بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – حضور الاسير القائد مروان البرغوثي داخل ساحة السجون يشكل دوما حضورا وارفا بكل ما تحمل هذه العباراة من معنى رغم ما تعرض له من اجراءات وملاحقات قاسية لا تتوقف بحقه بدءا من عنف التحقيق ومنعه من الزيارة وزجه في زنازين انفرادية لسنوات طويلة ومنعه التواصل مع العالم الخارجي، ولكنه يبقى له بصمات واضحة في العديد من المحطات النضالية داخل السجن اذ فشلت كل هذه الاجراءات لحصاره وتمكن ان يبقى في موقع راس الحربة.
هذا ما يقوله الاسير الفلسطيني مهند العزة الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ 12 عام ويعرف مروان البرغوثي داخل السجن وخارجه وقال ان مروان شخصية قيادية محترفه بامتياز ويشكل دائما ثقلا لا يستهان به وخاصة عند خوض معارك واشتباك مع ادارة السجون وهو يعرف كي يناور وكيف يحاور ويمزج ما بين العام والخاص ويدرك كل الادراك اهمية الحركة الاسيرة ليس فقط داخل السجون ولكن ايضا اهميتها ومحوريتها خارج السجون وفي القضايا الوطنية المصيرية.
عضوية المركزية
وقال العزة لقد سبق للقائد البرغوثي الذي انتخب في العام 2009 عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح ان ساهم بل وبادر في اصدار وثيقة الاسرى للوفاق الوطني عام 2006 في سياق ايجاد وفاق بين حركتي فتح وحماس في اعقاب انتخابات المجلس التشريعي وذلك بمعية كل اقطاب الحركة الوطنية داخل السجون لتشكل الوثيقة مصدر الهام لتحقيق الوحدة الوطنية وما زالت رغم ان الانقسام بقي للاسف الشديد ولكن المهم ان الوثيقة جائت من قبل الاسرى كصرخة مدوية ضد الانقسام ومظاهره المختلفة،
وفي العام 2017 خاض مروان مع نحو 1500 اسير اضرابا عن الطعام لمدة 40 يوما في مواجهة الاجراءات والغطرسة الاسرائيلية بحق الاسرى ومنجزاتهم، وهو دائم الحضور في كل المحطات النضالية ولذلك ظل ملاحقا بكل اداوات القمع ولكنه دائما يتحلى بصفة القائد ويجمع الاسرى من حوله عندما تكون هذه المحطات فارقة ومفصلية.
التأهب سيد الموقف
ويؤكد العزة ان القائد البرغوثي يتأهب في هذه الايام ومع كافة الاسيرات والاسيرات لمواجهة الهجمة التي يقودها المتطرف الفاشي ايتمار بن غفير والتي تهدف الى اعادة وضع السجون الى ما قبل عام 1970 وسحب انجازاتهم التي تحققت عبر مسيرة طويلة من النضالات والتضحيات ولهذا قامت ادارة السجون في التاسع من الشهر الماضي بنقل البرغوثي مع 70 اسير من سجن هداريم الى سجن نفحة واغلاق السجن وذلك في اطار الاجراءات لمواجهة اية خطوات نضالية والان يقبع الاسير البرغوثي في قسم من اقسام نفحة ولا يستطيع ان يتواصل مع بقية الاسرى في السجن وعددهم نحو الف اسير بصورة مباشرة لمنعه من ايصال مواقفه وخططه في المعركة المصيرية التي سوف تصل ذروتها مع بداية شهر رمضان المبارك ولكن كل هذه الاجراءات ستبوء بالفشل ولن تتمكن مصلحة السجون ومن خلفها حكومة اليمين الفاشي من تقويض تأثير الاسير البرغوثي الذي بادر مع بقية ممثلي الفصائل قاطبة بتشكيل لجنة الطواريء العليا التي ستكون بمثابة هيئة اركان لاي خطوات استراتيجية في مواجهة الهجمة الصهيونية الجديدة وهو يعبر بطريقة واضحة ان هذه الهجمة مصيرها الى الفشل كما كل الاجراءات السابقة ولن نقبل ان تتحول السجون الى ساحة لفرض هذه الاجندة العنصرية وان الحركة الاسيرة تملك الكثير من الاوراق الحاسمة في المواجهة.
عناصر القوة
وشدد العزة ان البرغوثي سيبقى محورا مهما في الحركة الاسيرة وهكذا ينظر به من قبل كافة الاسرى رغم كل محاولات نشر الاشاعات ان البرغوثي لم يعد المحور الجامع للحركة الاسيرة ولكن كل ذلك ما هي الا ترهات لا تقف على اي ارض صلبة على الاطلاق، وقال ان من بين عناصر القوة التي يتميز بها "ابو القسام" هو علاقاته الوثيقة مع كل اقطاب الحركة الوطنية الاسيرة وفضائلها المختلفة لانه يدرك اهمية الوحدة الوطنية ويدرك اهمية ان تكون كافة الخطوات التي سوف ينفذها الاسرى ذو طابع اجماع كامل وموحد ، ولهذا فهو يلاجق من قبل ادارة السجون لكبح عنفوانه ودوره المصيري ولهذا فقد عزل خلال العامين الماضيين اكثر من مرة ففي العام 2021 عزل في زنازين هداريم ومن ثم جرى نقله الى زنازين عزل ايلون وبعد ذلك اعيد الى عزل هداريم وكل هذه الاجراءات وما سبقها من عزل لسنوات لم تستطع ادارة السجون ان عزل دوره الريادي.
نبراس الحركة الاسيرة
وقال العزة ان علاقات مروان الوطنية دائما كانت تشكل نبراسا للحركة الاسيرة وخارجها وعندما كانت الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات في سجن هداريم بمعية البرغوثي شكل القائدان ظاهرة كبيرة للوحدة الوطنية وجمعا كل الفصائل ووممثليها فهما دائما يتميزان بموقف وحدوي مذهل يعبر عن مدى حرصهما على الحركة الاسيرة ويؤكدان دوما ان قوتهما من قوة جموع الاسرى قاطبة، ولهذا لن تكون المعركة المنتظرة معركة عابرة في تاريخ الحركة الاسيرة بل سنكون مفصيلة وحاسمة