بقلم: سري القدوة
استشهد الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا) في مستشفى "أساف هروفيه" في الداخل المحتل بعد أن نقل إليه مؤخرا عقب تعرضه لغيبوبة والأسير أبو حميد من سكان مخيم الأمعري قضاء رام الله، استشهد جراء سياسة القتل الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى وذكرت بعض وسائل الاعلام التابعة للاحتلال بأنه تم نقله ظهر يوم وبشكل عاجل من سجن "الرملة" إلى مستشفى أساف هروفيه بعد تدهور خطير جدًا طرأ على حالته الصحية.
مشاهد قتل الاسير ابو حميد كانت واضحة منذ البداية من خلال سلسلة طويلة من الممارسات المتعمدة بحقه وطالما حذرت مؤسسات حقوق الانسان وجمعيات الاسرى وعائلته من خطورة وضعه بعد اصابته بالسرطان وكان الرئيس محمود عباس حمل ملفه الى الامم المتحدة وطالب العالم بالتدخل لدى الاحتلال وإطلاق سراحه والعالم اجمع لم يحرك ساكنا وحكومة الاحتلال تجاهلت كل النداءات والمواقف الدولية بل استمرت في ممارستها لسياسة الاهمال الطبي بحقه وعزلة بداخل زنزانته بدون ادنى الخدمات الطبية لمرضى السرطان وبذلك يكون الاحتلال قد مارس بشكل متعمد الاهمال الطبي بحقه وترك السرطان يأكل جسده، ودون ان تنظر في طلبات الإفراج عنه بسبب ظرفه الصحي الصعب ليلحق بركب شهداء الحركة الأسيرة.
يذكر أن الوضع الصحي للأسير بدأ بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم في الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان"، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرًا بتلقيها بعد انتشار المرض في جسده.
الشهيد الأسير أبو حميد تعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، ليعاد اعتقاله وحكمه بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما وله أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، وله شقيق آخر شهيد وهو عبد المنعم ابو حميد.
اليوم يترجل فارس من فرسان فلسطين وإذ ننعى لأبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والمهجر القائد الشهيد البطل ناصر ابو حميد، بعد رحلة نضالية طويلة، وفي الوقت نفسه نحذر من خطورة وضع الاسرى المرضى في سجون الاحتلال وظروف اعتقالهم التي تتم خارج عن نطاق القانون وتمارس مدرية السجون العامة بحقهم العزل في زنازين خاصة لا تصلح لرعاية المرضى وكبار السن من المعتقلين.
حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها العسكرية وإدارة السجون يتحملون المسؤولية الكاملة عن جريمة استشهاد الأسير ابو حميد، وعن مصير كافة الأسرى ومنهم الأسرى المرضى الذين يواجهون جملة من السياسات والجرائم الممنهجة، ومنها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، التي شكلت في السنوات القليلة الماضية السبب الأساسي في استشهاد العديد من الأسرى ويجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقف سياسة القتل الاسرائيلية المتواصلة بحق الاسرى الفلسطينيين وترك الأمراض القاتله تتفشى في اجسادهم بلا حسيب او رقيب او وازع اخلاقي.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية