بيت لحم/PNN- فوجئت إسرائيل بتأخر حركة الجهاد الإسلامي في الرد على عملية اغتيال ثلاثة من أبرز قادتها العسكريين فجر أمس الثلاثاء، في عمليات قصف منفصلة بقطاع غزة، على خلاف ما كان يحدث في عمليات مماثلة كان ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد مسؤولين عسكريين في الحركة، فيأتي ردها سريعا.
وبالفعل توعدت الحركة على لسان المتحدث العسكري باسمها، ومسؤولين سياسيين آخرين، بالرد على هذه العملية، كما قالت "الغرفة المشتركة" للفصائل الفلسطينية، التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل المسلحة في قطاع غزة، إن على إسرائيل أن تنتظر "دفع ثمن" عملية الاغتيال.. فما هي أسباب تأخر رد الفصائل الفلسطينية هذه المرة؟
كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن جملة من الأسباب قد تكون وراء تأخر رد الجهاد الإسلامي، بعضها داخلي مرتبط بالحركة، وآخر مرتبط بإسرائيل وطبيعة الرد الذي ستنفذه الحركة.
وقالت الصحيفة: "كانت إسرائيل على أهبة الاستعداد منذ ساعات تنفيذ عملية الاغتيال، ولم تقدّر المؤسسة الأمنية في البداية أن حركة الجهاد ستتأخر لساعات عديدة في الرد على اغتيال كبار مسؤوليها الثلاثة".
وبحسب الصحيفة، فإنه “عقب الضربة الافتتاحية لعملية ”السهم الواقي"، والتي طالت مسؤولين كبار في القيادة العسكرية لحركة الجهاد، فإن من المحتمل أن تكون الصدمة من الإجراء الناجح والدقيق وراء تأخير الرد"، وفق تقديرها.
وأضافت أن "المسؤولين الثلاثة كانوا في القمة القيادية لحركة الجهاد الإسلامي، وبطريقة ما ربما تكون الضربة الإسرائيلية قد أضرت بالتسلسل الهرمي للحركة، وخلقت شعوراً بالفوضى في صفوف الجهاد".
تنسيق مشترك
وقالت "يديعوت أحرنوت"، إن هناك "سبباً آخر قد يكون معقولاً على الأرجح، وهو محاولة التنسيق لرد مشترك مع حماس أو التخطيط لرد يشمل جبهات أخرى، مثل لبنان أو سوريا". مضيفة أن "الجهاد الإسلامي تستفيد بالتأكيد من الانتظار الطويل في إسرائيل لردها المتوقع الذي يثير القلق بين الإسرائيليين، ما من شأنه أن يعزز التأييد للحركة في خلق رأي عام فلسطيني مؤيد لها".
هجوم نوعي
وأوضحت الصحيفة، أن "أحد الأسباب التي قد تكون وراء تأخر رد الجهاد الإسلامي، أن تكون الحركة قد حاولت بالفعل تنفيذ رد على شكل هجوم نوعي، مثل محاولة إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، حيث هاجم الجيش الإسرائيلي أمس، مجموعة قال إنها كانت تخطط لتنفيذ هجوم على حدود قطاع غزة".
وبحسب "يديعوت أحرنوت"، "يقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الجهاد، تبحث الآن عن ضربة افتتاحية للرد على شكل هجوم كبير مضاد للدبابات، وبالتالي هناك جهد كبير لإحباط مثل هذا الهجوم من قبل إسرائيل"، وفق تقديرات الخبراء.