تل أبيب/PNN- ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الإثنين، أن التداعيات الحادة التي يمكن أن تخلفها هجمات جماعة الحوثي على حركة الملاحة بالبحر الأحمر، تأتي في إطار رسالة إيرانية بأنها قادرة على محاصرة إسرائيل وإلحاق خسائر فادحة باقتصادها.
وقالت إن سلاح البحرية الإسرائيلي فهم بدوره طبيعة التهديدات، وقرر نقل سفن صواريخ تابعة له إلى ميناء إيلات البحري "تحسبا لصدور قرار بالعمل ضد الحوثي".
وأفادت الصحيفة أن سفينتين أصيبتا، أمس الأحد، قرب مضيق باب المندب، على مسافة 70 كيلومترا من سواحل اليمن، إحداهما سفينة حاويات بريطانية أصيبت بصاروخ مضاد للسفن وأصيبت الأخرى جراء مهاجمتها بطائرة مسيرة.
ونجحت مدمرة أمريكية كانت في المنطقة في اعتراض صاروخ آخر أطلق من اليمن صوبها، وكل ذلك وفق الصحيفة يؤشر على حجم الفوضى بالبحر الأحمر بسبب جماعة الحوثي، وهي الجماعة التي أعلنت أنها ستواصل منع السفن الإسرائيلية من الإبحار في البحر الأحمر ردًا على الحرب في غزة.
قدرات مرتفعة
وأوضحت أن هجمات الأمس لا تعد الأولى من نوعها، فقد سيطر الحوثيون في أواخر الشهر الماضي على سفينة تحمل سيارات، بمبرر أن مالكها رجل أعمال إسرائيلي، مضيفة أن السفينة مازالت في أحد موانئ اليمن، وأن الحوثيين ينقلونها من ميناء إلى آخر لمنع إطلاق سراحها.
ولفتت إلى أن الجماعة الموالية لإيران تمتلك ذراعًا بحرية متطورة ولديها قدرات لتنفيذ عمليات خاصة، وتمتلك مسيرات انتحارية ومنظومة صواريخ إيرانية ساحل-بحر، مداها يصل إلى 300 كيلومتر.
وتابعت أن الذراع البحرية للحوثيين التي حصلت على المعدات والتمويل من إيران، تنضم إلى حزب الله التي أسست 7 قواعد على امتداد الساحل ودربت وأهلت عناصر وحدات خاصة بحرية تتبعها، مضيفة أن الذراع البحرية الحوثية شنَّت هجمات عديدة خلال العقد المنصرم، استهدفت قطعًا بحرية لدول عديدة، منها القطع البحرية التابعة للأسطول الأمريكي.
وأردفت أن القواعد البحرية للحوثيين تقع في منطقة تسمى "نقطة خانقة"، وهي منطقة عبور لقسم كبير من حركة النقل البحري، وسيعني تشويشها انعكاسات على الاقتصاد العالمي بأسره.
تداعيات اقتصادية
ونبَّهت إلى أن مضيق باب المندب، الذي يشهد عبور 12% من حركة التجارة البحرية بين أوروبا وآسيا، وغلقه بشكل محتمل سيؤثر على الاقتصاد العالمي، ويلحق أضرارا تطال سلاسل التوريد العالمية، ما سيُترجَم إلى ارتفاع في أسعار وتكلفة التأمينات والنقل البحري، ومن ثم زيادة في أسعار البضائع المختلفة.
وذكرت الصحيفة على لسان إِيَال بِينكو، المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق وخبير الأمن القومي والاستخبارات، أن تكلفة غلق مضيق باب المندب بشكل محتمل تعني خسائر اقتصادية عالمية تبلغ 9.6 مليار دولار يوميًا.
وتابع إن الإيرانيين يدركون، أن مغزى غلق المضيق والاستعانة بالحوثي لتشويش حركة التجارة بالمنطقة تعد إشارة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بأن طهران قادرة على فرض حصار على إسرائيل، وضرب اقتصادها وأمنها من الجنوب.
ويبلغ حجم التجارة الإسرائيلية التي تمر من خلال مضيق باب المندب عشرات الملايين من الدولارات سنويًا، وفق الصحيفة.
وكانت شركة الملاحة الإسرائيلية "تسيم/ ZIM" قد أصدرت بيانًا في الأيام الماضية، ذكر أنها ستتبع مسارات ملاحية بديلة لسفنها القادمة من آسيا وإليها، حيث ستمر السفن التي تشغلها الشركة حول قارة أفريقيا، ما يعني زيادة فترة الرحلة لمدة تصل إلى 30 إلى 50 يومًا، بحسب الصحيفة.
البحرية الإسرائيلية تتأهب
وحذَّرت من تسبب الخطوة في زيادة الأسعار في إسرائيل وحدوث تعطيل مؤقت في الواردات والصادرات وضربة للاقتصاد الإسرائيلي.
الصحيفة نوهت إلى أن "سلاح البحرية الإسرائيلي فهم بدوره طبيعة التهديدات، وقرر نقل سفن صواريخ تابعة له إلى ميناء إيلات البحري، في انتظار صدور الأوامر بشأن أي مهمة سواء لجمع معلومات استخبارية أو مهمات دفاعية أمام هجوم صاروخي أو هجوم بوحدات كوماندوز، وصولًا إلى تنفيذ مهمات هجومية أخرى".
وأشارت إلى أن سفن الأسطول الخامس الأمريكي المنتشرة في البحر الأحمر تساعد إسرائيل في اعتراض صواريخ ومسيرات تطلق من اليمن، وتشن هجمات ضد أهداف هناك، وقبل أيام شن الأسطول الخامس الأمريكي هجومًا على مخزن سلاح كبير يتبع الحوثيين، حسبما أفادت الصحيفة.
وختمت بأنه لو واصل الحوثي عملياته الهجومية في البحر الأحمر، سيكون من المنطقي اتساع الانخراط العسكري في المنطقة من جانب الولايات المتحدة وربما الحلفاء في الناتو، ودول إقليمية يشكل التهديد الحوثي خطرًا على مصالحها الاقتصادية.