الداخل المحتل/PNN- عدّ محلل سياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن صفقة الأسرى الإسرائيليين تعني أن ما خططت له حماس، يسير كما أرادت الحركة، وأن إسرائيل سارت في المسار الذي حدده يحيى السنوار ومحمد الضيف القائدان العسكريان في حركة حماس، بصفقة الهدنة.
ودعا المحلل الإسرائيلي أريئيل كهانا، إلى استغلال فترة وقف إطلاق النار ليس فقط من أجل تحفيز القوات على الأرض، ولكن من أجل رفع وتيرة الحرب السياسية والدعائية التي تشنها إسرائيل.
وأشار إلى أن مجلس الحرب الإسرائيلي "الكابينت" يدرك جيدًا مدى خطورة الاتفاق الذي صادق عليه بالأمس، ووصفه بأنه "الأكسجين"، الذي سيسمح لحركة حماس بتنظيم صفوفها، وربما التخطيط لهجوم مضاد.
وحذَّر كهانا من وجود صعوبة بالعودة إلى القتال عقب الهدنة، لعدة أيام، ولا سيما في ظل موقف المجتمع الدولي، ومخاوف من زيادة وتيرة العمليات العسكرية من جانب حزب الله، خلال أيام الهدنة مع حماس.
كما نوّه إلى احتمال تضرر منظومة جمع المعلومات الاستخبارية للجيش، قائلًا “إن هناك علمًا تامًّا بأن بعض المفرج عنهم سيعودون للنشاطات الإرهابية تمامًا، مثلما حدث في حالة زعيم حماس، يحيى السنوار، الذي كان ضمن صفقة الجندي جلعاد شاليط”، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أن أخطر الأمور وأكثرها صعوبة يتمثل بعائلات الأسرى الذين لم يُفرَج عن أبنائهم، وقال: "ربما تكمن الصعوبة الكبرى في صرخات أفراد العائلات التي تمزق القلب، من أولئك الذين لن يُفَرج عن أحبائهم"، وتساءل: "من يمكنه تحمل هذا الألم؟".
وشبَّه موافقة إسرائيل على الصفقة بأنها "مثل المسار الذي تسير فيه الأبقار في طريقها للذبح، المسار الذي صنعه قادة حماس، السنوار ومحمد الضيف، حين أمرا رجالهما صباح السابع من أكتوبر، بخطف إسرائيليين ونقلهم إلى غزة، وهم على علم بأن إسرائيل ستدفع في مقابلهم ثمنًا باهظًا".
وبحسب كهانا، فإن المقابل الذي تدفعه إسرائيل "يبقى أقل مما ظنَّ السنوار والضيف، إذ كانا في البداية يطالبان بإطلاق سراح كل المعتقلين في سجون إسرائيل، وهذا الأمر لم يعد مطروحًا كما يبدو".
وبيَّن أنه منذ أن دخل "الكابينت" المسار الذي حدده السنوار لم يعد أمام هذا المجلس سوى المصادقة على الصفقة.
وقال إن نتنياهو الذي كان في بداية حياته السياسية يدعو الغرب لشن حرب على الإرهاب، عمل الآن على عكس ما دعا إليه بشكل كلي.
وتوقع أن ينصب الحديث عقب الحرب على هذا الملف، مشيرًا إلى أنه كان من الأجدر ممارسة ضغوط كبيرة على قطر منذ البداية، وأنه يمكن مواصلة الضغوط حاليًّا.