تل أبيب/PNN- قالت صحيفة "زمان يسرائيل" العبرية إن صفقة تبادل الأسرى والهدنة الحالية تُعدان فرصة لمراجعة الموقف السياسي الداخلي، واستغلال عدم الثقة الكامل من جانب الجمهور الإسرائيلي في الحكومة "الأكثر تطرفًا" في تاريخ إسرائيل؛ من أجل حفظ مستقبل “الدولة”.
وذكرت أن الهدنة التي تستمر 96 ساعة، وسط حالة من الفزع وعدم اليقين بشأن مصير الأسرى الذين تحتفظ بهم حماس، تُحتم "مناقشة جادة وعاجلة لتغيير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وجه السرعة".
وأشارت، في مقالها الإفتتاحي، إلى أن "حالة الطوارئ الراهنة وعدم ثقة الجمهور بشكل كامل، وفق استطلاعات الرأي المختلفة، بالحكومة الأكثر تطرفًا التي عرفتها إسرائيل، تحتم العثور على حلول متطرفة بدورها؛ من أجل مستقبل البلاد والرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍ سواء".
وأضافت أن "أحدًا لن ينسى أن المذبحة التي شهدها غلاف غزة (طوفان الأقصى) أعقبت قيام نتنياهو وحكومته المشيحانية (تؤمن بالخلاص وتبشر بنهاية العالم) بعبور نهر الروبيكوني (نهر في شمال إيطاليا، والمصطلح يعني القيام بفعل لا رجعة فيه)"، مضيفة أن "جيش رئيس الوزراء المتحمس (الآن) كان منشغلًا بأمر واحد فحسب، التهرب من المحاكمة وإفساد النظام العام (قبل طوفان الأقصى)".
وأردفت الصحيفة أنه وبعد أن اتضح أكثر من أي وقت مضى أن رئيس الوزراء المتهم في ثلاث قضايا فساد "لا يمكنه الانشغال بشؤون الدولة"، فإن على نواب الكنيست المكوث في واحدة من غرف الاجتماعات أو في مقر الرئيس، مثلما اعتادوا فعل ذلك أخيراً، لكن هذه المرة من أجل حياكة صفقة تبادل زعامات، زعيم ديمقراطي مؤقت مقابل الزعيم الأعلى (تشبيه بنظام آية الله)".
اتفاقية الرهائن والزعيم الأوحد
وضربت الصحيفة مثلًا بعالم الرياضيات الفرنسي والبروفيسور في كلية العلوم في باريس، إميل بوريل (عاش بين 1871 إلى 1956)، والذي يُنسب إليه القول إنه "لو كتب قرد أحرفاً عشوائية على الآلة الكاتبة لفترة طويلة كافية، فإنه في نهاية المطاف ستظهر في النص جميع كتابات شكسبير".
وقالت إن الرهائن الإسرائيليين، وكذلك الدولة في المقابل، لا يملكون الوقت الكافي حتى ظهور اتفاق تبادل زعامات.
وعلى عكس مفهوم "الزعيم الأوحد" الذي يؤمن به نتنياهو، تقول الصحيفة: ربما لدينا عدد لا حصر له من الزعماء، يتحركون من منطلق فكرة أنهم قادرون على تحقيق استقرار في الأوضاع في ظل الحاضر الافتراضي، "إلا أن الثابت هو أنه من غير الممكن أن تستقيم الأوضاع بواسطة من تسببوا في عدم استقرارها"، وأنه "لا يمكن الرقص على أرضية مكسورة".
خطوة جريئة وإحداث تغيير
ونوهت إلى أن الواقع المتطرف يخلق سيناريوهات متطرفة، وأن الحرب اندلعت بسبب عدم أهلية رئيس الوزراء أو قدرته على فهم أو حتى نفي الحاضر، لأن الماضي وحده هو الذي يعزز سلطته، مشيرة إلى أن الحاضر الذي ينفيه نتنياهو "لن يشهد تحولًا إيجابيًا سوى حين يظهر تصور آخر".
ودعت إلى القيام بخطوة جريئة وإحداث تغيير في الزعامات؛ "لأنه الأمر الوحيد الذي سينقذ الرهائن، بينما هم حتى الآن على قيد الحياة".
وشبَّهت زعماء المعارضة الإسرائيلية الحاليين بأنهم مثل "ضفدع" وُضِع في ماء فاتر بدأ تسخينه تدريجيًا، وعندما لاحظوا أن الماء يغلي كان الأوان قد فات لخروجهم، وطالبتهم بالقفز الآن، محذرة إياهم بقولها: "الماء يغلي بالفعل".