القاهرة/PNN/أشادت جامعة الدول العربية، باستجابة الدول العربية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للحد من الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وإرسال جسور مساعدات جوية لإمداد الشعب الفلسطيني باحتياجاته في هذا الوقت العصيب، للتخفيف من حدة الآثار المترتبة على العدوان الإسرائيلي الغاشم، والدور المصري المميز في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
جاء ذلك في بيان تلته الأمين العام المساعد لشؤون الاجتماعية بالجامعة السفير هيفاء أبو غزالة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم الأحد، في مقر الأمانة العامة بالعاصمة المصرية القاهرة، حول الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بحضور رئيس المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر صالح التويجري.
ودعت أبو غزالة الشعوب العربية إلى الاستجابة لحملات التبرعات التي أطلقتها الجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في الدول الأعضاء لدعم الشعب الفلسطيني، خاصة قطاع غزة الذي يعاني لليوم الـ16 على التوالي من كارثة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة التصعيد الإسرائيلي الخطير والحصار الجائر غير الإنساني، وقطع الكهرباء والماء والوقود، بالإضافة إلى منع الإمدادات الإغاثية والإنسانية للمدنيين، مع استمرار القضف العشوائي والهجمات العسكرية على جميع الأحياء في قطاع غزة، التي طالت المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والبنايات السكنية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف من الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين،
كما أشار البيان إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل ما تقوم به إسرائيل من سياسة العقاب الجماعي، باستهداف المدنيين عمدا، وقصف منازلهم وتدميرها بالكامل، وتهجيرهم القسري، مع انهيار القطاع الصحي الذي امتلأت مستشفياته ومراكزه الصحية بالمصابين، ونفدت إمداداته من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية والعاجلة والوقود، نتيجة للعدد الهائل من الإصابات التي تعرض لها الفلسطينيون جراء الانتهاكات المستمرة، بالإضافة إلى استهداف العاملين في القطاع الصحي والإنساني أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني.
وحذرت أبو غزالة من استمرار الوضع الخطير اللاإنساني في قطاع غزة، الذي سوف يؤدي إلى معاناة لا حدود لها، مشيرة إلى الفاجعة الخطيرة والمجزرة التي نفذها الاحتلال في المستشفى المعمداني، التي راح ضحيتها المئات من الأطفال والنساء.
وشددت على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وضرورة الضغط على إسرائيل للوقف الفوري لهذه الحرب والمأساة الإنسانية غير المسبوقة، والسماح بتدفق الإمدادات والاحتياجات الطبية والأدوية المنقذة للحياة.
كما أكدت أن 70% من حصيلة الشهداء في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء والمسنين، كما يقدر عدد النازحين داخل القطاع بمليون شخص، منهم 513 ألفا لجأوا إلى المنشآت التابعة للأونروا، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية وثقت 59 هجوما ضد العاملين في القطاع الصحي، و69 اعتداءً على المنشآت الصحية، فيما استُشهد أكثر من 37 من العاملين الصحيين، وأصيب العشرات منهم، وتضررت 32 سيارة إسعاف، وهناك 7 مستشفيات توقفت عن تقديم الخدمة تماما.
من جانبه، أكد التويجري أن الكارثة التي يشهدها قطاع غزة واحدة من أكبر الكوارث التي يشهدها العالم، مؤكدا أن غزة تعاني من حصار مطبق واستهداف للمنشآت والمدنيين، وأن سلطات الاحتلال ترتكب انتهاكات غير مسبوقة للقانون الدولي الإنساني، إذ تعمل المنظمة على توثيقها، لكونها ترقى إلى جرائم حرب.
وقال: "إننا أمام جريمة مكتملة الأركان تحدث على أراضي غزة من استهداف للمدنيين، واستهداف لرجال الإسعاف والإنقاذ، وحصار مطبق غير مسبوق، بالإضافة إلى القصف الجوي المستمر، والحرمان من المساعدات الأساسية والإنسانية، إذ إن المنظمة طلبت من المانحين والمنظمات والجمعيات التوقف عن إرسال المساعدات إلى حين تصريف المساعدات المتراكمة في معبر رفح وإدخالها".
يُذكر أن الجمعية تمثل تجمعا لكل منظمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في المنطقة العربية، إذ تضم في عضويتها 21 جمعية وطنية عربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.