بيت لحم /PNN / نجيب فراج – دخل الطبيب الشاب علي زايد مع طفليه الى سوبر ماركت يقع بمدينة بيت لحم من اجل التسوق وشراء بعض المواد التموينية التي تحتاجها عائلته في ذلك اليوم وقد عمد طفليه كعادة الاطفال من شراء بعض الحاجات "الزاكية" وكان هذا الطبيب مهتما ان يوضح لطفليه التوأمين البالغين من العمر ثماني سنوات ان لا تكون هذه الحاجات اسرائيلية فايمرهما بارجاع اية منتوجات اسرائيلية، وكان الطفلين يلتزمان بذلك بكل سهولة،
وقال اننا ونحن نشاهد هذه المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ليس امامنا ان نفعل سوى ان نقاطع هذه المنتوجات التي تذهب جزءا من ارباحها للجنود الاسرائيليين بطريقة او باخرى، وانني على قناعة تامة بهذه الطريقة اي المقصود بمقاطعة البضائع الاسرائيلية ويجب ان يكون ذلك عن قناعة راسخة وبشكل تلقائي، فقد اقسمت ومنذ اليوم الاول ان لا ادخل اية منتوجات اسرائيلية سواءا تموينية او غيرها حتى ورق المحارم يجب مقاطعتها"، وقال انني ادعو التجار ان يقوموا من تلقاء انفسهم بعدم التعامل مع البضائع الاسرائيلية ويجب اخلائها بالكامل من هذه المحلات ، وهذا ما يمكن ان نفعله على اقل تقدير".
المقاطعة الشعبية
الممرضة اليس عيد من سكان بيت لحم قررت هي الاخرى ان تقوم بذات السلوك وهو مقاطعة المنتوجات الاسرائيلية وقالت ان المقاطعة يجب ان تكون شعبية اي ان المواطنين عليهم ان يكرهوا هذه البضاعة وان يقرروا من تلقاء انفسهم مقاطعتها، واوضحت انها لم تنكر بان ذلك فيه شيء من الصعوبة حيث ان البضائع الاسرائيلية سواءا التموينية او الاستهلاكية او على صعيد الخضار والفواكه والمعلبات وادوات التنظيف فكل شيء من كل الانواع فيها بضاعة اسرائيلية ولربما او هكذا يهيء لنا ان هذه البضائع اجود من الصناعات المحلية او لربما هناك بعض البضائع ليس لها بديل محلي وهذا صحيح ولكن لكل هذه البضائع لها بدائل اخرى منها العربية ومنها التركية ولذا يجب اولا ان لا نشتري البضاعة الاسرائيلية وثانيا هذا سيؤدي بالضرورة الى الضغط على التجار ان لا يتعاملوا مع البضاعة الاسرائيلية وثالثا هذا من شانه ان يشجع شعوب العالم قاطبة لمقاطعة المنتوجات الاسرائيلية ولذلك لا بد الضغط على التجار والشركات بشكل عام ان يتخذوا خطوات جرئية بهذا الصدد والابتعاد عن عقلية الربح بكل الاثمان.
وقال صاحب محل تجاري لبيع المواد التموينية حمزة عيد انه يلاحظ بان المقاطعة واسعة والكثير من المواطنين لا يحبذون شراء اية بضاعة اسرائيلية وهذا انسحب بشكل كبير على الالبان والاجبان والحليب وكذلك مواد التسلية والمحليات والعصائر وقد تكدست البضاعة الاسرائيلية من هذه الانواع في المحال ولذلك خففنا من جلبها، اما فيما يتعلق بضرورة مقاطعة كل البضائع الاسرائيلية فذلك يحتاج الى قرار وطني وسيادي وخاصة من قبل وزارة التموين او الاقتصاد فاذا صدر قرار بهذا الشأن فان التجار بشكل عام سوف يلتزمون بذلك التزاما حديديا.
الاكثر حماسة
ويلاحظ بهذا الاتجاه ان شريحة الاطفال والفتية بشكل عام هم الشريحة الاكثر حماسة بمقاطعة هذه البضائع وهذا ان دل على شيء فانما يدل ان اطفال فلسطين متمسكون بكل المواقف الوطنية المناهضة للاحتلال وجرائمه.
وبهذا الصدد يقول المحامي فريد الاطرش وهو رئيس جمعية حماية المستهلك في بيت لحم ان حماسة الاطفال بهذا الاتجاه هي ظاهرة لا يمكن اهمالها في التقييم وهم يؤكدون مرة اخرى على ان مقولة رئيسة وزراء الاحتلال الاسرائيلي غولدا مائير المتمثلة في ان الكبار يموتون والصغار ينسون ذهبت في مهب الريح وان القضية الفلسطينية بكل جذورها وتفاصيلها حاضرة في الذهنية والعقلية الفلسطينية ولعل حرب الابادة الجماعية في غزة تنعش بشكل كبير ظاهرة مواجهة هذا الكيان ومقاطعته بكل السبل والمقاييس.
قاطع احتلالك
وقال الاطرش الذي شارك على مدى سنوات طويلة بحملات المقاطعة ضد المنتوجات الاسرائيلية من خلال تنظيم فعاليات على غرار" قاطع احتلالك"أو "لا لدعم جنود الاحتلال" لتشجيع المقاطعة ان هذه المرة هي من اقوى المرات ولربما لم يحتاج المواطنين الى فعاليات لتشجيعهم لان الحرب على غزة كانت احد الاسباب الحاسمة لتوسيع المقاطعة ، ولكن للاسف الشديد رغم ان الاسباب وجيهة جدا لا زلنا نشاهد بضائع ومنتوجات اسرائيلية على رفوف المحال التجارية ورغم انها تكدست بشكل ملموس ولكن غياب قرار وطني واضح من قبل القوى الوطنية بدعوة التجار للمقاطعة وعدم جلب المنتوجات الاسرائيلية جعل التجار ان يواصلوا جلب هذه البضائع وهناك بلا شك اسباب سياسية لان السلطة الفلسطينية مقيدة باتفاقية باريس الاقتصادية التي تنتهك حقوق شعبنا الفلسطيني في الاستقلالية والسيادة ومع ذلك فاننا نحاول الضفط دوما لكي يمارس التجار دورهم الوطني والابتعاد عن الجشع والطمع الذي لا يد ان ينتهي.