تل أبيب/PNN- واجهت إسرائيل سلسلة من التحديات المرتبطة بالمحكمة الجنائية الدولية، في قضايا تم طرحها قبل فترة طويلة من الحرب والتطورات الحالية، فيما كثرت الدعاوى التي رُفعت من جهات عدة، ضد الدولة العبرية، بعد حرب غزة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، يشكل موقف المحكمة الجنائية الدولية عقبة هائلة أمام إسرائيل، أدت إلى حدوث مناقشات حكومية شاملة، شملت وزارات متعددة والجيش الإسرائيلي ومجلس الأمن القومي، بقيادة شخصيات إسرائيلية بارزة، وهو ما يدل على خطورة الوضع.
وبينما امتنع المسؤولون المعنيون عن التعامل مع وسائل الإعلام، إلا أن المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة أكدت أن الارتفاع الأخير في الدعاوى المتعلقة بسقوط ضحايا من الفلسطينيين أثناء عمليات الجيش الإسرائيلي ستؤدي إلى تكثيف تركيز المحكمة الجنائية الدولية على إسرائيل.
ورغم المبررات المحتملة في البروتوكولات الدولية، فإن العدد غير المسبوق من الضحايا المدنيين الفلسطينيين أثار المخاوف، خاصة مع إعراب الولايات المتحدة (الحليف الرئيس لإسرائيل) عن عدم ارتياحها إزاء الوضع.
كما أوضحت الصحيفة أن اجتياز التدقيق المكثف الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية تجاه إسرائيل قد يواجه عقبات. فحتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم يكن هناك سوى حد أدنى من التحرك العام بشأن التحقيق في الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، إذ توجهت معظم الموارد نحو معالجة جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.
وبعيدًا عن الآثار القانونية، أكدت الصحيفة أن المشهد الجيوسياسي المتطور والاتجاهات العالمية أثرت بشكل كبير على موقف إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما إن المواقف المتغيرة للولايات المتحدة والغرب فيما يتعلق بالتكتيكات العسكرية الإسرائيلية المتبعة في الحرب على غزة أدت إلى انتقاد وإعادة تقييم التصرفات الإسرائيلية.
ومع ذلك، يثير الاهتمام المكثّف من قبل المحكمة الجنائية الدولية في البحث عن مرتكبي جرائم الحرب مخاوف داخل الأوساط الإسرائيلية حيال السبل التي قد تستخدمها المحكمة في توجيه اتهامات لإسرائيل، وذلك باستغلال أي سوابق معروفة ضد القوات الإسرائيلية، وهو ما يثير قلقًا بالغ الأهمية للمستقبل المحتمل.