القاهرة /PNN / أرسلت مجموعات مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع معها في المنطقة العربية رسالة عاجلة طالبت من خلالها لجانها الأولمبية الوطنية بتبني المطلب الفلسطيني والضغط على اللجنة الأولمبية الدولية حتى تحظر مشاركة إسرائيل في دورة الألعاب الأولمبية القادمة التي ستعقد في باريس. وجاء في الرسالة أنّ مطلب المجموعات يأتي في "لحظة تاريخية حرجة، تمتحن خلالها غزة ضميرنا وإنسانيتنا جميعاً"، وأنّه مع محاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة المحتلة يصبح "اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للضغط عليها لوقف الإبادة واجباً قانونياً ملحاً"، وذلك حسب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
وأشارت الرسالة، التي تسلمت اللجان الأولمبية في مصر والأردن وتونس والكويت وقطر والمغرب والبحرين نسخاً عنها، إلى أنّ موقف اللجان الأولمبية العربية المرجوّ سيكون متسقاً مع موقف اتحاد غرب آسيا لكرة القدم الذي طالب الـ"فيفا" واتحادات كرة القدم بـ"عزل اتحاد كرة القدم الإسرائيليّ عن أي أنشطة لها علاقة بكرة القدم"، ومع "روح وفحوى قراراتمنظمة التعاون الإسلامي والقمة العربية، وعملاً بالمواثيق الدولية - ومنها اتفاقية مناهضة الأبارتهايد في الألعاب الرياضية، والتي تنص على أن 'تتخذ الدول الأطراف جميع الإجراءات المناسبة لضمان طرد أي دولة تمارس الأبارتهايد من الهيئات الرياضية الدولية والإقليمية'".
كما سلطت الرسالة الضوء على الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها الرياضيون الفلسطينيون والقطاع الرياضي الفلسطيني، الآن، بينما يشنّ العدوّ الإسرائيليّ حربه الإبادية على 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر، وعلى نفاق وازدواجية المعايير التي تتبعها الأجسام الرياضية الدولية - المهيمن عليها من قوىً غربية استعمارية - التي سارعت "لفرض العقوبات على روسيا بعد بدء غزوها لأوكرانيا، [مع استمرارها في] التذرع بحجة "الحياد السياسي" لعدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها ردع إجرام وحرب إسرائيل الإبادية".
وقد ختمت المجموعات رسالتها مذكرة اللجان الأولمبية العربية "بالدور الفعال الذي لعبته العديد من لجان العالم الجنوبيّ الأولمبية، بما يشمل العربية، في إسقاط نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا" مشيرة إلى أنّ "تحرّك اللجان الأولمبية في الجنوب العالميّ للضغط على اللجنة الأولمبية الدولية، وصولاً إلى التلويح بمقاطعتها [..]، [كان] أحد أهم العوامل التي أدت إلى حظر نظام الأبارتهايد من الألعاب الأولمبية والمحافل الدولية الرياضية".
من ناحيتها قالت حملة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها ال BDS انها ستستمر في الضغط حتى تعطيل الطريق إلى أولمبياد باريس ما لم تتخذ اللجنة الأولمبية الدولية الموقف الأخلاقيّ والقانونيّ اللازم لإجبار إسرائيل على إنهاء انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدوليّ، بالذات جريمتيّ الأبارتهايد والإبادة الجماعية
جدير بالذكر أنّ أكثر من 300 نادٍ رياضيّ فلسطينيّ ومعهم مؤسسات أهلية فلسطينية قد طالبوا اللجنة الأولمبية الدولية بمنع نظام الاستعمار الاستيطاني من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية القادمة التي ستعقد في باريس في تموز/يوليو 2024، ودعوا اللجان الأولمبية في الوطن العربي والجنوب العالمي والدول الصديقة لتبني مطلبهم.
مع تصاعد فظاعة جريمة العدوّ الإسرائيليّ في قطاع غزة ومخططه لتنفيذ نكبة فلسطينية ثانية وذلك بتهجير سكان قطاع غزة قسراً، عقب تدمير كافة مقومات حياتهم اليومية وتجويعهم وتعطيشهم على مدار أشهر، تسقط كلّ الحجج الواهية التي وظّفتها الأجسام الرياضية الدولية على مدار عقود لحماية إسرائيل من أية محاسبة. إنّ ادعاء الحياد أمام هذه الجرائم ما هو إلا تواطؤ فيها ومساهمة في استمرارها.
.