الداخل المحتل / PNN - قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان طالب مجلس الأمن بجلسة طارئة لبحث وضع المحتجزين في قطاع غزة، في حين أعلنت حركة حماس جاهزيتها لإبرام صفقة إن أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك.
ويأتي ذلك بينما بدأ الإسرائيليون إضرابا عاما تضامنا مع ذوي الأسرى المحتجزين في غزة ورفضا لعرقلة نتنياهو إبرام صفقة. ويشمل الإضراب المدارس والجامعات ومطار بن غوريون والمواصلات العامة وقطاعات اقتصادية واسعة.
وكشف أمس الأحد عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف التفاوض خليل الحية عن تفاصيل جديدة حول مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة وسير المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وقال الحية -خلال مقابلة مع الجزيرة- إن حماس تصر على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك محورا فيلادلفيا ونتساريم، كشرط لأي اتفاق، مؤكدا أن الحركة قدمت "مرونة عالية وتنازلا كبيرا" بهدف الوصول إلى صفقة تبادل ووقف العدوان.
وأضاف الحية أنه لا توجد مفاوضات حقيقية لصفقة وقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، وأن حركة حماس جاهزة فورا لاتفاق إذا أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبشأن الأسرى الستة الذين عثرت عليهم إسرائيل بغزة جثثا، حمّل الحية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن مقتلهم، وأضاف "كان بإمكان الأسرى الـ6 وغيرهم أن يخرجوا إلى ذويهم ضمن صفقة تبادل حقيقية وهم أحياء، ولكن إصرار جيش الاحتلال وحكومته المتطرفة هو السبب في أن يفقد هؤلاء حياتهم مع عشرات قتلهم الاحتلال مباشرة بقصفهم مع من يجلسون معهم ويحرسونهم ويعيشون معهم".
وعن مراحل التفاوض غير المباشرة مع إسرائيل، قال الحية إن كل مراحل التفاوض دللت على أن نتنياهو ليس مهتما بعقد صفقة، وبدلا من أن يدفع بجيشه لقتل وتدمير منطقة بالكامل واسترجاع اثنين أو 3 من الأسرى ويقتل مقابلهم مئات من الفلسطينيين، كان بإمكانه أن يسترد هؤلاء بتبادل حقيقي.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تخطط لتقديم مقترح اتفاق نهائي لوقف الحرب في قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن واشنطن تتشاور مع الدوحة والقاهرة بشأن ملامح اتفاق وقف إطلاق نار نهائي، وأن عدم قبول الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني باتفاق نهائي تعتزم واشنطن تقديمه قد يعني نهاية المفاوضات بقيادة أميركية.
وصرح مسؤولون للصحيفة بأن واشنطن والقاهرة والدوحة كانوا يعملون على الاقتراح النهائي قبل العثور على جثث الأسرى المحتجزين.
كما أكد مسؤول أميركي أن مقتل الأسرى لا يعطل التوصل إلى الاتفاق، بل يجب أن يكون دافعا إضافيا لإنجازه في هذه المرحلة الختامية.
من جانبه، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر أن واشنطن قد تقدم نسخة محدثة لاقتراحها للطرفين وتمنحهما أسبوعا للرد، وأن مسؤولين أميركيين يرون أن هناك فرصة للتوصل إلى صفقة، ويأملون أن يتم ذلك في غضون أسبوعين.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حربا على غزة خلّفت قرابة 135 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.