بيت لحم / PNN/ يتعرض الحقوقيون والنشطاء المدافعون عن حقوق الانسان اللسطيني والصحفيون لحملة استهداف اسرائيلية ممنهجة تهدف الى ثنيهم عن القيام باعمالهم لمساعدة المواطن الفلسطيني الذي يتعرض لانواع متعددة من الاعتداءات منذ السابع من اكتوبر.
ويتعرض المدافعون عن حقوق الانسان والصحفيين للكثير من المضايقات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي على مدى عقود من نضالهم الحقوقي و الوطني والشعبي لكن هذه الاعتداءات ازدادت حدة وعنف منذ السابع من أكتوبر الماضي ،وإتخذت منحى متزايد تمثل بالقتل والاعتداء والاعتقال ىوالتعذيب داخل السجون في صورة لم يشهدها اي مدافعين عن حقوق الانسان.
ورصدت مؤسسات حقوقية محلية فلسطينية ودولية ارتفاع مستوى استهداف المدافعين عن حقوق الانسان الفلسطيني سواء كانوا فلسطينيين ام دوليين من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين الذين ينفذون اعتداءاتهم امام جيش وشرطة الاحتلال حيث تعددت اشكال الاعتداءات التي كان ابرزها منع ممثلين عن مؤسسات حقوقية دولية ومنها الامم المتحدة دخول الاراضي الفلسطينية فيما تم رصد عمليات استهداف للمدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين الفلسطينيين بعمليات قتل وضرب واعتقال وتعذيب بالسجون تم توثيقها.
وفي هذا الاطار يؤكد الناشط الحقوقي والمدافع عن الاراضي والمزارعين الفلسطينيين منذر عميرة على ذلك من خلال ما تعرض له هو وعائلته من اعتداء وانتهاك لحرمة البيت والعائلة،
ويصف عميرة ما قام به الاحتلال بالاعتداء على اخيه من ضرب مبرح قبل اعتقاله للضغط عليه، وكيف كبل الاحتلال أيدي عائلته وأطفاله، وقامت قوات الاحتلال بتمزيق الملابس التي يرتديها ابنه محمد لان عليها صورة علم فلسطين، وكيف تعرض طول الطريق من منزله وحتى قبة راحيل للضرب المبرح لانه التفت لابنته الصغيرة التي كانت تحاول أخذ الامان من ابيها وتقول له أنها تحبه كثيرا>
و بين عميرة أن التحقيق لم يكن مهم وكانت له علاقة بما تصفه اسرائيل بالتحرض وكان الاعتقال الاداري في النهاية بقرار من الضابط الاسرائيلي الذي قال له مبروك عليك الاعتقال.
ويشير عميرة الى ان اعتقاله والتنكيل به في سجون الاحتلال هدفه واحد وهو منعه من متابعة اوضاع المزارعين واصحاب الاراضي في المناطق المهمشة والبعيدة التي تستهدفها اسرائيل بالترحيل والتهجير لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية موضحا ان المدافعين عن حقوق الانسان في كل انحاء العالم لا يتعرضون لهذا الكم من العنف والاضطهاد والمطاردة.
حال الصحفين ليس باحسن من حال المدافعين عن حقوق الانسان ،فالمئات منهم قضوا في قطاع غزة ، ووصل عدد الشهداء لأكثر من160 شهيد والعديد من المصابين والجرحى، الى جانب تدمير قوات الاحتلال للمقار الصحفية ومعداتهم، وهو نفسه حال التضيق على الصحفيين في الضفة الغربية، حيث تتعرضت مقارهم للإغلاق وصدرت معداتهم وكميراتهم وتعرض عدد منهم للاعتقال، إلى جانب منعهم من تغطية الأحداث.
و أشار الصحفي عبدالرحمن حسان من محافظة بيت لحم الى ما تعرض له هو وزملائه للاعتداء من قبل قوات الاحتلال أثناء تغطيتهم للاحداث أكثر من مرة حيث يمنعهم جنود الاحتلال من اداء عملهم في نقل الاحداث ويعتدي عليهم بشكل همجي.
واضاف حسان ان اخر اعتداء كان قبل اسابيع خلال تغطية أحدث وقعت في قرية ارطاس جنوب مدينة بيت لحم ،حيث قام جنود الاحتلال بمصادرة هواتف بعض الصحفيين والكاميرات البعض منهم فيما صادر الاحتلال هويته الشخصية.
و أوضح حسان بان الصحفي يعمل في ضروف غير أمنة على الرغم من محاولة نقلهم للحقيقة واتخاذهم مسافة أمان بعيدة عن جنود الاحتلال الذين لا يتوانوا في ملاحقة الصحفيين وثنيهم عن نقل الحقيقة ومواصلة عملهم ،رغم محاولة الصحفيين عدم الاحتكاك المباشر بقوات الاحتلال .
و تأتي هذه الاعتداءات والتهديد بالاعتقال والاحتجاز في إطار سلسلة ممنهجة ومتزايدة لسياسة التضيق على الفلسطينين والحقوقين والصحفين العاملين في فلسطين لمنعهم من نقل الحقيقة للعالم .
تم انتاج هذا التقرير ضمن مشروع الاستثمار في حقوق الانسان الذي تنفذه جمعية الرواد للثقافة والفنون بالتعاون مع شبكة فلسطين الاخبارية PNN وبتمويل من مجموعة التضامن الفرنسي مع الشعب الفلسطيني ASTM.