بكين/PNN- عُيّن اليوم السبت، لي تشيانغ رئيساً للحكومة الصينية، وهو من الشخصيات الموثوقة الأكثر قرباً من الرئيس شي جين بينغ، بعد يوم من فوز الأخير بولاية ثالثة.
وفاز شي جين بينغ (69 عاماً) الجمعة، بولاية جديدة لمدة خمس سنوات، بعد تصويت بالإجماع في البرلمان، في ما يشكّل تتويجاً لصعود جعله أقوى رئيس للبلاد منذ أجيال.
ولأنّ البرلمان تابع عمليا للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، فإنّ نتيجة الاقتراع لم تكن موضع شكّ.
واليوم السبت، خلال عملية تصويت أخرى من النواب المجتمعين في قصر الشعب في بكين، حصل لي تشيانغ، المرشّح الوحيد لمنصب رئاسة الوزراء، على 2936 صوتاً، فيما صوّت ثلاثة نوّاب ضدّه وامتنع ثمانية عن التصويت.
وطُلب من الصحافيين مغادرة قاعة المجلس عندما قام النواب بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
وتشيانغ، (63 عاماً)، هو المسؤول السابق للحزب الشيوعي في شنغهاي، وقد تضرّرت صورته إلى حد ما في الربيع أثناء الحَجْر الفوضوي في مدينته. وهو يخلف "لي كه تشيانغ" الموجود في منصبه منذ العام 2013.
إنعاش الاقتصاد
وفي الوقت الذي ينظر إليه فيه باعتباره مكلفا بإنعاش الاقتصاد الصيني، أدى لي تشيانغ بعد تعيينه اليمين الدستورية، وأقسم على "العمل الجاد لبناء دولة اشتراكية حديثة عظيمة".
ويرأس رئيس الحكومة الصينية مجلس الدولة، وترتبط وظيفته تقليدياً بالإدارة اليومية للبلاد وتسيير السياسات الاقتصادية.
ولي تشيانغ، الذي تمت ترقيته إلى المرتبة الثانية في الحزب الشيوعي في تشرين الأول/أكتوبر، ليست لديه خبرة على مستوى الحكومة المركزية، خلافاً لجميع رؤساء الوزراء السابقين تقريباً، غير أنه يتمتع بخبرة كبيرة في الحكومة المحلية وتقلَّد مناصب قيادية مهمة في مقاطعتي تشيجيانغ (شرقا) وجيانغسو (شرقا) الساحليتين الغنيتين.
وكان لي تشيانغ رئيس مكتب شي جين بينغ عندما كان هذا الأخير يرأس الحزب الشيوعي في تشيجيانغ بين العامين 2004 و2007.
وتعكس ترقياته السريعة منذ ذلك الحين المستوى العالي من الثقة التي يوليها إليه الرئيس الصيني.
ويتولى لي تشيانغ منصبه في وقت يواجه فيه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تباطؤاً حاداً، وقد أضعفته سياسة "صفر كوفيد" غير المرنة.
وبالنسبة للعام 2023، فقد حدّدت الحكومة هدفاً لنمو الناتج المحلّي الإجمالي إلى حوالي خمسة في المئة، وهي واحدة من أدنى المستويات منذ عقود.
تحكّم أكثر صرامة
ومشاريع الإصلاحات الاقتصادية التي وضعها رئيس الحكومة المنتهية ولايته لي كه تشيانغ، الذي يتمتّع بخبرة اقتصادية، عرقلتها السلطة المتنامية لشي جين بينغ.
وقال الخبير السياسي "ويلي لام" من الجامعة الصينية في هونغ كونغ لوكالة فرانس برس: "من غير المحتمل أن يتمتع لي تشيانغ بالسلطة لتطوير (هذا المسار) قدماً".
وأشار إلى أنّ مردّ ذلك خصوصاً إلى أنّ شي جين بينغ "يصرّ على الحاجة إلى تحكّم أكثر صرامة بالاقتصاد من قبل الدولة والحزب"، على عكس الممارسة السارية منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي.
أ ف ب