بيت لحم PNN- كشفت هيئة البث الإسرائيلية النقاب عن نتائج تحقيق اجراه جيش الاحتلال في ظروف استشهاد المواطن احمد الكحلة والذي فند ادعاءات الجنود انه حاول تنفيذ عملية طعن لجنود الاحتلال.
وجاء في تفاصيل تحقيق أجراه قائد لواء في جيش الاحتلال في ظروف استشهاد أحمد كحلة (45 عاما) قبل بضعة أيام ان التفاصيل كشفت أن الشهيد كحلة لم يكن يسعى لتنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال.
وخلص التحقيق الاسرائيلي في الحادثة الى ان ما جرى ما كان يجب أن تنتهي بمقتل كحلة".
ومان تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، قد سلط الضوء الجمعة، على جريمة الإعدام الميداني بدم بارد للشهيد أحمد كحلة (45 عامًا) من قرية رمون شرق رام الله.
وقتل جنود الاحتلال، الشهيد كحلة في الخامس عشر من الشهر الجاري أسفل جسر يبرود شرق رام الله، من مسافة الصفر.
وبحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال غير روايته التي أدلى بها المتحدث باسمه في بداية الحدث حين ادعى أن كحلة هدد الجنود بسكين، قبل أن يدعي في رواية أخرى أنه حاول الاستيلاء على سلاح أحد الجنود، وهي الرواية التي فندها "قصي" النجل الأكبر للشهيد أحمد الذي كان برفقته.
وتقول الصحيفة: في البداية ادعى الجيش الإسرائيلي أن كحلة ألقى الحجارة على الجنود واقترب منهم وهو يسحب سكينًا، وسرعان ما غير نسخته البعيدة المنال، قبل أن يسقط الحجر والسكين، وقدم اتهامًا جديدًا له بمحاولة الاستيلاء على سلاح أحد الجنود، لكنه لم يقدم دليلًا على ذلك، ولم يكن هناك أي دليل بوجود سكين أو حجر، والرواية الأخيرة هدفها تبرير إطلاق النار حتى الموت على كحلة.
يعمل كحلة ونجله من قرية رمون الثرية والهادئة في البناء والترميم، وكان في طريقه لعمله مع ابنه الأكبر "قصي"، وكانت مركبته الأولى في قافلة مركبات تنتظر مرورها عبر حاجز يبرود، حين أوقف الجنود الإسرائيليين حركة المرور على الطريق، حيث يتعمد الجنود إعاقة حركة المرور، ما دفع الفلسطينيين في مركباتهم لإطلاق "زمور" مركباتهم احتجاجًا على تصرفات الجنود.
وبحسب شهادة قصي نجل الشهيد أحمد كحلة، فإن الجنود بادروا بإطلاق قنبلة صوتية تجاه مركبتهم، ما دفع والده للصراخ عليهم، قبل أن يحيط بهما الجنود، وقام أحدهم برش رذاذ الفلفل تجاه "قصي" نفسه، قبل أن يخرجه الجنود بالقوة من المركبة وعيناه تحترقان، وأبعدوه أمتار قليلة من المركبة وألقوا به على جانب الطريق، حتى نزل والده الغاضب يحاول منع أخذ ابنه، وفي تلك اللحظة وضع الجنود "قصي" متمددًا على بطنه وأمروه بوضع يديه خلف ظهره، ولم يستطع رؤية شيء بسبب الغاز، وفجأة سمع طلقات نارية، وبعد وقت قصير سمع صوت سيارة اسعاف، وصرخات سائقي المركبات في المكان.
وقال شهود عيان من أصحاب المركبات لعائلة الشهيد، فإن الوالد كحلة نزل من مركبته وهو يصرخ متلهفًا على سلامة ابنه بعد أن رش الجنود رذاذ الفلفل تجاهه، ودفعوه بعيدًا، ثم اقترب أحد الجنود من الأب وأطلق عليه النار برصاصتين، إحداها في العنق، وسقط والدم ينزف منه حتى استشهد على الفور، ثم صعد الجنود في الجيب وغادروا المكان، بعد أن قتلوه بدم بارد، ووصلت سيارة اسعاف فلسطينية ونقلت أحمد إلى المستشفى بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بالمكان.
وتقول الصحيفة: "صورة الجثة على الطريق، وسرب الدم يتدفق من رقبة كحلة، وملابس العمل الملطخة بالدماء، والأنبوب البلاستيكي المحشو في فمه وعنقه بقطعة قماش في محاولة يائسة لإنقاذ حياته، إنه أمر مروع .. كانت صدمة للجميع بنفس القدر لعائلته وشهادة ابنه والعائلة وأصحاب المركبات، والتي بدت أكثر مصداقية من روايات الجيش وبياناته".