الداخل المحتل / PNN - أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، اعتزامه مهاجمة سكان 24 بلدة في جنوب لبنان وطالب سكانها بإخلائها، وذلك بعد أول اشتباك بري مع مقاومي حزب الله فجر اليوم الاربعاء.
ووجَّه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة “إكس” إنذارا إلى “سكان القرى في جنوب لبنان: البياضة، بيوت السياد، الراشيدية، معشوق، البص، شبريحا، طير دبا، البرغلية، مخيم القاسمية، نبي قاسم، برج رحال، العباسية، معركة، عين بعال، محرونة، بافلية، ديركيفا، صريفا، أرزون، دردغيا، ضهر برية جابر، جبل العدس، شحور، برج الشمالي”.
وتابع: “عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه إلى شمال نهر الأولي”.
وهذا النهر هو آخر نقطة في جنوب لبنان، ما يعني أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يريد تهجير السكان إلى خارج محافظة الجنوب.
وحذر من أن “كل مَن يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر. أي بيت يستخدمه حزب الله لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه”.
وأردف: “يحظر عليكم التوجه جنوبا (باتجاه الحدود مع إسرائيل). أي توجه جنوبا قد يعرضكم للخطر”.
يأتي ذلك بعد إعلان “حزب الله”، للمرة الأولى، فجر اليوم الأربعاء تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة “العديسة” في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية (جنوب)، مضيفا أن مقاتليه “أوقعوا بها خسائر، وأجبروها على التراجع”.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها “حزب الله” اشتباكه مع قوة مشاة إسرائيلية منذ إعلان تل أبيب فجر الثلاثاء بدء عملية عسكرية في جنوب لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي تشن إسرائيل “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1873 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا وأكثر من مليون نازح، وفق رصد لبيانات السلطات اللبنانية.
في المقابل يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من “حزب الله” لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر إجمالا حتى مساء الثلاثاء عن ما لا يقل عن 1873 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و9 آلاف و134 جريحا، حسب وزارة الصحة اللبنانية.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 138 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين.