رام الله/ خاص PNN- بعد أسابيع على تشكيل الحكومة التاسعة عشرة برئاسة د. محمد مصطفى، وقرار إلغاء وزارة الاعلام، وحالة التيه والتخبط لدى وسائل الإعلام في فلسطين جراء هذا القرار المفاجئ قال بيان الحكومة الأسبوعي إنه تم تكليف مكتب رئيس الوزراء في جلسته اليوم بتسيير بعض المهام العاجلة، التي كانت ضمن اختصاصات وزارة الإعلام سابقًا، وتشكيل لجنة خاصة لوضع مقترح متكامل لمآل اختصاصات وزارة الإعلام.
الصحفيون و وسائل الاعلام غاضبون ويقولون من سيتعامل معنا
من جهته، اعتبر رئيس مجلس إدارة شبكة وطن الإخبارية معمر عرابي أن غياب وزارة الاعلام أو الطريقة التي تم تغييبها فيها يدل على حالة من التخبط والتيه لدى الحكومة، التي لم تطرح بديلا مؤسساتي حول من هي الجهة المختصة للتعامل مع وسائل الإعلام الفلسطينية بعد هذا التغييب.
وشدد عرابي في حديث مع شبكة PNN على “أنه في حالتنا الفلسطينية نعتبر أن وزارة الدفاع الحقيقية هي الإعلام لأننا نخوض معركة الرواية مع الاحتلال الاسرائيلي”.
الزميل منجد جادو مدير ورئيس تحرير شبكة فلسطين الإخبارية PNN بدوره قال في تعليقه على قرار إلغاء وزارة الإعلام وما صدر عن جلسة الحكومة الاخيرة إن هناك حالة من التيه فيما يتعلق بواقع الاعلام من قبل الحكومة من جهة وفي أوساط وسائل الاعلام ومالكيها، موضحا أن قرار إلغاء وزارة الاعلام ترك ويترك وسائل الإعلام في مهب الرياح العاتية التي تتهدد الاعلام الفلسطيني خصوصا المستقل.
وقال جادو ان ما جرى ويجري على الارض من استهداف وسائل الاعلام والصحفيين الفلسطينيين من قبل اسرائيل الذي ادى لاستشهاد ١٤٥ صحفي على الاقل واصابة المئات من الصحفيين واعتقال العشرات وتدمير عشرات مقرات وسائل الإعلام وحجب غالبية المصادر الإعلامية الفلسطينية يحتاج من الحكومة قرارات اكثر اتزانا اتجاه دعم وحماية الاعلام الفلسطيني على اكثر من صعيد مشيرا الى ان الغاء وزارة الاعلام عقد المشهد الاعلامي في وقر نحتاج فيه لتعزيز المنظومة الاعلامية لتكون قادرة على مواجهة العدوان .
وأشار جادو إلى أن هناك انعكاسات وآثار سلبية تنعكس على الإعلام الفلسطيني، مشيرا الى أن بعض الجهات الداعمة وشركات القطاع الخاص طلبت رخص جديدة من وسائل الاعلام لتجديد عقود التعاون وعند تقديم التراخيص الصادرة سابقا عن وزارة الإعلام قالت هذه الجهات إنها تريد تراخيص جديدة، والسؤال من أين ومن هي الجهة التي ستصدر شهادات تراخيص حديثة، موضحا أن هذا مثال صغير لما سيواجهه الإعلام الفلسطيني خصوصا المستقل.
من ناحيته، قال رئيس تحرير “صدى نيوز” مصعب جابر “إن غياب وزارة الإعلام يعني عدم وجود جسم قانوني ورسمي للصحافيين الفلسطينيين ولوسائل الاعلام الآن، والمشكلة الحقيقية أن من اتخذ هذا القرار لم يوضح أن هناك بديل، فلا نعلم مع من نتابع الأمور الأمور القانونية على سبيل المثال”.
نقيب الصحفيين موقفي اوصلته لرئيس الحكومة
هذا و تواصلت مراسلة شبكة PNN في رام الله مع نقيب الصحافيين الفلسطينيين الزميل ناصر أبو بكر للحديث عن موقف النقابة مما جرى حيث رفض بدوره التعقيب على قرار الحكومة إلغاء وزارة الإعلام وقال انه اوصل موقفه لرئيس الحكومة ولا يفضل الحديث به عبر وسائل الاعلام حاليا.
الحكومة ل PNN : نعمل على نقل اختصاص وزارة الاعلام للجهات المعنية وسننسق خطواتنا مع مختلف الجهات
وقال مدير مركز الاعلام الحكومي د. محمد أبو الرب إن الحالة الطارئة الآن التي تتعامل معها الحكومة بعد حل وزارة الإعلام، هي قضية الطلبات العالقة لبعض المؤسسات الاعلامية المستوفية الشروط، ونظرا لعدم نقل اللجان المختصة التي ستنقل لها إختصاصات الوزارة، وتحديدا دائرة التراخيص والتي ستنقل لوزارة أخرى، سيتم المتابعة الآن من مكتب رئيس الوزراء وسيوقع بالتنسيق مع جهات الاختصاص في وزارة الاعلام.
وأضاف أبو الرب في حديث مع مراسلة شبكة فلسطين الاخبارية PNN في رام الله أن هناك لجنة مشكلة من عدة مؤسسات وزارية لفحص الخيارات الأفضل، لحين إجراء عملية نقل الإختصاص من وزارة الإعلام للوزارات الأخرى، وتعديل القانون اللازم بالخصوص، لكن ذلك لن يأخذ وقتا طويلا، لأن اللجنة لديها تصورات، كما أن هناك عددا من اللجان الفنية المنبثقة عنها اجتمعت في السابق، لذا هذه اللجنة على وشك الانتهاء من عملها قريبا.
وأوضح أبو الرب أن هذه الخطوة بحد ذاتها قد تكون مؤقتة، فلا تغيير على القوانين الان، وإنما نقل الاختصاص، لحين التوافق مع المؤسسات الاعلامية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات، بحوار طويل ومعمق للاتفاق على الشكل الجديد، قد يكون مجلس أعلى للإعلام وقد يكون هيئة أو أي اسم آخر يتم التوافق عليه ضمن صيغة جديدة تتعلق بتنظيم قطاع الاعلام في فلسطين.
وزارة الاتصالات المرجعية
وعودة لمعمر عرابي، الذي قال: اليوم لا أحد يعرف بشكل رسمي، ولم نبلغ من المسؤول عن التراخيص الآن، ومن هي الوزارة المختصة التي تتعامل مع الاعلام؟، إنما علمنا أن وزارة الاتصالات ستكون المرجعية، لكننا لسنا بائعي هواتف خلوية لتكون الاتصالات هي مرجعيتنا".
وأضاف رئيس مجلس ‘دارة شبكة وطن أن الجهة التمثيلية للاعلام في الخارج ستكون هيئة ال‘ذاعة والتلفزيون الفلسطينية أي الاعلام الرسمي، وهذه الحالة تيه وضياع.
وعزا عرابي هذا القرار بأنه ينم عن جهل بكيفية التعامل مع الاعلام الفلسطيني، في ظل أن اسرائيل تسخر كل إمكاناتها وتدعم كل المنابر الاعلامية التابعة لها في حرب الرواية.
المجلس الأعلى للإعلام
وحول إن كان إلغاء وزارة الإعلام سيفتح الباب من جديد لتشكيل المجلس الأعلى للإعلام، قال عرابي إنه يجب أن يكون هناك مجلس أعلى يضم كل أطياف العاملين في الإعلام، فلم تكن وزارة الإعلام الوصفة الأمثل للتعامل مع الواقع الفلسطيني.
وأشار عرابي إلى أنه حتى عندما أصدر الرئيس محمود عباس مرسوما بقانون تشكيل المجلس الأعلى للإعلام، طالبنا بإلغائه لأنه لم يكن هناك أي تشاور أو توافق معنا، لكوننا عاملين في الاعلام المحلي ولنا رأينا، وأكد أنه يجب أن يكون على رأس هذا المجلس من يمثلنا وأن يكون به مجموعة من الخبرات.
وعن مجلس الاعلام الاعلى يقول جادو ان المطلوب ان يكون هذا المجلس مشكلا من قطاع الاعلام والاعلاميين وان المطلوب ان لا يكون جسما حكوميا فقط لانه اذا كان كذلك فاننا سنكرر تجربة وزارة الاعلام التي لم تمن ناجحة مع الاسف وبالتالي لان المطلوب هو مجلس مكون من جهات عدة هدفها العمل على الارتقاء بالاداء الاعلامي ليكون قادرا على الصمود والتحدي ومواجهة الاوضاع الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية..
الحاجة ملحة لجسم اعلامي ذو وزن
وعبّر الصحفيون ومدراء واصحاب وسائل الإعلام المختلفة عن أملهم أن يكون هناك جسم اعلامي ذو وزن في فلسطين، يرسم السياسة الاعلامية بشكل عام ويوجه الصحافيين، ويكون له. دور في نقل الرسالة للداخل والخارج، برؤية واضحة واستراتيجية ممنهجة، ناهيك عن رسالة اعلامية موحدة تصدر عن كل وسائل الاعلام، تخلق رأي عام يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، كما أن هناك مواضيع أخرى داخلية تحارب الظواهر السلبية في المجتمع، وشددا على أنه عندما يكون هناك جسم متماسك يتحد الناس حوله، يتغير الواقع نحو الأفضل.
نقابة الصحفيين تعمل على تشكيل جمعية للناشرين
هذا وعلمت شبكة فلسطين الاخبارية PNN بجهود نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين وممثلي ومدراء وسائل الاعلام المستقلة من اجل تشكيل جمعية للناشرين الفلسطينيين بفروع مختلفة من شبكات و وكالات الانباء و الاذاعات المحلية بهدف تنسيق وتوحيد الجهود لاسناد الأعلام الفلسطينية حيث تم عقد اجتماعات ولقاءات ضمت ممثلين عن الاتحاد الدولي والنقابة و وسائل الإعلام والاكاديميين من الجامعات حيث تم مناقشة واقع الاعلام خصوصا بعد السابع من اكتوبر والاولويات لاسناد الصحفيين والمؤسسات الاعلامية.
واتفق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة تأسيسية لجمعية الناشرين التي يجب ان تكون ممثلة لكل وسائل الاعلام المستقلة والغير حكومية او حزبية.