باريس / PNN- قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن قرية كفرحمام اللبنانية أصبحت بؤرة للاشتباكات الحدودية العنيفة بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الإسرائيلية، موضحة أنه منذ عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر على يد إسرائيل في 30 يوليو/تموز الماضي، أُثيرت تساؤلات حول كيفية تمكن إسرائيل من تحديد مواقع أهداف محصنة على هذا النحو.
وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب الله"، الذي فقد حوالي 400 مقاتل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول، بمن في ذلك نحو 20 مسؤولًا رفيع المستوى، تعرض لهجمات متكررة بواسطة الطائرات المسيّرة الانتحارية والصواريخ والعبوات الناسفة، مبينة أن هذه الاغتيالات تمثل تصعيدًا كبيرًا في العمليات الإسرائيلية، متجاوزة الخسائر التي سُجلت خلال حرب يوليو 2006.
وبحسب الصحيفة، تستفيد إسرائيل من تفوقها التكنولوجي الواضح، حيث تستخدم طائرات مسيرة متقدمة وأقمارًا صناعية لجمع المعلومات الاستخباراتية عن "حزب الله"، لافتة إلى أن وحدة الاستخبارات في جيش الاحتلال تتفوق في اعتراض الاتصالات وقرصنة الشبكات.
ووفقًا للخبراء، فإن البنى التحتية للاتصالات في لبنان تشكل هدفًا سهلًا نظرًا لضعف الحماية، حيث تم اختراق الشبكة السرية لـ "حزب الله"، الأمر الذي سهّل بعض الهجمات الإسرائيلية.
وأشارت التقارير إلى أن شكر قد تم استهدافه بعد تلقيه مكالمة مشبوهة عبر خط داخلي لـ"حزب الله"، رغم نفي هذه المعلومات من قبل الحزب.
أكدت الصحيفة أن إسرائيل تستفيد من دعم حلفائها، ولا سيما الولايات المتحدة، حيث غالبًا ما تسهل العمليات الاستخباراتية من خلال جواسيس متسللين، وقد تم مؤخرًا اعتقال عدة متعاونين مع إسرائيل في لبنان.
وأكد الأستاذ المشارك في جامعة جورج تاون، بلال صعب، أن "ضعف لبنان السياسي والاقتصادي، جنبًا إلى جنب مع الهيكل البيروقراطي لـ "حزب الله"، يوفر فرصًا للتسلل الإسرائيلي". وأضاف صعب "على الرغم من هذه القدرات الكبيرة، لم تتمكن الاستخبارات الإسرائيلية بعد من إضعاف "حزب الله" بشكل كاف، الذي يواصل مقاومته".
وبيّنت "لوفيغارو" أنه لمواجهة هذه التهديدات عزز "حزب الله" تدابير الأمان الخاصة به، حيث نصح أنصاره بالتخلص من هواتفهم الذكية واستخدام هواتف من الجيل الأول، مشيرة إلى أنه ردًا على الهجمات الإسرائيلية، كثف "حزب الله" أيضًا عملياته، مستهدفًا البنى التحتية الاستخباراتية الإسرائيلية واستخدام طائرات مسيرة إيرانية لمراقبة مواقع عسكرية إسرائيلية.
وختمت الصحيفة بالقول إن كفرحمام أصبحت رمزًا لصراع متصاعد، حيث تلعب التكنولوجيا والإستراتيجية دورًا حاسمًا في الديناميكية بين إسرائيل و"حزب الله".
المصدر: إرم نيوز