الداخل المحتل/PNN- هنأ الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، بفوزه بولاية رئاسية أخرى في الانتخابات التي جرت، أمس الأحد، وكتب في تهنئته أنه "مقتنع بأننا سنستمر بالعمل معا من أجل تعزيز وتوسيع العلاقات الجيدة" بين الدولتين.
وتقدر مصادر إسرائيلية رسمية أن إردوغان سيواصل سياسته بالتقرب من إسرائيل خلال ولايته الرئاسية الجديدة، في أعقاب استقباله هرتسوغ ووزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، واتصاله ببنيامين نتنياهو لتهنئته بانتخابه رئيسا للحكومة. كذلك أجرى إردوغان محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نفتالي بينيت، أواخر العام 2021، والتقى مع خلفه، يائير لبيد، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، العام الماضي.
إلا أن خبراء إسرائيليين يقدرون أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل ستدخل إلى أزمة في حال أقدمت إسرائيل على عدوان واسع في قطاع غزة، أو نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين.
واعتبر الدبلوماسي أودي إيتام، الذي تولى منصب القنصل العام الإسرائيلي في إسطنبول حتى بداية العام الحالي، أن "إردوغان اتخذ قرارا بوقف الأزمات معنا وتحسين العلاقات، ولا يوجد سبب حاليا يجعله يحيد عن هذا القرار". وأشار إلى أن "إسرائيل حظيت بتقدير كبير" إثر مساعداتها لتركيا في أعقاب الزلزال.
وقالت الخبيرة في الشؤون التركية في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، د. غاليا ليندنشتراوس، إن تقرب إردوغان من إسرائيل هو جزء من خطوة أوسع لتحسين علاقات تركيا الخارجية، وخاصة مع دول في الشرق الأوسط، مضيفة أن "عملية التطبيع لن تتأثر بالانتخابات، ويبدو أنها لم تكن ستتأثر لو فازت المعارضة".
وتابعت أن "إردوغان تمكن في الماضي من استخدام التوترات مع إسرائيل لمصالحه السياسية الداخلية، لكنه لم يفعل ذلك في حملته الانتخابية الأخيرة. ويوجد اهتمام حقيقي في تركيا للحفاظ على التقدم (في العلاقات) خلال الأشهر الأخيرة وتوسيعها".
وأشار الخبير في الشؤون التركية في جامعة تل أبيب، د. حاي إيتان كوهين ينروجيك، إلى أن إردوغان تعرض لانتقادات من جانب جهات في المعارضة على إثر قراره تحسين العلاقات مع إسرائيل، لكنه لم يندم على ذلك ولا يتوقع أن يغير هذا الاتجاه حاليا.
وقال ينروجيك إن "إردوغان كان بحاجة إلى دعم مالي من دول الخليج، على خلفية الأزمة الاقتصادية في تركيا. وأوضحت هذه الدول له أنها تريد في المقابل سياسة خارجية أكثر هدوءا، وأقل صدامية، وبالإمكان رؤية كيف أنه في السنة الأخيرة هدأ وطبّع العلاقات مع عدة دولة هامة في المنطقة، وبينها إسرائيل، بالروح العامة لاتفاقيات أبراهام".
وأضاف أن مواجهة عسكرية واسعة بين إسرائيل وحماس أو حزب الله من شأنها تغيير صورة الوضع، خاصة في حال سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين. "وكانت هناك أفكار في إسرائيل للاستعانة بإردوغان مقابل حماس، واستغلال علاقاته مع هذه الحركة من أجل إدخال وسيط آخر إلى الحلبة في غزة، لكن في نهاية الأمر هذا لم يحدث بسبب الرغبة (في إسرائيل) بالحفاظ على مكانة مصر".