده وعطائه وتضحياته طيلة هذه السنين ولكنه ينتظرها بمزيد من رباطة الجأش والحكمة والتروي وينقل عنه من داخل السجون وهو يخاطب رفاقه انه قال امس الاول" انا مشتاق لفلسطين وانا فرح بلقائها في الخارج لاول مرة منذ اربعين سنة ولكن هذه الفرحة منقوصه لاني ساترك رفاق درب من رجال صنعوا التاريخ وصمدوا كل هذا الصمود من اجل رفعة فلسطين وعزتها ولا يمكن ان تكتمل الفرحة من دون لقياهم في الخارج والفرح منقوص ايضا لانني سوف اجد امي  وابي قد سكنا القبور ولكن عزائي في مسيرة عطائهما وتضحياتهما التي لا يمكن ان انساها وعزائي ان الشهداء بكل اطيافهم سيبقون خالدون الى الابد".

شارك هذا الخبر!