الداخل المحتل/PNN- صدرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، على وقع عمليات إطلاق النار وخاصة تلك التي وقعت في مستوطنة "نافيه يعقوب" في القدس المحتلة، أول من أمس، وقُتل فيها سبعة إسرائيليين، وعملية سلوان أمس، التي أصيب بها إسرائيليان. وتطرق محللون إلى كيفية مواجهة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة موجة العمليات الحالية.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنه "لا توجد بحوزة بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وإيتمار بن غفير أدوات مختلفة عن تلك التي كانت بحوزة يائير لبيد ونفتالي بينيت (في الحكومة السابقة) من أجل إحداث ردع صباح الغد".
وأضافت أنه "بالرغم من أن الجمهور الذي انتخب الحكومة الحالية يريد أن يرى تغييرا فوريا، لكن يبدو أن هذا ليس مطروحا، والامتحان الحقيقي للحكومة سيكون في المدى البعيد. وسيتعين على الحكومة الحالية دفع خطوات تسمح بالعمل بشكل مختلف وتضمن ردعا أكثر جدية".
واعتبرت صحيفة "هآرتس" أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة "وجدت نفسها في بداية أزمة أمنية خطيرة". وفي ظل تقديرات أمنية إسرائيلية حول تصعيد أمني في آذار/مارس المقبل، بسبب تزامن حلول شهري رمضان والفصح اليهودي أنشطة المستوطنين خلاله، أشارت الصحيفة إلى أن "جهاز الأمن يعمل هذا العام تحت إنذار بـ’انقلاب الجرة’، أي حدث دراماتيكي يقود إلى اشتعال واسع مثل انتفاضة ثالثة".
وأضافت الصحيفة أن "هذا لم يحدث حتى الآن، لأن الجمهور الفلسطيني الواسع الذي خرج إلى مواجهات في الشوارع مع إسرائيل لم ينضم إلى مئات الشبان الذين نفذوا عمليات".
ورأت الصحيفة أن "عناصر الانفجار تتراكم تدريجيا في الميدان. وليس صدفة أن إدارة بادين ترسل إلى هنا، خلال أسبوعين، قافلة جوية من كبار المسؤولين فيها. فإلى جانب القلق المبرر في واشنطن من محاولات الحكومة الجديدة لتغيير قواعد الديمقراطية في البلاد، الأميركيين قلقون جدا من احتمال اشتعال واسع في الحلبة الفلسطينية".
وأشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن "الحلبة الفلسطينية على وشك الانفجار. وهذا الوضع يتطلب من إسرائيل الدمج بين استخدام القوة بشكل مدروس، ضبط نفس وخطوات سياسية، من أجل لجم التصعيد. وهذا التحدي مطروح الآن أمام حكومة نتنياهو".
ووصفت الصحيفة الوضع الحالي بأنه "تحد أمني معقد وقابل للاشتعال أكثر من الماضي. والتخوف الفوري هو من موجة عمليات فردية، يسعون إلى تقليد النجاح الذي حققه منفذي العمليات في نهاية الأسبوع الماضي في القدس، وأن ينضم إليهم التهديد الدائم بعمليات بتوجيه منظمات".
وتابعت الصحيفة أن "المطلوب الآن هو جهد أمني – سياسي معقد يستوجب وجود يد مستقرة على مقود القيادة (الإسرائيلية). ووجه نتنياهو عدة جولات مشابهة في الماضي، وكان دائما حذرا بألا يقدم على خطوات متشددة ومتسرعة. والقيادة الأمنية متعقلة أيضا، رغم أن ضلعين فيها بين أضلاعها الثلاثة – وزير الأمن غالانت ورئيس هيئة الأركان العامة هيرتسي هليفي – إلى جانب رئيس الشاباك رونين بار، هم جدد في منصبيهما".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "توجد في الكابينيت (اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون الأمن القومي) مجموعة من الوزراء الذي لديهم رصيد من التصريحات المتطرفة، الذي سيطالبون الآن بخطوات واسعة وبإعادة الأمن. وفي مقدمتهم، طبعا، وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي وجد نفسه ليلة السبت، لأول مرة، ليس في الجانب الذي يتهم الآخرين بالتقاعس التي كلّفت حياة بشر، وإنما كمن يتحمل مسؤولية عن النتائج القاسية ويُطالَب بالإيفاء بتعهداته. وعلى الأرجح أن بن غفير، مثل زملائه الجدد في الكابينيت، يدرك الآن حدود القوة".
ورجحت الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، سيسعى خلال زيارته إلى إسرائيل، غدا، إلى "التأكد من أن إسرائيل لن تُجن، ولكن على إسرائيل أن تستعين به من أجل إحباط تعليق التنسيق الأمني الذي أعلنت عنه السلطة الفلسطينية يوم الخميس الماضي" في أعقاب مجزرة مخيم جنين.
وبحسب الصحيفة، فإن "للتنسيق الأمني مع الفلسطينيين أهمية، ليس فقط من أجل منع احتكاك بين إسرائيليين وفلسطينيين، وإنما مجرد وجود العلاقة الأمنية بين الجانبين هو عامل لجم دائم لتصعيد. كذلك يوجد وزن للأردن ومصر في الجهود من أجل منع التصعيد الآن. وعمان مطالبة بالعمل مقابل السلطة الفلسطينية في الضفة، والقاهرة مقابل حماس في غزة".
واعتبرت الصحيفة أن "هذه الجهود مجتمعة لفترة طويلة ستمكن إسرائيل من لجم الموجة الحالية من دون المخاطرة بانفجار كبير. وخطوات أخرى، ستعتبر عنيفة جدا، ليس فقط أنها قد لا تؤدي إلى النتيجة المطلوبة، وإنما قد تقود إلى سيناريو يحذرون منه في الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية في السنوات الأخيرة، باندلاع مواجهة واسعة في الحلبة الفلسطينية".