غزة/PNN- في ظلام الحرب القاسي، تبدو سجود الحرازين البالغة من العمر 17 عامًا، وكأنها تحمل عبء العالم على كتفيها. بينما الفتيات الأخريات في عمرها يمضين أوقاتهن بسعادة، هي تواجه التحديات التي يفرضها عليها النزوح والقهر.
تمثل قصة سجود واحدة من النماذج الانسانية التي تعكس اصرار الفلسطيني والفلسطينية على الحياة والعيش بكرامة في ظل استمرار العدوان وحرب الابادة التي يتعرضون لها فهي قررت ان تعمل على طهي القهوة في خيمتها مع والدتها وبيعها من خلال جيرانهم نازحين معهم في خيام النازحين على شواطئ القطاع في وقت لا يجد فيه الفلسطينيون مكانا يفرون اليه سوى هذه الشواطئ التي اصبحت مصدرا للرزق لهم ولكثير من الاطفال والرجال لكسب القليل من المال ليعاتشوا منه كفاف يومهم.
وتتحدث سجود الحرازين عن قصتها رغم الم النزوح والابتعاد عن الاقارب والاحبة وعلى راسهم رب الاسرى والدها الذي يعمل مسعفا ولم يستطع ترك مهمته الانسانية لمساعدة الجرحى والمصابين بفعل القصف الاسرائيلي حيث بقي في غزة تتحدث سجود لمراسل شبكة PNN عن قصة معاناتها وصمودها وخلقها حياة لوالدتها التي نزحت مع ابنها في محاولة للفرار من الة القتل الاسرائيلية.
و قالت سجود وهي تتحدث بالم وحزن انها درست الثانوية العامة المعروف بالتوجيهي وهي اخر سنة دراسية قبل التحاقها بالجامعة لشهر ونصف فقط قبل الحرب حيث كانوا يعيشون في الشجاعية ومع دخول الحرب والعدوان الاسرائيلي بعد السابع من اكتوبر أصبح القصف لا يحتمل. ولذلك اضطرت العائلة للنزوح جنوبًا، لكن والدها، المسعف، لم يستطع مغادرة غزة وبقي وحده هناك."
وأضافت انه أثناء نزوحهم تم اعتقال اخاها الأكبر ابن الثامنة عشرة عاما على الحاجز الاسرائيلية وسط قطاع غزة وقالت انها ترى في شقيقها فتى او طفل حيث تشعر بالخوف عليه وتتمنى ان ترى لحظة الافراج عنه من سجون الاحتلال ليعود لاحضان اسرتها.
والدة سجود تتحدث عن حياة النزوح
صوت والدة سجود، وحيدة القرار، يُخيم لتتحدث عن تحديات الحياة وصعوبة ومشاق النزوح الذي اجبروا عليه بفعل الة الحرب الاسرائيلية وتقول: "زوجي مصاب بجروح سابقا وبقي في غزة لانه يعمل مسعفا ورفض ترك الناس وفضل خدمتهم على النزوح ،.
واضافت ان ابنها الكبير معتقل منذ 100 يوم."، موضحة انها بقيت وحيدة مع بناتها، وأبنها الصغير المريض فهو مصاب بالغضروف الرابع والخامس ولا يستطيع مساعدتهم في البيع".
واوضحت انها و ابنتها اضطرتا أن تعملا في مجال طهي و توفير الشاي والقهوة حيث تقوم هي بطهيهما على النار وبعد ذلك يسلموها لنازحين يقوموا بدورهم ببيعها للمواطنين على شواطئ بحر غزة".
تقول والدة سجود ان الحياة ليست سهلة وان العيس بالخيمة اصبح لا يطاق فحرارة الشمس ودفئ النيران التي تقوم بطهي القهوة والشاي عليها جعل حياة النزوح والتهجير لا تطاق حيث تتمنى ان ينتهي كابوس الحرب.
وعودة لسجود وكيف بدات مبادرة بيع الشاي والقهوة على الشاطئ، رغم تحدياتها تقول ان الفكرة اتت اليها وهي تجلس على الشاطئ وترى المواطنين هناك حيث طرحت فكرة طهي القهوة والشاي على والدتها من اجل ايجاد مصدر دخل فوافقت والدتها على هذه الفكرة".
وقالت ان دعم النازحين و المواطنين وشرائهم القهوة منهم اعطاهم الامل وخفف عليهم وعلى والدتها وشقيقها المريض معاناة القهر وقلة الموارد."
ورغم تعب النزوح والفرار من ويلات الحرب يبقى الامل بالعودة لحياة طبيعية يلازم سجود وعائلتها وعبرت عن املها في أن ترى أباها مرة اخرى. فقالت بصوت خافت :هذه الحرب جعلتني أبكي لساعات طويلة، لكنني لا أزال وساستمر بالنضال والصبر."
وأختتمت سجود حديثها بالتعبير عن امنيتها بانتهاء الحرب وأن يعودوا اخيها من سجون الاحتلال وترى والدها لكي يعيشون سوياً كأي عائلة طبيعية في هذا العالم.
تم انتاج هذه القصة ضمن برنامج قريب الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الاعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.