رام الله/PNN- أعلن وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف الموسيقار حسين نازك شخصية العام الثقافية للعام 2023.
وقال أبو سيف، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الوزارة بمدينة البيرة، إنه تم اختيار نازك وفقًا لمعاييرِ شخصيةِ العامِ الثقافية ومحدداتِها، حيث أنه ولأكثر من ستينَ عامًا، من الفعلِ الإبداعيِّ في مجالِ الموسيقى، كرَّسَها من أجلِ خدمةِ قضايا شعبِه وأمَّتِه ووطنِه، وكانت كلّها محملةً بالحنينِ والشوقِ للوطنِ المحتلِّ، ومذخرةً بالتميزِ والتجديدِ والإبداعِ، حيث كانت موسيقاه في كافةِ الأعمالِ الفنيَّةِ الغنائيَّةِ والمسرحِ والدراما التلفزيونيةِ والسينمائيةِ أو الافلامِ الوثائقيةِ، وما كانَ منه من إبداعٍ تميَّزَ من خلالِ تأسيسِه وإدارتِه للفرقةِ الفنيَّةِ الخالدةِ، فرقةِ العاشقينَ ولما كان لها من دورٍ في تكريسِ الأغنيةِ الثوريةِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ على مدارِ عقود.
كما عرضت الوزارة فيلماً وثائقياً حول الموسيقار حسين نازك، المولود في القدس عام 1942.
وتلا الوزير أبو سيف بيان يوم الثقافة الوطنية، جاء فيه: "يأتي يوم الثقافة الوطنية وشعبنا لا يزال يسعى إلى حريته ويناضل في سبيل تحقيق حلمه بإقامة الدولة المستقلة والقدس عاصمتها، ويواجه غيلان العدوان والاستيطان، المكوّن العميق لفكرةِ الاحتلال الطويل لأرضنا المنهوبة بفعل خرابهم وتزويرهم وسرقتهم، شعبنا العظيم لا زال يشق صدر العتمة والظلم ويضيء روح شمس الحرية ويعيد للحياة حياتها كما رسمها كتاب التاريخ الأول منذ أن بسطت أريحا ترابها وكانت أول النُطق والقول، وأول حبةِ قمح، وأول سقفٍ بسعفِ النخيل. ونحن هنا على أرضنا لا نحتاج أن يثبت الحق فالحقيقة لا تحتاج إلى براهين أو أدلة فكل الشواهد تشير إلى وجوهنا ووجودنا وحقنا وحقيقتنا ".
وأضاف أبو سيف :"يجيء يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وشعبنا يدافع بعزيمة وإصرار وإيمان وبقوة الحق عن كل ذرّة من تراب البلاد، ويواجه العدوان الإرهابي المنظم للاحتلال وحكومته الأكثر إرهابًا، ويُعلي كل يوم مِدماك الخلاص من وجوده على أرضنا وما تسبب به من قتل وتشريد وتقطيع لسبل حياتنا اليومية، وستظل راية شعبنا عالية في سمائنا ونظلّ نسعى حتى تحقيق أحلامنا بالحرية ونظل نهتف بالصوت الواحد من رفح النخيل إلى ماء الجليل "إنّي اخترك يا وطني".
وتابع :"إن الاحتفاء بيوم الثقافة الوطنية بشعار "إنّي اخترتك يا وطني" للشاعر الخالد الشهيد علي فودة الذي استشهد وهو يجالد المُحتل في بيروت العام 1982 بثقافتهِ وصحافتهِ وبندقيتهِ، وهذه صفحة في كتابِ تعزيزِ وعينا ووعي الأجيال بروايتنا التاريخية وسرديتنا الإبداعية المذَخّرة بأهمية أن تظل فلسطين الدرس الأساس، والحصّة الأولى، وخاتمة القول، لتعود بدايتها كل فجرٍ يواعد الفلاح بحقله وبحره، والعامل بمحجره ومقالعه، ويواعد شعبنا بشمسِ الحريةِ والخلاص.
وأكد أبو سيف:"ستظل ثقافتنا الوطنية السياج الحامي لهويتنا والحافظة لذاكرتنا وروايتنا، وستظل منجزات شعبنا الثقافية في المجالات كافة؛ علامات بارزة ومضيئة في درب بحثنا عن الخلاص من الاحتلال حتى استعادة الأرض وعودتنا لها وبناء الدولة. لقد كانت تلك المنجزات إسهامات فاعلة في تاريخ المنطقة وثقافة البشرية وكان موروثنا الثقافي جزءًا هامًا في تطور المنجز الثقافي والمعرفي منذ بزوغ فجر الحضارة في البلاد".
وختم :"في يوم ثقافتنا الوطنية نؤكد ألّا بلاد لنا إلا فلسطين، ولن نذهب إلى أي مكان آخر، ولن تنجح آلة القتل والتشريد في نفينا خارج سياق المكان والزمان ولا محونا بل سنظل موجودين في البلاد التي منحتنا اسمنا ووجودنا فكنا معها كُلاًّ لا يتجرأ، اخترناها طواعية ودافعنا عنها وسنواصل نضالنا وكفاحنا من أجل استعادتها والعيش فيها. ومن أجلها كتبنا القصائد والقصص والروايات، ونسجنا الحكايات، وغنّينا الأغاني والمواويل والدلعونا والعتابا، ودبكنا وفرحنا ونثرنا الحُبَّ فوق مروجها، والأمل على زبد موج بحرها، هذي أرضنا إنّا اخترناها ولن نحيد عنها".
بدوره قال رئيس اللجنة المنظمة لفعاليات يوم الثقافة الوطنية عبد السلام عطاري إن هذا العام الذي يتغول به الاحتلال بالقتل والتشريد والتنكيل، وشعبنا العظيم يتصدى لهذا العدوان بباسلة وبطولة تستحق دوما تخليدها من خلال مقولتنا الثقافية الأدبية والفنية.
وأشار عطاري إلى أن البرنامج يتضمن فعاليات وطنية ثقافية شعرية وندوات أدبية وفنية تشكيلية ومؤتمرات بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وطنية من خلال مؤسسة الأسوار في عكا، ومن خلال مكاتب وزارة الثقافة ومجالسها الاستشارية في المحافظات الشمالية، وفي المحافظات الجنوبية في غزة وخان يونس ورفح من خلال التعاون مع جامعة الأزهر وبيت الصحافة حيث نؤثث معًا مؤتمر غسان كنفاني للسردية الفلسطينية، والعديد من النشاطات مع مركز يافا، وفي الشتات في لبنان مع مؤسسة رؤيا في نهر البارد التي تشمل فعاليات في مخيمات وتجمعات شعبنا هناك، وكذلك من خلال فعاليات للجاليات الفلسطينية من خلال التعاون مع سفارات دولة فلسطين وجاليات شعبنا في الشتات ووأماكن اللجوء وحيثما كانت لشعبنا رواية وحكاية وفعل إبداعي في مختلف مواقعه وجوده.