رام الله/PNN / - المديرية العامة للشرطة - تعمل الشرطة الفلسطينية وخاصة إدارة مكافحة المخدرات وبإسناد المؤسسة الأمنية وبتعاون واضح من المواطنين للحد من انتشار آفة المخدرات، والتي تتنامى شيئا فشيئا في كل المجتمعات معتمدة في سعيها لذلك على عقيدة وطنية تؤمن من خلالها بضرورة المحافظة على ابناء الشعب الفلسطيني في ظل الاستهداف له وفلسفة قانونية أساسها القرار بقانون رقم 18لعام 2015 وتعديلاته المتلاحقة والصلاحيات التي منحها لها القانون وكلفها بمكافحة هذه الجريمة ، و ملاحقة من يرتكبها ، والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة .
وتعمل إدارة مكافحة المخدرات في ظروف معقدة وخاصة التقسيمات الإدارية ، ومنع الشرطة من العمل في العديد من المناطق وعدم سيطرتها على الحدود وشح الإمكانيات ، لكنها ورغم ذلك عملت على تطوير ذاتها وإمكانياتها وقدرات ضباطها وإفرادها وتقديم الدورات اللازمة لهم في هذا المضمار وحققت النجاحات تلو النجاحات في مكافحة هذه الآفة لتتراجع بشكل واضح في العام المنصرم عما كانت عليه في الأعوام الثلاثة التي سبقته .
وبهذا الخصوص قال المتحدث بإسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات بان إدارة مكافحة المخدرات تعاملت على مدار عام 2022 مع 1718 قضية ضبط مخدرات تنوعت مابين تجارتها ، وترويجها ، وزراعتها ، وتوزيعها ، وقد كانت محافظة اريحا المحافظة الأكثر تسجيلا لهذه القضايا والتي بلغت 241 قضية بنسبة 14% من بين هذه القضايا المسجلة لدى الإدارة ( قضايا حيازة وتعاطي والمضبوطين في هذه القضايا يشمل حملة الهوية المقدسية أو الزرقاء الذين يرتادون على اريحا لتنزه والاستجمام )، تلتها محافظة طولكرم والتي سُجل فيها 212 قضية بنسبة بلغت 12% ( أيضا قضايا تعاطي وحيازة والمضبوطين في هذه القضايا ممن يحملون هوية إسرائيلية) ، وبعدها جاءت بيت لحم وقلقيلية بنسبة 11% لكل منها ، بينما كانت طوباس المحافظة الأقل تسجيلا لهذه القضايا بنسبة بلغت 2% . فيما قبضت إدارة مكافحة المخدرات في هذه القضايا على 1990شخصا من تجار ومروجي ومتعاطي المخدرات، وزراعي أشتالها من بينهم 22 أنثى ، وقد تم القبض على النسبة الأعلى منهم في محافظة أريحا بنسبة 15% 296 شخص"، تلتها محافظة طولكرم بنسبة 13% 255 شخص ، وبعدها كانت رام والبيرة بنسبة 12% عدد 234 شخص ، وبعدها قلقيلية وبيت لحم بنسبة 11% لكل منهما 209 اشخاص في كل محافظة من المحافظتين وجاءت سلفيت وطوباس كأقل المحافظات تم فيها قبض على اشخاص منهم بنسبة 2 % "41" شخص .
وأوضح ارزيقات بأن المقبوض عليهم في جرائم المخدرات على مدار العام اشتملت على جميع الفئات العمرية ، ولكنها تركزت في الفئة العمرية مابين 18- 35عام بنسبة 76% ، تلتها الفئة العمرية مابين 35- 45 عام بنسبة بلغت 16%، وجاءت بعدها الفئة الأقل من 18 عاما بنسبة 5% ، بينما حازت الفئة العمرية مابين 45-55 على ما نسبته 2% ، اما الفئة العمرية الاكثر من 55 عام بنسبة 1% كما كانت فئة الاعزب أعلى نسبة مابين المتعاطين بنسبة 61%، ونسبة المتزوجين 37% ،والأرمل 3% والمطلق 2% .
وفيما يتعلق بالمناطق السكنية أوضحت إحصائية إدارة مكافحة المخدرات بان البلدات كانت الأكثر تواجد لمرتكبي جريمة المخدرات وبلغ عدد الاشخاص المقبوض عليهم في هذه المناطق 981 شخصا ، تلتها المدن بعدد 807 شخص، والمخيمات كانت الأقل في تواجد هؤلاء الاشخاص وبلغ عددهم "202" .
وحول الكميات التي ضبطتها إدارة مكافحة المخدرات فقد أشار العقيد ارزيقات بأنها ضبطت على مدار العام 87.49 كغم من مواد القنب الهندي والقنب المصنع، والحشيش 56.571 كغم من القات المخدر، كما ضبطت 2057 شتلة من اشتال المواد المخدرة ، وأدوات لتعاطي هذه المواد وكان عددها 1496 أداة مختلفة ، وضبطت ايضا 7483 حبة مخدرة من كافة الأنواع .
وأكد ارزيقات بأنه وبتحليل إحصائية مكافحة المخدرات لعام 2022 تبين انخفاض واضح في قضايا ضبط المخدرات مقارنة مع ما كانت عليه في خلال الثلاث سنوات الماضية التي سبقته، ويعود ذلك لأن الجهود تركزت على التجار والمروجين والمزارعين حيث تم إلقاء القبض على 180 شخص تم اخذ الإجراءات القانونية بحقهم، وإلقاء القبض على 16 شخصا فار من وجه العدالة ومحكومين غيابيا في قضايا تجارة المخدرات لمدة تراوحت من عشرة الى خمسة وعشرين سنة، كما ان التشديد في قضايا تجارة المخدرات والمحولة للقضاء وصدور الأحكام العالية من قبل القضاء الفلسطيني أدى إلى لجوء التجار والمروجين لترحيل الجريمة الى المناطق البعيدة والحدودية والنائية والى الداخل الفلسطيني .
وأوضح ارزيقات إلى أن الإحصائية بينت بأنه لم يتم ضبط مشاتل ومستنبتات، ومعامل بالمفهوم الواسع سواء كان في اراضي مفتوحة او داخل المنازل " مختبرات " ،وذلك بسبب ملاحقة المؤسسة الأمنية لهم خلال الأعوام السابق ، وتوجيه ضربات قاسية ،والقبض على تجار كبار وصدور الاحكام القضائية الرادعة كان له اثر كبير في تراجعها.
وأشار ارزيقات الى ان الانخفاض في عدد قضايا ضبط المخدرات التي سجلت هذا العام لا يعد مؤشرا على انخفاض المستهلكين والمتعاطين للمواد المخدرة وتنامي الطلب عليها حيث اعتمد الكثير منهم على شراء المواد المخدرة من المناطق الحدودية والقريبة من جدار الضم والتوسع وأبراج المراقبة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي كما ان التكييف القانوني للقضايا تشير الى ان نسبة قضايا ضبط التعاطي ما زالت تشكل 90% من قضايا الضبط خلال السنوات السابقة بينما تشكل قضايا الزراعة والتجارة والترويج والتخزيبن 10% ،اضافة الى ان وسائل تهريب جديدة ظهرت مؤخرا قادمة من الخارج كان اخرها تهريب حبوب (الكبتاغون) داخل ارجل طاولة بشحنة قادمة من تركيا، وأخرى بشحنة ملابس وهذا يشكل عبء آخر وأسلوب جديد يجب مكافحته .
وبيّن ارزيقات بان هناك ثقافة قانونية واجتماعية بدأت تظهر في المجتمع الفلسطيني تمثلت بجرأت الأسرة في الابلاغ عن احد افرادها لتعاطيه المخدرات، وبالتالي تُقدم الحماية له وللأسرة وللمجتمع وقد سجلت ادارة مكافحة المخدرات عام 2022 بهذا الخصوص 64 بلاغ بينما كانت في العام الذي سبقه 47 بلاغا والتي تتعامل معها باستثناء وسرية شديدة .