غزة/PNN- قال موقع Source الأمريكي، إن الحرب في غزة ستترك، بعد نهايتها، إرثًا يمتد إلى ما هو أبعد من دمار المباني والبنية التحتية، ليصل إلى المخاطر الصحية التي يسببها الركام والحطام المنتشر.
وأفاد التقرير أن حجم الدمار في غزة لم يسبق له مثيل، موضحًا أن 15 مليون طن من الأنقاض تغطي القطاع، وتشكل أضرارًا ومخاطر صحية كبيرة على المدى الطويل لسكان غزة.
وأضاف أن الهجمات المستمرة التي تشنها القوات الإسرائيلية لم تحصد أرواح الآلاف فحسب، بل ألحقت أضرارًا جسيمة بالهواء والماء والأرض في المنطقة.
ونقل الموقع عن ثورستن كالنيشكيس، الخبير في عمليات تنظيف الركام بعد الكوارث، قوله إن "التحدي الذي يواجهه قطاع غزة هائل، ويتجاوز أثر الحروب السابقة".
وأفاد الخبير أن سحق حوالي 40.000 مبنى أدى إلى ظهور غبار سام يحتوي على مزيج من المواد الخطيرة، بما في ذلك "الأسبستوس" الموجود في مخيم جباليا للاجئين.
وتُشكل الخرسانة المتطايرة والسيليكا وغيرها من المواد المنتشرة في الجو خطرًا صحيًا يهدد أهالي قطاع غزة.
وأشار الموقع إلى أن صور الأقمار الصناعية تكشف حدوث أضرار جسيمة في الأراضي الصالحة للزراعة في غزة وحرائق في البنية التحتية الحيوية، مثل محطات معالجة المياه.
وكانت الدراسات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر قد ربطت التعرض لمثل هذه الغازات السامة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان، إلا أن الأبحاث المماثلة في مناطق الحروب مثل سوريا وأوكرانيا والعراق لا تزال غير متوفرة.
وأثار غياب الدراسات الشاملة مخاوف بين خبراء الصحة العامة الذين يؤكدون على الآثار المحتملة على المدنيين الذين يتعرضون بانتظام لمثل هذه الملوثات.
وأفاد التقرير أن استنشاق جزيئات صغيرة من مواد البناء المسحوقة، الشبيهة بخليط سام، يشكل مخاطر صحية شديدة، كما أن الطبيعة المكتظة بالسكان في غزة تؤدي إلى تفاقم هذه المخاطر، وفق ما أبرزه تقرير أصدرته منظمة السلام "باكس".
وأكد التقرير أنه غالبًا ما يتم التغاضي عن الجهود المبذولة للتنظيف والإعمار في مرحلة ما بعد الحروب، أو يتم معالجتها بشكل غير كافٍ بسبب الأولويات الملحة الأخرى.
ودعا التقرير لإجراء تقييمات بيئية صارمة ومراقبة صحية من قبل الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي في القطاع، وذلك لتقديم رؤى حاسمة حول المخاطر الصحية المحتملة وتوجيه مبادرات الصحة العامة في عملية إعادة تأهيل غزة.