تل أبيب/PNN- طرح موقع "واينت" العبري، الخميس، 5 أسباب تتحدث عن جدوى التوغل البري في قطاع غزة، وذلك بعدما تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بمعركة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقال الموقع إن عشرات الآلاف من مقاتلي حماس ومئات الآلاف من أسلحتهم داخل مئات من الفتحات القتالية المخفية في المباني في الكثير من الأحياء في جميع أنحاء القطاع، تجعل "القتال وجها لوجه" أمرا لا مفر منه للجيش الإسرائيلي.
ولفت "واينت" إلى أن تحليل المعارك البرية، يظهر مدى تعقيد القتال في هذه المعاقل، حيث أن العربات المدرعة وناقلات الجند وغيرها من الآليات المصفحة لا يمكنها دخول الشوارع الضيقة، ما يجبر الجنود على إتمام الجزء الأكبر من مهمتهم القتالية سيرا على الأقدام من مبنى إلى آخر، وداخل المباني والمنازل الفارغة، التي سبق أن تعرضت لغارات جوية مكثفة وقصف مدفعي من مسافة بعيدة.
وقال الموقع إن معركة الشجاعية التي قتل فيها نحو 10 مقاتلين، أثارت مرة أخرى السؤال: لماذا لا تتم تسوية قطاع غزة أرضا من الجو بدلا من تعريض مقاتلي المشاة للخطر في معارك الشوارع الضيقة؟، لافتا إلى أنه من الناحية العملية، فإن مثل هذه التسوية ليس لها جدوى حقيقية لعدة أسباب: أولا من العدد الهائل من الأهداف، والحاجة الماسة إلى المعلومات الاستخباراتية، ووصولا إلى الرغبة الأساسية في القضاء على عناصر حماس.
وأضاف الموقع أن السبب الأول هو أنه لا توجد إمكانية لمهاجمة كل المراكز وقواعد إطلاق الصواريخ تحت الأرض في قطاع غزة.
فطوال عقد من الزمن، اعتمد الجيش الإسرائيلي، باستثناء العملية المحدودة في "تسوك إيتان"، على ضرب حماس من الجو. وقد فشلت هذه العمليات، وقد أصبحت حماس "جيشا وحشيا".. فقط في الشهر الماضي، كشفت المناورة البرية عشرات من صواريخ "الطوربيد" تحت الماء، والطائرات المسيرة وهي نسخة من الطائرة بدون طيار التابعة للجيش الإسرائيلي "روك مايم".. ولولا الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر، لكنا التقينا بهذه الأسلحة بطريقة مختلفة.
ثانيا، معظم الأهداف التكتيكية الدقيقة "الأقل أهمية" غير معروفة للاستخبارات، لذا يلزم إجراء مسح أرضي واحتكاك مع التضاريس للوصول إليها.
ثالثا، الغارات الجوية غير فعالة لأي منزل يحتوي على 30 قذيفة آر بي جي، وخمس بنادق قنص من طراز دراغونوف، وثماني عبوات ناسفة كبيرة من نوع شواز أو كاليماجور. سوف يتم تدمير المنزل أو إتلافه، وسوف تنفجر بعض العبوات، ما سيثير الغبار على الأكثر، ولكن النفق في معظمه بين الأنقاض، سيظل صالحا للاستخدام.
رابعا: الرغبة الأساسية في القضاء على حماس.
عشية الحرب، كان لدى حماس حوالي 30 ألف مسلح، كعدد رسمي ومنظم. وهناك منظمات أخرى، مثل الجهاد الإسلامي، لديها عدة آلاف أخرى. تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه قضى حتى الآن على نحو 7000. ويعترف الجيش الإسرائيلي بأنه لن يتم القضاء عليهم جميعا بحلول نهاية المناورة، التي ستستمر في أحسن الأحوال حتى نهاية يناير. وبعد ذلك، سيستمر القتال طوال عام 2024 مع غارات محدودة على قطاع غزة في محاولة لمنع حماس من استعادة ما دمره الجيش الإسرائيلي.
لكن المشكلة مختلفة. فقد أمرت حماس عناصرها بالاختباء مؤقتا في آلاف الأنفاق الدفاعية العسكرية في قطاع غزة حتى انتهاء الحرب. وهي عبارة عن آلاف الفتحات، بعضها متصل ببعضه البعض في مساحة محدودة تحت الأرض تبلغ 30-40 مترا، والبعض الآخر لا.
يستغرق الأمر سنوات لتطهير قطاع غزة بالكامل، كما يقول القادة المشاركون في المناورة، لهذا السبب يستثمرون في ضرب مراكز القوة، والقضاء على القادة الميدانيين لحماس، لأن حماس ووسائل حربها في القطاع لا نهاية لها، على عكس الوقت المقرر في المناورة العسكرية الإسرائيلية.
ولفت الموقع إلى أن السبب الخامس وراء عدم قيام الجيش الإسرائيلي بتسوية كل قطاع غزة بالأرض، "إلى جانب حقيقة أن ذلك سيؤدي إلى مقتل الآلاف من المدنيين بطريقة من شأنها أن تقلل من الدعم الدولي للمناورة الإسرائيلية"، هو أن الجيش يحتاج للمعلومات الاستخباراتية.. هذه المعلومات الاستخبارية ضرورية ليس فقط من أجل الحصول على معلومات مهمة حول مواقع قادة حماس أو مواقع الأسرى الإسرائيليين.
أيضا، هناك قيمة كبيرة جدا في الاستيلاء على مواد استخباراتية مثل الخرائط والوثائق.