خلال اليومين الماضيين كنت أتابع بكثير من الأسى والاستغراب وربما الإحباط والعجب، التصريحات المختلفة التي صدرت عن مختلف القيادات والفصائل والأحزاب والنخب الفلسطينية والمتعلقة بقرار برلمان الكيان " الكنيست" رفض حل الدولتين، أي، رفض قيام دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين التاريخية.
باعتقادي انه يجب العودة إلى الجذور، جذور الصراع ونشأة الحركة الصهيونية والشعار الأبرز الذي تم الترويج له منذ تأسيس الحركة والذي كان " أرض بلا شعب لشعب بلا ارض".
لطالما غاب هذا الشعار عن ذهنية القادة الفلسطينيين في التعامل مع قادة الاحتلال خاصة بعد أن تم تأسيس الكيان اللقيط.
هذا الشعار عمليا، يجسد العقلية الصهيونية التي يتم التعامل معها من قبل قادة فلسطين، فهي ما زالت تعتقد بعدم وجود شعب فلسطيني، وهي وبرغم كل الوقائع والحقائق لا زالت تمارس سياسة الإنكار لوجود هذا الشعب.
الفصائل والأحزاب... بدون استثناء، تبنت موضوع حل الدولتين بعد عدة سنوات من انطلاقها، علما بأنها انطلقت أو تأسست من أجل تحرير الأراضي التي تم اغتصابها عام 1948
الإعلان عن رفض حل الدولتين يأتي تمهيدا لما يجري في امريكا التي تنتظر تنظيم انتخابات رئاسية في شهر نوفمبر القادم وهي محاولة لإيصال رسالة لإدارة بايدن التي باتت تكثر الحديث عن حل الدولتين، علما بأن العين الصهيونية في الكيان على الإدارة القادمة التي من المرجح أنها ستكون من نصيب ترمب الذي يعتقد نتانياهو انه لن يعارض أية خطوات تقوم بها حكومة الاحتلال والتي قد تصل إلى حد ضم الضفة الغربية إلى الكيان.
صحيح ان هذا القرار " رفض حل الدولتين " جاء في هذه الأوقات، إلا أن الوقائع على الأرض كانت تشي ان الاحتلال كان ذاهبا في هذا الاتجاه منذ زمن بعيد وليس الأمر مستجدا او نتاج لعملية طوفان الأقصى.
أما وقد كشف كيان الاحتلال عن مقاصده التي هي اصلا موجودة في عقليته المنكرة لوجود شعب فلسطيني، فالسؤال المطروح وبقوة، ما الذي سيكون عليه الرد الرسمي الفلسطيني، أي رد منظمة التحرير وسلطة اوسلو وهل ستبقي على اعترافها بالكيان' وماذا عن التنسيق الأمني وباقي القصص والاتفاقيات....
19-7-2024