الداخل المحتل/PNN- قالت مصادر في جهاز “إنفاذ القانون” في الشرطة الإسرائيلية، إن التوتر بين ما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، يتصاعد بشكل كبير ويوشك على الانفجار، وفق ما نقلت عنها صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد.
وأشارت المصادر إلى أن هذا التوتر بين بن غفير وشبتاي يأتي وسط توقعات المخابرات الإسرائيلية بأن التوتر الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين سيتصاعد بشكل كبير خلال شهر رمضان، في آذار/مارس المقبل.
وبين أسباب التوتر بينهما، مطالبة بن غفير المتكررة بتوسيع عمليات هدم منازل فلسطينية وعمليات الشرطة في القدس المحتلة، فيما حذّر شبتاي من أن ذلك سيؤدي إلى غليان بين الفلسطينيين وعارض فرض إغلاقات على مناطق فلسطينية في المدينة.
وتأتي توقعات المخابرات الإسرائيلية بالتصعيد، على خلفية إعلان الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال عن بدء إضراب عن الطعام، في بداية شهر رمصان. وبحسب الصحيفة، فإن التوتر في القدس بات ملموسا منذ الآن، وأن الجيش الإسرائيلي والشاباك يوافقان على تحذيرات الشرطة من سياسة بن غفير.
وأضافت المصادر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، يعارضان سياسة بن غفير بشدة، وتحدثا مع شبتاي وعبرا عن دعمهما لمواقفه بهذا الخصوص.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتقاد السائد في الشرطة وفي جهاز الأمن الإسرائيلي عموما هو أن حملة "تركيز الجهد" الأمنية، التي أعلن عنها بن غفير في أعقاب عملية الدهس في مستوطنة "راموت" في القدس، صعّد التوتر وزاد من احتمالات تفجر أعمال عنف، وخاصة في أعقاب تصريحات بن غفير حول "إنجازات" نسبها لنفسه في هذا السياق.
وتباهى بن غفير، في شريط مصور استفزازي نشره من خلال تطبيق "تيك توك"، أنه في إطار الحملة الأمنية التي أعلن عنها، نصبت الشرطة في القدس المحتلة 199 حاجزا، وأجرت خلال خمسة أيام تفتيشا ضد أكثر من 11 ألف فلسطيني. وعقب ضباط شرطة كبار حاليون وسابقون بوصف أقوال بن غفير بأنها غير صحيحة وسخيفة، وأن لا علاقة للشرطة بمضمونها.
وأشارت المصادر إلى أن شبتاي يشعر أن بن غفير يسعى إلى إذلاله شخصيا، وأن هذا أحد أسباب التوتر بينهما. فعندما وصل بن غفير إلى موقع عملية الدهس صرخ على شبتاي بصوت مرتفع أمام المتواجدين في المكان وكاميرات الصحافيين، واتهمه بغياب ردع وطالب بمعرفة سبب عدم إسراع قوات الشرطة في العمل. ولم يستجب بن غفير لطلب شبتاي بأن "اهدأ ولا تصرخ" وأن يتحدثا على انفراد. وقال شبتاي في محادثات مغلقة لاحقا إن بن غفير "يدوس عليّ". كذلك يعبر بن غفير عن استخفافه بشبتاي من خلال التوجه إليه باسمه الشخصي بحضور مرؤوسيه.
وأيقن شبتاي، وفقا للصحيفة، أن بن غفير لن يمدد ولايته بسنة رابعة في المنصب، وعلى إثر ذلك بدأ يعبر عن اعتراضه على سياسة الوزير. وقال شبتاي خلال اجتماع مع ضباط شرطة إن "لا أحد سيقرر كيف نعمل". وبعث شبتاي، يوم الخميس الماضي، رسالة إلى أفراد الشرطة، دافع من خلالها عن الحق بالاحتجاج والتظاهر، خلافا لتعليمات بن غفير بقمع المتظاهرين ضد خطة الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.
وقال شبتاي خلال مقابلة معه في القناة 12 التلفزيونية، أمس، إن "كرامة بن غفير في مكانها، وهو يقرر سياسة الشرطة، لكننا جميعا نخضع للقانون في دولة إسرائيل. وليس مقبولا علي التحدث إلى ضباط في موقع عملية. والقانون يمنح المفتش العام وقادة مناطق الشرطة صلاحيات، وليس بإمكان أحد أن يحل مكانهم من أجل ترجيح الرأي في مسألة كهذه أو تلك".
وقال ضابط في الشرطة إنه "نسمع عن تعليمات الوزير من وسائل الإعلام"، فيما قال ضابط آخر إنه وضع تطبيق "تيك توك" في هاتفه لأنه "من هناك أطلع على تعليماته" في إشارة إلى بن غفير.
ووفقا للمصادر، فإن قيادة الشرطة لا ترصد اهتماما من جانب بن غفير في عملها، خاصة في الحالات التي لا ترافقها تغطية إعلامية. وحتى الآن لم يُجر بن غفير أي جولة مهنية في مركز للشرطة منذ توليه المنصب. ولم يسعَ بن غفير إلى تنفيذ تعيينات في مناصب رفيعة في الشرطة، وخاصة لمنصب نائب المفتش العام، ولم يوفِ بتعهده بزيادة رواتب أفراد الشرطة، حسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ضباط شرطة كبار اتهامهم لبن غفير بأنه يسعى إلى إشعال القدس المحتلة. "نحن عشية رمضان الآن، والجميع يحاولون تهدئة الوضع، لكنه جاء كي يشعله. أداؤه منفلت ويتصرف كهواة. وهو لا ينصت لأحد. وأي شيء عنده يعمل بموجب علاقات عامة، وهذا قد يكلفنا غاليا".