الشريط الاخباري

مصادر إسرائيلية: للسعودية شروط للتطبيع.. لكنها مستعدة الآن لتسيير رحلات جوية بين تل أبيب وجدّة

نشر بتاريخ: 25-05-2023 | قالت اسرائيل
News Main Image

الداخل المحتل/PNN- أكدت مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة جددّت مساعيها، وبقوة أكبر، من أجل دفع السعودية إلى دائرة التطبيع مع الاحتلال، وقالت إن الرياض تطرح عدة شروط لذلك، لكنها لا تمانع منذ الآن أن تستقبل حجاج ومعتمري فلسطينيي الداخل المحتل، عبر رحلات مباشرة من مطار بن غوريون الدولي لمطارات سعودية مباشرة.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن إسرائيل معنية بفتح خطوط الطيران لنقل الحجاج والمعتمرين الفلسطينيين من أراضي 48، وتعتبرها خطوة تطبيع فعلية، لكنها تخشى أن يؤدي ذلك لغضبٍ في الأردن، لكونها همزة الوصل بينهم وبين السعودية منذ فتح باب الحج والعمرة أمامهم عام 1977.

وتنبّه الإذاعة العبرية إلى أن الأردن يحقق مكاسب اقتصادية وسياسية من كونه الدولة التي تتيح سفر فلسطينيي الداخل لأداء الحج والعمرة عبر منحهم وثائق سفر مؤقتة وتسفيرهم بحافلات أردنية، علاوة على إجراء كافة المعاملات المطلوبة، وجبي الرسوم المترتبة من خلال وزارة الأوقاف الأردنية، بالتعاون مع جمعية الحج والعمرة في أراضي 48.

الأردن يحقق مكاسب اقتصادية وسياسية من كونه الدولة التي تتيح سفر فلسطينيي الداخل لأداء الحج والعمرة عبر منحهم وثائق سفر مؤقتة وتسفيرهم بحافلات أردنية.

يشار إلى أن السعودية، وفي إطار مساع أمريكية– إسرائيلية لضم السعودية للتطبيع، كانت قد فتحت، قبل عامين ونيف، أجواءها أمام خطوط الطيران الإسرائيلية مِن وإلى الشرق الأقصى. وتوضح الإذاعة العامة أن وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، سيبحثان موضوع التطبيع مع السعودية مع مسؤولين أمريكيين خلال زيارتهما لواشنطن بعد أيام. منوهة بأن الزيارة ستتناول أيضاً القضية الإيرانية، وارتفاع منسوب التوتّر مع “حزب الله” في الأيام الأخيرة التي شهدت تهديدات إسرائيلية متتالية وتحركات عسكرية حدودية، فيما قامت قوات “حزب الله” بمناورات في جنوب لبنان تحاكي مهاجمة مستوطنة إسرائيلية في الجليل.

ويوضح المعلق السياسي البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنياع، اليوم الخميس، أن السعودية تطرح عدة مطالب مقابل التطبيع مع إسرائيل، منها اقتناء طائرات مقاتلة أمريكية من طراز “إف 35″، والبدء بتخصيب يورانيوم لأجل بناء مفاعل نووي لأغراض مدنية، و”التقدم في مفاوضات” مع الفلسطينيين”.

ويشير بارنياع إلى أن الولايات المتحدة تشترط على إسرائيل في هذا المضمار أن توقف حكومة نتنياهو تطبيق “الإصلاحات القضائية”، التي تعتبرها المعارضة الإسرائيلية انقلاباً على النظام السياسي وعلى الديموقراطية، والتقدم في مسار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

أهداف مبالغ بها
من جهة أخرى، نقل موقع “واينت” العبري الإخباري عن مصادر أمريكية قولها، اليوم، إن الحديث عن تطبيع قريب محتمل بين إسرائيل وبين السعودية مبالغ به، منبهةً إلى أن ذلك يستغرق وقتاً وطاقات. وحسب “واينت”، ينفي مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية وجود “شق طريق” في مساعي التطبيع بين السعودية وإسرائيل بوساطة واشنطن. وقالت هذه المصادر، طبقاً لـ “واينت”، إن المطروح الآن هو محاولة التوصّل لتفاهمات حول تسيير رحلات جوية مباشرة من مطار بن غوريون الدولي في اللد، شرق تل أبيب، وبين مطار جدة السعودي، وذلك لنقل حجاج ومعتمرين من فلسطيني الدخل. ويوضح “واينت” أن الحكومة الإسرائيلية تؤمن بنجاح هذه المساعي وصولاً لتفاهمات حول رحلات الحج والعمرة حتى نهاية شهر يونيو/حزيران القادم. وقال الموقع الإسرائيلي إنه لا بد من التذكير بأن هناك كمية لا بأس بها من التحضيرات اللوجستية للبدء بهذه الرحلات الجوية بين تل أبيب وبين جدة.

مصلحة أمريكية واضحة
ونقل الموقع عن المسؤولين الأمريكيين الكبار قولهم إن البيت الأبيض يرى في التطبيع بين السعودية وإسرائيل مصلحة أمريكية واضحة، ولذا فإن واشنطن لا تشترط “العملية التاريخية” بتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين أو بتجميد “الإصلاحات القضائية”. ويتابع: “التقديرات في إسرائيل تفيد بأن نافذة الفرص الزمنية للتوصل لاتفاق مع السعودية تتراوح بين نصف سنة إلى سنة كاملة، لأن الولايات المتحدة بعد ذلك ستغرق في انتخابات الرئاسة في نهاية 2024، وفي شؤونها الداخلية.

ضوء أخضر سعودي للإمارات
يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي تطرق، قبل أيام، لهذه المسألة، ونفى، خلال محاضرة له في مؤتمر هرتزليا للأمن القومي، أن تكون قد تمّت محادثة هاتفية بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الشهور الأخيرة. غير أن هذا النفي الإسرائيلي يدلل عملياً على أن مثل هذه المكالمة قد تمت فعلاً، فحتى الآن كانت إسرائيل لا تسارع لنفي أنباء وتسريبات عن لقاءات سرية بين ساستها وبين ساسة عرب، فهي تستفيد من ذلك، بل هي عادة تسرب حقيقة هذه اللقاءات، ويبدو، هذه المرة، أن جهات سعودية شددت وألحّت في إبقاء اللقاء طي الكتمان، ما دفع هنغبي لهذا النفي الاستثنائي.

بارنياع: الولايات المتحدة تشترط أن توقف حكومة نتنياهو تطبيق “الإصلاحات القضائية”.

كما نفى هنغبي وجود مساعي وساطة تبذلها البحرين بين إسرائيل والسعودية، وقال إن السياسة التي يقودها نتنياهو تنطلق من وجود رؤية كبيرة تقضي بتغيير كل الشرق الأوسط، وتحقيق السلام مع العالم العربي ومع الفلسطينيين.

وتابع: “لدينا رغبة بتحقيق الرؤية الخاصة باتفاقات أبراهام مع السعودية، فهذه الرؤية لم تكن لتولد لولا السعودية التي أعطت الضوء الأخضر للإمارات. هل سيتحقق ذلك؟ هناك قائد في السعودية غير مسبوق في العالم العربي، فقد أخذ دولة وقام بتغييرها 180 درجة نحو اتجاه مختلف تماماً عما كانت عليه. محمد بن سلمان قائد ثوري شجاع. هل يؤمن بالتطبيع مع إسرائيل؟ أعتقد أن بن سلمان من المحتمل أن ينجز ذلك”.

تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي دليل مهم
يذكر أيضاً أن صحيفة “وول ستريت جورنال” كانت، قبل أكثر من شهر، قد أشارت لإبطاء إسرائيل لخطوات التطبيع مع السعودية، وذلك بسب التصعيد الأمني بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كما أكدت مصادر إسرائيلية وسعودية. وقبل ذلك، ومع مطلع العام الجاري، عبرّت أوساط إسرائيلية رسمية عن تفاؤلها باحتمال إحراز اتفاق بين إسرائيل والسعودية خلال شهور بوساطة أمريكية، على خلفية القلق والخوف من إيران، باعتبارها عدواً مشتركاً، لكن “الظروف الحاصلة رشّت الماء البارد على هذه الحماسة”، وفق قول مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته.

ومع ذلك يقول “واينت” إنه رغم التشاؤم الأمريكي حيال التقدّم في مداولات التطبيع بين إسرائيل والسعودية فإن واشنطن ملتزمة بهذه المسيرة. يذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان قال، في مطلع الشهر الجاري، خلال مؤتمر “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط”: إن الولايات المتحدة تواصل التحرك بإصرار لإحراز اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية”. وتابع: “الهدف الأعلى الأمريكي المعلن هو تحقيق تطبيع كامل في العلاقات بين إسرائيل والسعودية فهذه مصلحة أمريكية واضحة بالنسبة لأمننا القومي، وقد كنا بذلك واضحين”.

أوساط إسرائيلية كانت متفائلة باحتمال إحراز اتفاق خلال شهور بوساطة أمريكية، على خلفية القلق والخوف من إيران، لكن “الظروف الحاصلة رشّت ماء بارداً على هذه الحماسة”.

ولم يفصّل سوليفان أكثر من ذلك، كي “لا يتم المساس بالجهود الجارية في هذا المضمار، وكي تبدي واشنطن جدية في تعاملها مع هذه القضية”.

وبعد هذه التصريحات بأيام، قال مسؤولون إسرائيليون ظلّوا محجوبي الهوية إن تصريحات سوليفان الدرامية لم ترد على لسان الأمريكيين من قبل بشكل رسمي. واعتبروا تصريحاته مفاجئة ومهمة، وقالوا إن قراره بتحويل السعودية إلى محور خطابه يدلل على وجود القضية في أعلى المستويات في الأجندة الأمريكية.

شارك هذا الخبر!